الاهم الآن هو خلق مظلة عربية ، لمواجهة الابتزاز الامريكى ، لان السعودية ليست مستهدفة وحدها ، وبعد ويلات الجحيم العربى ، واشعال الحروب الدينية ، يبدو ان المنطقة على اعتاب مرحلة جديدة ، للإستيلاء على ثرواتها وودائعها، خصوصا الدول الخليجية الغنية ،وحدد الكونجرس للرئيس الامريكى الجديد ، محاور سياسة السطو الخلاق كبديل للفوضى الخلاقة .
اليس مستغربا ان تفرج الولايات المتحدة عن الودائع الايرانية، المجمدة منذ منذ 15 عاما ، ثم يخرج الكونجرس من جرابه اتهامات للسعودية مضى عليها 15 عاما ، وسبق ان تحدى وزير الخارحية السابق المرحوم سعود الفيصل واشنطون ، ان تقدم دليلا واحدا على ضلوع السعودية فى احداث 11 سبتمبر ، وبّرأت تقارير المخابرات الامريكية ساحة المملكة من الاتهامات ، وبعد سنوات طويلة اختار الكونجرس وقتا حرجا ، لتمرير مشروعه السافر، متزامنا مع الغزل غير العفيف بين واشنطون وطهران ، والتلويح بتنصيبها قوة اقليمية مهيمنة على المنطقة، وسيفا مسلطا يهدد امن واستقرار دول الخليج .
لا يمكن الوثوق فى اى وعود امريكية ، بأن القانون لن يتم استخدامه وسيظل حبيس الادراج، والمرجح تفعيله دون انتظار ، لاقرار امر واقع جديد على البيت الابيض، ولا يخرج فيتو اوباما الهزيل للقانون ، عن كونه توزيع ادوار للتخدير والتضليل، والخطأ الاكبر لدول الخليج انها لم تأخذ حذرها من تقلبات السياسة الامريكية ، وانها ليس لها صديق ولا حليف ، ولا تسعى الا وراء مصالحها ،وكم من صديق انقلبت عليه وحليف غدرت به .
بعض اللوم يقع على العرب ، لانهم اضاعوا كل الفرص ، لخلق كيان عربى ، يفرض قوته واحترامه فى الساحة الدولية ، وبعثرت واشنطون بقايا قوتهم فى الحروب الدينية والثورات الخريفية ، وتغذّت عليهم دولة تلو الاخرى ، والآن تلعب مع السعودية بطريقة رعاة البقر ، وتتنكر لمساهمة الودائع والاستثمارات السعودية ، وانها لعبت دورا مهما واستراتيجيا فى قوة الاقتصاد الامريكى ، وفى مقدور المملكة ان تستخدم اسلحة قد تؤدى الى ازمات لا يتحملها الاقتصاد العالمى ، ولكنها كلها حسابات شديدة المخاطر .
فى كل الاحوال لابد من احياء دور عربى قوى ومؤثر ، فالعرب يجب ان يلوحوا بأنهم ليسوا مجرد كائنات فى الحظيرة الامريكية ، وفى ايديهم اوراق قوة كثيرة ومؤثرة اذا احسنوا استخدامها ،والبداية هى ان يلملموا الشتات ويضمدوا الجراح ، لان الشيطان يستهدفهم جميعا ، ويمارس سياسة الذئب الذى ينفرد بكل فريسة على حدة .