شهد شهر سبتمبر الجارى العديد من الظواهر الفلكية الهامة أثارت اهتمام الملايين حول العالم من هواة الفلك وتابعها المواطنون العاديون بشغف والتقطوا صورا لها احتفظوا بها فى أرشيف ذكرياتهم نظرا لندرتها .
كسوف جزئى للشمس بداية الشهر
الظاهرة الأولى فى سبتمبر تمثلت فى الكسوف الجزئى للشمس الذى شهدته العديد من الدول الأوروبية ولم تره مصر أو أى من دول المنطقة العربية حيث كان الكسوف الثانى والأخير للشمس فى 2015 وبدا فى حوالى الساعة 6:42 صباحا بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة، وانتهى فى حوالى 11:06 مستغرقا 5 ساعات و24 دقيقة و42 ثانية، وفيه الكسوف غطى قرص القمر 8 .78% من قرص الشمس، وكانت ذروته فى الثامنة و54 دقيقة و12 ثانية .
تزامن ذروة الخريف مع وقفة عرفات
وتمثلت الظاهرة الثانية فى ذروة فصل الخريف فلكيا، والتى كانت فى الساعة 10 و22 دقيقة صباحا بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة، يوم الأربعاء 23 سبتمبر حيث تساوى عدد ساعات الليل والنهار، وشعر المواطنون بالاعتدال فى الجو الذى يميل إلى البرودة ليلا وعند الفجر.
الفريد هذا العام والمميز فى ظاهرة الاعتدال الخريفى هو تزامنها مع وقفة عرفات، يوم الأربعاء الماضى حيث بدأت ساعات الليل تزداد تدريجيا بداية من الخميس أول أيام عيد الأضحى كما أن فصل الخريف فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية يقابله فصل الربيع فى النصف الجنوبى حيث إن الاعتدالين الخريفى والربيعى للنصفين الشمالى والجنوبى من الكرة الأرضية يحدثان فى نصف الوقت إلا أن الوضع يكون معكوسا.
بلوغ كوكب الزهرة قمة لمعانه فجرا
اما الظاهرة الثالثة فتمثلت فى بلوغ كوكب الزهرة قمة لمعانه قبل شروق الشمس خلال الشهر الجارى ويستمر حتى ديسمبر المقبل، حيث إنه من الكواكب الداخلية التى تدور حول الشمس فى مدار داخل مدار الأرض وهو أقرب إلى الشمس من كوكب الأرض، وإنه ثانى كواكب المجموعة الشمسية قربا لها، لذلك فإنه يكون فى نفس الناحية التى توجد فيها الشمس عادة، ورؤيته من على سطح الأرض ممكنة فقط قبل شروق الشمس أو بعد الغروب بوقت قصير، حيث يطلق أحيانا على هذا الكوكب "نجم الصباح أو نجم المساء"، نتيجة لظهوره فى تلك الفترة، حيث يكون أسطع جسم مضىء فى السماء.
ونتيجة لما سبق فإن أطوار كوكب الزهرة تتغير عندما يدور فى مداره، وتبدو هذه الأطوار مشابهة لأطوار القمر، وتتغير عندما يدور فى مداره، فيظهر على شكل قرص كامل عندما يكون فى الجانب المعاكس لاتجاه الشمس، ويظهر بأكبر ربع قرص عندما يكون فى أقصى استطالة مع الشمس، وعند رؤيته بالتلسكوب يظهر وكأنه محاط بهالة نتيجة وجود غلاف جوى سميك محيط به يعكس الضوء حيث يتجاوز الزهرة الأرض كل 584 يوما فى دورانه حول الشمس، ويتغير من وضع نجمة المساء التى تظهر بعد غروب الشمس إلى نجمة الصباح قبل شروق الشمس، وعندما يكون فى أقصى استطالة يبقى واضحا لفترة طويلة بعد غروب الشمس.
خسوف كلى للقمر اليوم
وكانت الظاهرة الرابعة هى الاروع على الاطلاق ولا تتكرر كثيرًا فى القرن الواحد حيث حدثت آخر مرة سنة 1982 أى منذ حوالى 38 عامًا، ومن المقرر ان يشهدها العالم اليوم وهى خسوف كلى للسوبر قمر يتفق توقيت وسطه مع توقيت بدر ذى الحجة، وسيكون القمر فى أقرب نقطة مدارية للأرض، وسيظهر بشكل أحمر خلال الخسوف يسمى "قمر الدم" وسيتكرر فى 2033 أى بعد 18 عاما.
وخسوف اليوم يمكن رؤيته فى المناطق التى يظهر فيها القمر عند حدوثه ومنها أوروبا وغرب آسيا وأفريقيا والأمريكتين عدا النصف الغربى من ألاسكا، ويستغرق الخسوف بكل مراحله منذ بدايته كخسوف شبه ظلى وحتى نهايته كخسوف شبه ظلى مرة أخرى خمس ساعات وثلاثة عشر دقيقة واثنتين وأربعين ثانية حيث يستغرق منذ بداية مرحلة الخسوف الجزئى وحتى نهاية مرحلة الخسوف الجزئى الثانى بما فيها مرحلة الخسوف الكلى ثلاث ساعات وعشرين دقيقة وست وثلاثين ثانية"، كما أن الخسوف يستغرق فى مرحلته كخسوف كلى ساعة واحدة واثنتا عشر دقيقة وثمانية وأربعين ثانية تقريبًا وفيه يحجب ظل الأرض 128.2% تقريبًا من قرص القمر عند ذروة الخسوف الكلى وهنا يسمى "قمر الدم".
ويقترب اليوم القمر جدًا من الأرض، ليصبح على مسافة 356 ألفًا و896 كيلو مترًا، لأن المسافة الاعتيادية بين الأرض والقمر تتراوح بين 360 و 410 ألف كيلومتر وبذلك يظهر البدر أكبر من حجمه بحوالى 14% ويرى فى مصر فى نهاية مرحلة الخسوف الجزئى الأخيرة، حيث أن بداية الخسوف شبه الظلى يكون فى الساعة الثانية و10 دقائق و18 ثانية، وبداية الخسوف الجزئى فى الثالثة و6 دقائق و48 ثانية، وبداية الخسوف الكلى فى الرابعة و10 دقائق و42 ثانية وذروة الخسوف الكلى فى الرابعة و47 دقيقة و6 دقائق، ونهاية الخسوف الكلى فى الخامسة و23 دقيقة و30 ثانية ونهاية الخسوف الجزئى فى السادسة و27 دقيقة و24 ثانية ونهاية الخسوف شبه ظلى فى السابعة و24 دقيقة.
