بعد مرور أيام قليلة من فوز الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب، وتحطيمه كل التوقعات بالخسارة، أصبحت هناك مخاوف كثيرة بين الأوساط الفرنسية المختلفة، فبهذا المنطق يمكن أن تفوز المرشحة المحتملة لرئاسة فرنسا "مارين لوبان" زعيمة حزب اليمين المتطرف، التى يعرف عنها قراراتها المتعصبة والعنصرية والتى تثير مخاوف المسلمين والمسلمات والمهاجرين الذين يلجأون إلى فرنسا.
وقد لاحظ مجموعات من المحللين والشخصيات السياسية التأييد الشديد من قبل مارين لو بان تجاه ترامب، حيث كانت مناول المهنئين له إضافة إلى إنها كانت تدعمه من قبل خوضه سباق الرئاسة، وكان ذلك التأييد الشديد عامل قلق بالنسبة للوسط الفرنسى الذى أصبح من الممكن أن ترأسه "لوبان"، كما تشهد فرنسا اليوم حالة من عدم الرضا من قبل الأحزاب الأخرى وعلى رأسها الحزب الاشتراكى الحاكم حيث أعلن الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند عقب الإعلان عن فوز ترامب أن الانتخابات الأمريكية تدشن فترة من عدم اليقين وأن فرنسا ستبقى على محادثات تتسم بالحذر والصراحة مع الإدارة الجديدة بشأن المسائل الدولية.
وأجمع المحليين على أن فوز ترامب يدق ناقوس الخطر فى فرنسا حيث أن فرضية وصول زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى الرئاسة أصبحت ممكنة، وهو ما عبرت عنه مختلف التيارات السياسية الفرنسية وكان على رأسهم إليزابيث جيجو وزيرة العدل السابقة والتى قالت فى لقاء صحفى جرى معها أن الدرس الذى يمكن استلهامه من الانتخابات الرئاسية الأمريكية هى أن كل ما يبدو مستحيلا يمكن أن يحدث على أرض الواقع.
ومن ناحيته قال دومينيك دوفيلبان وزير الخارجية السابق أنه ليس من الجيد أن يكون هناك إمكانية من فوز لوبان فى انتخابات 2017، وقال: "إن الطموحات السياسية فى مجتمعاتنا الديمقراطية أصبحت غير مقيدة وأن الغضب والخوف قد أصبحا الفاعلين الأساسيين للديمقراطية".
أما جون بيير رافاران رئيس الوزراء السابق فقد قال "بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يأتى فوز ترامب كدليل إضافى على أن الجدار العازل الذى كان يقيمه العقل والمنطق فى مواجهة الشعبوية انهار، لذا يجب أن نحتاط لأن مارين لوبان قد تفوز فعلا بالرئاسة فى فرنسا".
وحذر مؤخراً الأمين العام للحزب الشيوعى الفرنسى بيار لوران صرخة إنذار، قائلا: "إن فوز ترامب يمثل منصة إطلاق لصاروخ فرنسى يدعى مارين لوبان وحذر الذين يريدون استعمال لوبن كفزاعة لتخويف الناخبين بأنهم قد يستفيقون فى مايو المقبل على صدمة مماثلة لصدمة فوز ترامب اليوم لأن حظوظ فوز لوبان بالرئاسة باتت فعلية".
والجدير بالذكر أن ترامب ولوبان لديهما تشابه كبير من ناحية رؤيتهما حول العديد من القضايا، والتى كان أهمها قضية الهجرة التى تمثل أولوية اهتمامات كل من الرئيس الأمريكى المنتخب ومرشحة الجبهة الوطنية، فالأخيرة تتخذ مواقف عادية إزاء المهاجرين وتدعو دائما إلى إعادة السيطرة على الحدود الفرنسية والخروج من منطقة شنجن، أما ترامب فكان من أبرز تصريحاته الدعوة إلى إغلاق الحدود أمام المهاجرين المسلمين وذلك عقب الاعتداءات الإرهابية التى تعرضت لها فرنسا فى نوفمبر الماضى وهو ما أثار موجة عارمة من الاستنكار والغضب فى مختلف أرجاء العالم كما تعهد ببناء جدار على طول الحدود الأمريكية المكسيكية فى حال وصوله إلى البيت الأبيض، متهما المكسيكيين بأنهم من مهربى المخدرات والمجرمين والمغتصبين.
وكذلك تتشابه مواقف ترامب ولوبان فى موقفهما تجاه روسيا وخاصة إزاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وتدعو دائما إلى ضرورة التقرب من روسيا من لحل الأزمة السورية ودائما ما تشيد به، وكان أيضاً ترامب كثير الإشادة والإعجاب بالرئيس بوتين، وأعلن عقب فوزه بأنه يأمل بمستوى جديد من العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وقد اعتبر بوتين أن ترامب المرشح الأفضل دون منازع فى السباق الرئاسى ووصف بكونه رجل لامع وموهوب من دون أدنى شك.
