محمد عباس يكتب: حين تعجز الكلمات

الخميس، 20 أغسطس 2015 06:00 م
محمد عباس يكتب: حين تعجز الكلمات ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذات مرة كنت أمارس عملى وعادتى المفضلة وهى السير على الأقدام لأصور وأرصد وأدون ما يدور من أحداث حولنا فى مدينتا الصغيرة، طنطا، وكانت هذه المرة فى شارع البحر الرئيسى وعلى بعد حوالى 40 مترًا من سيرى وكنت أنظر على يسارى فوجدت رجلا يضع ميزانا وبجواره كرسى يجلس عليه ويتردد عليه العامة ليزنون أنفسهم لينتفع بقليل من المال، وكان هذا الرجل يبدو عليه علامات البساطة.

فإذا بالمنظر الذى لن يمحوه ذهنى فوجدته يمسك برغيف واحد من الخبز الجاف (الناشف) ويكسره قطعا وأخذ يأكله وبعد أمتار قليلة إذا بالمحل الضخم "كنتاكى" يجلس فى طابقيه الكثير من الناس يتناولون أشهى الوجبات فى نفس الوقت الذى يأكل فيه المسكين رغيفًا جافًا من الخبز ولم أكن أملك سوى أن التقط للمشهدين صورًا لكن لم أفعلها حفاظًا على مشاعر الآخرين.

لم يكن هذان المشهدان عابرين بل بهما ملخص كل ما يدور حولنا وما وصلت إليه أحوالنا بين فجوتين كبيرتين، طبقة الأغنياء وطبقة البسطاء وإن شئت قل الفقراء، فهذا نتاج ثورتين لم يتغير بهما المواطن المطحون ولم تتحسن أوضاعه ولعلنا نعرف أن الهدف الأسمى للثورات الحرية والكرامة وكان شعار إحداهما "عيش - حرية - عدالة اجتماعية" لكن هذا لم يحدث ولم تتغير الأحوال.

إن المقياس الحقيقى للثورات هو المواطن نفسه التى تقوم من أجله تلك الثورات وهو نفسه الذى يزداد سوءا وإن استمر كذلك فلنعلم أن الثورتين لم تستكملا تحقيق أهدافهما.

وبعيدا عن هذا الإطار السياسى الشائك فمن يرى هذين المشهدين يحزن حزنا شديدا ويشفق على بنى الإنسان من أحوالهم إلا أن المسئولين عنهم لا يتحركون ولايلتفتون لمثل تلك الأمور لكن عليهم أن يعلموا أنهم مسئولون أمام الله . أما أنت أيها الفقير فلم يعد لك إلا الشكوى لله فهو ملجأ الفقراء والأمراء واعلم أن ذوى المناصب والأموال يلجأون إليه بكل ما يملكون فقد يطلبون السعادة أو كثيرا من المال وأنت تدعو الله أن يعينك على العيش لكن معك ما هو أثمن من كل ما يملكون معك القناعة وراحة البال.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

samir

semsemss15@yahoo.com

لا توجد عداله على وجه الارض

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة