قرأت بيتاً من الشعر فأعجبنى، فهو يلخص حال الدنيا مع بنى آدم، هى الدنيا إذا كملت وتم سرورها خذلت، فقد يصل الإنسان إلى قمة رغد العيش، ثم فجأة يهوى لذل الحاجة، وكذلك الحال بين الدول، فحلفاء اليوم يغدو أعداءً، ومن الأمثال الشعبية العربية، لا فرح دايم ولا حزن دايم، ولا قمر إلا ووراءه عتايم، أى حتى عند اكتمال القمر بدرا، يتوارى تدريجياً وتأتى الظلمة.
كما يسطر الزمن تجاعيده على وجه الإنسان فيذبل الشباب وإطفاء النضارة؛ كما ورد فى القرآن الكريم وتلك الأيام نداولها بين الناس، فلا يكون هناك مظلوم طوال الوقت ولا ظالمُ باقيا للأبد، والتاريخ القديم والحديث زاخراً بمئات القصص لحكام وملوك خرجوا من سدة الحكم محطمى الكرامة والقلب والخاطر؛ فللدهر أيضا تقلباته حتى على المحبين والعاشقين، كما فى رواية الكاتب الكولومبى غابرييل غارثيا ماركيث - الحب فى زمن الكوليرا - افترق الشاب والفتاة خمسين عاما، بعد أن رفض الأب زواج ابنته منه، وجمعت بينهما الظروف مرة أخرى وهما تجاوزا السبعين عاما وإيقاظ مشاعر الحب بينهما من جديد.
وكان أكثر الكتاب الدراما فى مصر والوطن العربى، فى وصف تقلبات الدهر واختلال موازينه، الكاتب المصرى أسامة أنور عكاشة، كالشهد والدموع، ورحلة أبو علا البشرى، الذى جمع فيه كل أنماط الشخصية المصرية، الطيب والشرير والطموح والكسول والحنان والقسوة والبر والعقوق، كما جاء بالجزء الثانى مغايرا تماما عن الجزء الأول، فتحول الشرير إلى طيب والطموح إلى فوضوى، والتراث الشعبى ملىء بالحكايات التى تجعلك لا تحزن على فراق أو فشل، الله سبحانه وتعالى كل يوم هو فى شأن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة