ظهرت على الساحة العالمية منذ سنوات موضة استخدام السكر البنى كبديل للأبيض فى حالة اتباع حمية غذائية للمساعدة فى إنقاص الوزن أو كبديل لمرضى السكر وبدأت المتاجر والسوبر ماركت وضع السكر البنى على أرفف الأغذية الدايت وبدأ يدرج السكر البنى فى قوائم الأغذية الصحية فهل السكر البنى يخفض الوزن؟
ويجيب عن هذا السؤال الدكتور خالد مصيلحى أستاذ ورئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية الذى قال لكى نعرف الفرق بين السكر الأبيض والبنى، لابد من معرفة طرق تحضيرهما، فكلاهما مصدره قصب السكر حيث تتم إضافة المياه لإذابة واستخلاص السكريات من قصب السكر، ثم تؤخذ هذه الخلاصة، ويتم تبخيرها تحت ضغط منخفض ودرجات حرارة أقل من الغليان قليلاً لتبخير الماء ويتحول إلى قوام بنى غامق ولزج المعروف باسم "المولاس "أو العسل الأسود، ويتم ترسيب بلورات السكر منه عن طريق أجهزة طرد مركزى وعند هذه المرحلة تظهر بلورات كبيرة من السكر عليها طبقة رقيقة جدا من المولاس وهذا ما يطلق عليه السكر البنى أو الخام، أما السكر الأبيض يتم الحصول عليه بإعادة اذابة السكر البنى فى الماء مرات عديدة، وكل مرة يتم تبخيره وترسيب البلورات بأجهزة طرد مركزى فيفقد طبقة المولاس الرقيقة، ويأخذ اللون الأبيض، وبلورات حجمها أصغر لتعرضه لعدة مرات من الإذابة فى الماء وإعادة تبخيرها.
وأضاف: "يتضح من طريقة التصنيع أن كلا النوعين من السكر لا يوجد فرق بينهما كمصدر للسعرات الحرارية، فكلاهما يحتوي على نفس القدر من السعرات الحرارية فكل جرام من كلا النوعين يحتوي على حوالى 4 كالورى أو سعر حرارى، ولو قل السكر البنى أو الخام عن الأبيض، يقل بكمية ضئيلة جدًا لا تذكر ومن هنا تكمن الخطورة أن يتعامل المستهلك مع السكر البنى كأنه سكر دايت أو بديل لسكر الدايت، وتناول كميات كبيرة منه تعرضه لمخاطر صحية جسيمة خاصة لو كان مريضًا بالسكر، أو مصاب بالسمنة المفرطة".
وأوضح أن الفرق الوحيد بين السكر البنى والأبيض هو احتواء السكر البنى على طبقة رقيقة من المولاس، ما يجعله به كميات طفيفة جدًا من بعض المعادن مثل الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم، وهى كميات ضئيله لا تؤثر بالنفع على صحة الإنسان فعلى سبيل المثال تحتوى ملعقة السكر البنى على 0.02 ملليجرام من الحديد، فى حين أن الحد الأدنى الذى يحتاجه الجسم من الحديد يوميا 10 ملليجرام فكمية المعادن الموجودة فى السكر البنى لن تساهم فى علاج أى مرض لأنها كميات لا تذكر، ولن يشعر بها الجسم موضحًا أن هناك ادعاءات تقول إن السكر البنى يحتوى على ألياف غذائية تساهم فى تقليل امتصاص الدهون، وهذه ادعاءات كاذبة فالسكر البنى كالسكر الأبيض يتم تحضيرهما من نفس المصدر، وباستخلاص السكر بالماء، وتبخيرها.
أما الفرق الوحيد الواضح فى السكر البنى لا يلاحظه إلا ربات البيوت فالسكر البنى نظرًا لوجود طبقه رقيقه من المولاس على سطحه الخارجى فهو عنده قدره أكبر من السكر الأبيض فى امتصاص السوائل المحيطه به وهى ظاهرة يطلق عليها (Adsorption) وهذه الخاصية تظهر عند مقارنة استخدام السكر البنى والأبيض فى عمل العجائن مثل البسكويت، حيث يقوم السكر البنى بامتصاص السوائل من العجينة فيجعلها أكثر تماسكًا من المستخدم فيها السكر الأبيض، وهذا يظهر جليًا بعد تسويتها حيث تأخذ حجما أقل فى التسوية ولا يزيد حجمها كما حال استخدام السكر الأبيض.
وقال إذا كنا نبحث عن السكر الصحى فلا تستبدل البنى بالأبيض أو العكس بل التزم بكميات تناول السكريات يوميًا، وطبقًا لآخر أبحاث التغذية العلاجية حتى لا نصاب بالمخاطر الصحية للسكر فينصح دائمًا ألا يزيد عدد السعرات الحرارية من السكر فى اليوم عن 100 كالورى للنساء ما يعادل 6 ملاعق صغيرة يوميًا، سواء سكر أبيض، أو بنى أو 150 كالورى للرجال ما يعادل 9 ملاعق صغيرة يوميا، وهذا للأصحاء قد يتم تخفيضها للنصف أو أكثر فى حالات مرض السكر والسمنة المفرطة وحسب شدة كل مرض.
ويطالب أصحاب المتاجر والسوبر ماركت عدم وضع السكر البنى فى أرفف الأغذية الدايت، لأن هذا انطباع خطير على المستهلك ،وقد يتناوله بكميات كبيره ظنا منه أنه بديل لسكر الدايت، وهذا قد يسبب مضاعفات شديدة لمرضى السكر والسمنة المفرطة فالسكر الأبيض والبنى كلاهما الإفراط فيهما لهما نفس الخطورة على صحتنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة