حينما يتملك اليأس من روحك، فربما يكون الموت هو أقرب الطرق إليك، كإعلان واضح وصريح للعالم، ينتهى المطاف بروحك التى تفارق الحياة، وجسدك الراقد بين أربعة أضلع خشبية، هكذا صور الفنان التشكيلى التونسى منصف بن جامع، حالة اليأس التى وصل إليها، حينما وضع لوحاته فى إطار بين القبور.
فى فضاء الصمت، وضع منصف بن جامع، لوحاته على شواهد القبور، كتعبير على نكران متذوقى هذا الفن الراقى، ومعلناً استنكاره لما يجده المبدع حينما يغادر الحياة من تأبين وحديث عن مشواره الذى حرمته الحياة من استكماله.
ما فعله الفنان التونسى أثار ردود فعل العديد من التونسيين على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تضامناً منهم مع منصف بن جامع، وحزناً على ما وصله إليه حال الفنان التشكيلى فى تونس.
لوحات منصف بن جامع على شواهد المقابر فى تونس
أما منصف بن جامع، فقد عبر فى تصريحات نقلتها العديد من المواقع التونسية والعربية عن حالة اليأس بعدما قضى حياته فى الفن التشكيلى، ولم يجنِ سوى الجحود والنكران. وقال: فى بلدنا يتجاهلون المبدع حياً، فإذا مات نصبت له المنابر، وألقيت فى جنازته آلاف الخطب العصماء والمرثيات، لذلك أردت أن أستبق الأحداث وأعرض رسومى على الموتى، علهم يشعرون بمأساتى ومأساة العشرات من المبدعين المقهورين فى هذا البلد، الذين لم يسمع لهم صوت ولم يجدوا آذاناً صاغية.
ويضيف بن جامع: لم أقصد قط تدنيس المقابر، ولم أرد إزعاج الموتى فى قبورهم، لكنى أردت أن ألفت انتباه السلطات فى بلادى بشكل رمزى إلى حال المبدع والفنان الذى لم يعد له أى اعتبار أو قيمة، وكل ما أردته هو الاحتجاج على وضع ثقافى وفنى مأساوى فى تونس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة