عاد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى القصر الرسولى بروما اليوم الأربعاء ليصلى قداسه الأسبوعى قادما من مدينة لوند السويدية بعدما وقع إعلانًا مشتركًا مع الكنيسة اللوثرية ينهى خلافا دام 500 عام بعد احتجاج مارتن لوثر الشهير فى كاتدرائيته بألمانيا.
بابا الفاتيكان صلى واحتفل بالصلاة المسكونية المشتركة مع الأسقف منيب يونان، رئيس الاتحاد اللوثرى العالمى، وقاما بالتوقيع على إعلان مشترك أكد أن الكاثوليك واللوثريين ألحقوا الضرر بوحدة الكنيسة إذ رافقت الاختلافات اللاهوتية الأحكامُ المسبقة والصراعات، كما تم استغلال الدين لتحقيق مآرب سياسية.
ولفت الإعلان الكنسى الذى نشره راديو الفاتيكان إلى أنه وبعد خمسين عاما من الحوار الثنائى تم تخطى الكثير من الاختلافات وتعلمت الكنيستان أن ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.
ودعا الإعلان المشترك مؤمنى الكنيستين إلى الصلاة على نية تضميد الجراح، وعبر أيضا عن التزام الكاثوليك واللوثريين فى السير معا باتجاه الوحدة التامة.
كما شدد الطرفان على رفضهما القاطع لكل شكل من أشكال الحقد والعنف الممارس باسم الدين.
وعبر نص الإعلان المشترك عن امتنان الكنيستين للمواهب والعطايا الروحية واللاهوتية التى تمت من خلال الإصلاح وحث المؤمنين الكاثوليك واللوثريين على الشهادة معا لإنجيل المسيح من خلال العمل المشترك لصالح السلام والعدالة وحقوق الإنسان والتضامن مع الفقراء والمسيحيين المضطهدين وتعزيز الضيافة حيال الأشخاص المجبرين على النزوح عن أرضهم بسبب الحروب والصراعات المسلحة. ولم يخلُ نص الإعلان المشترك من الإشارة إلى أهمية السعى إلى حماية الخلق، مع الإقرار بحق أجيال المستقبل فى أن تتنعم بهذا العالم الجميل الذى خلقه الله، وهذا ما يتطلب الصلاة من أجل تبدّل القلوب والعقول بغية التعامل بمسؤولية مع الخليقة.
وحثت الوثيقة فى الختام مؤمنى الكنيستين الكاثوليكية واللوثرية على البقاء أمناء لمحبة الله اللامتناهية حيال البشرية برمتها.
من جانبه أعرب المطران منيب يونان، فى تصريحات خاصة عن سعادته بجهود التقريب بين الكنيستين مؤكدًا أن وثيقة المصالحة كانت فكرة منذ عام 2010، أراد الله لها أن تكتمل اليوم لتصبح خطوة نحو وحدة المسيحيين فى العالم أجمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة