ذات يوم.. إصابة «فاروق» فى تصادم بالإسماعيلية وحسن البنا يزوره

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 10:22 ص
ذات يوم.. إصابة «فاروق» فى تصادم بالإسماعيلية وحسن البنا يزوره الملك فاروق
يكتبها: سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 كان الملك فاروق يسابق الريح فى طريقه إلى الإسماعيلية، وكانت قدماه مثبتة على دواسة البنزين لمزيد من السرعة، وبينما كان يتجاوز شاحنة للجيش البريطانى شاهد سيارة أخرى تقترب منه بسرعة، فما كان منه إلا أن جنح نحو الشاحنة إذ ضغط على الفرامل بشدة وجاءت النتيجة أنه فقد السيطرة ليصطدم بالأشجار على حافة الطريق.
 
هكذا تصف الكاتبة البريطانية «أرتيميس كوبر» الحادث الذى وقع للملك فاروق فى الساعة الرابعة من مساء «مثل هذا اليوم 15 نوفمبر 1943»، وتذكر فى كتابها «القاهرة فى الحرب العالمية الثانية - ترجمة: محمد الخولى، دار الموقف العربى  - القاهرة: «أنه انتقل إلى المستشفى العسكرى البريطانى فى القصاصين، وتبين أن لديه ضلعين مكسورين وآخر فى عظمة الحوض، ورغم نصيحة الأطباء له بالانتقال إلى قصره بعد أيام من إقامته فى المستشفى إلا أنه رفض فتم تركيب خط تليفونى، وقامت شاحنة بإحضار الطعام من المطابخ الملكية يوميا، وتوافد فلاحون فقراء على المستشفى حاملين هدايا صغيرة من البيض والكعك.
 
تعطى «كوبر» وصفا دقيقا لحالة الملك الشخصية فى المستشفى: «كان مستمتعا للغاية لدرجة لا يرغب معها فى العودة إلى القاهرة، إذ كان بعيدا عن هموم الدولة، لا تعوقه مراسم البرتوكول وتحيطه الممرضات اللائى كن يتضرجن حمرة وينكمشن عندما كان يعابثهن، فضلا عن سيل لا ينقطع من الزوار، لكن العلاج الطبيعى والتدليك أتيا بنتائج طيبة، وبعد قدر كبير من الإقناع عاد الملك إلى بيته»، تضيف «كوبر»: «فى الجو المحموم للبلاط المصرى، كان ثمة همس وتشاور كثير حول الأضرار التى يمكن أن تكون قد لحقت بالملك، وسرت الشائعة بأن بعض الغدد فى جسده دمرت بغير علاج، على أن العلامة الوحيدة التى تشهد بأن الحادثة أدت إلى إطلاق نوع من الخلل فى الهرمونات تمثلت فى أن جسده الضخم عادة سرعان ما أصبح سمينا مكتنزا».
 
تسلط الدكتورة لطيفة سالم الضوء على الحادث فى جانبه السياسى، مشيرة فى كتابها «فاروق وسقوط الملكية فى مصر» «مكتبة مدبولى - القاهرة» إلى الصراع بين الملك، و«النحاس باشا» رئيس الحكومة الوفدية: «جاء الحادث ليكون سهما قويا يوجه إلى النحاس، حيث أبرز بوضوح الشعبية المتدفقة على فاروق، ورغم أن الحالة لم تكن خطيرة إلا أنه آثر البقاء فى المستشفى، وكان أحمد حسنين باشا «رئيس الديوان الملكى»، يحضر إليه ليعرض عليه الأوراق للتوقيع ووضح القصد من هذه الخطة، فهى فرصة لتصعيد التأييد الشعبى وبالفعل تحقق الغرض، وفى اجتماع المؤتمر الوفدى «14 - 16 نوفمبر 1943»، كشف النحاس عن رفض فاروق لاستقبال أعضاء الحكومة، بينما سمح للآخرين بزيارته، وكان حسن البنا مرشد جماعة الإخوان فى مقدمة الزائرين على رأس وفد من المركز العام،وحسب جريدة «الإخوان المسلمون» فى عددها «11 ديسمبر 1943» فإن وفودا من شعب الأقاليم وفرق الجوالة التابعة للجماعة سافرت، ويحدوهم جميعا شعورهم نحو مليك البلاد حفظه الله وعجل بالعافية وبسرعة الشفاء.
 
نتج عن الحادث تأسيس «الحرس الحديدى» الذى أصبح له أهمية خاصة فى مسار السياسة المصرية، فحسب كتاب «ناهد والملك فاروق - المرأة التى عرفت أسرار ثورة يوليو» لـ«حنفى المحلاوى» مكتبة الدار العربية للكتاب - القاهرة، كان يوسف رشاد ضمن الأطباء المصريين الذين خدمهم الحظ بالانتقال إلى القصاصين للإشراف على علاج فاروق، حيث كان شابا قويا مفتول العضلات وبطلا رياضيا، وساعده ذلك على حمل فاروق الذى كان فى حاجة إلى من يحمله من سريره كى يضعه فوق كرسى ممدود نهارا، ثم يعيده إلى السرير ليلا، ولأن مظاهر السمنة والبدانة بدأت تظهر على فاروق فى ذلك الوقت، فقد كان فى احتياج لطبيب مثل يوسف رشاد ليقوم بالمهمة، وترتب على ذلك وفقا لما يذكره «مرتضى المراغى» آخر وزير داخلية قبل ثورة 23 يوليو 1952 فى مذكراته الصادرة عن «دار المعارف - القاهرة»: «كان لقاء الاثنين فى حادث القصاصين خطوة ما بعدها خطوة، فقد أصبح يوسف رشاد شريكا دائما فى الحاشية التى تحيط بفاروق وتنقلاته، وكذلك تم تعيين زوجته ناهد،وصيفة للأميرة فوزية»، وكان ذلك مفتتحا لتكليف فاروق لهما بتكوين «الحرس الحديدى»، للتخلص من خصومه السياسيين.  









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة