استضافت العاصمة السودانية الخرطوم وفدا إخوانيا يضم عددا من النواب السابقين للجماعة فى منتدى "كوالالمبور للفكر والحضارة"، الذى انعقد لمدة 3 أيام بحضور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق، تحت عنوان "الحكم الراشد وأثره فى تحقيق النهوض الحضارى"، حيث شهد المنتدى تحريضا ضد الدولة المصرية وحكام الدول العربية.
وضم الوفد الإخوانى كلا من أيمن صادق، ومحمود محضية، ومحمد سعد المنجى، النواب السابقين عن الجماعة، حيث أشار بيان صادر عنهم إلى أنهم عقدوا عددا من اللقاءات مع بعض السياسيين الأجانب الذين حضروا المنتدى وتناولوا فيه الأوضاع فى مصر، وأبلغوهم باستمرار تحركاتهم داخل مصر.
يأتى هذا المؤتمر استكمالا لمؤتمرين عقدا فى ماليزيا خلال العامين الماضيين، تحت رعاية مهاتير محمد لما يسمى "منتدى كوالالمبور للفكرو الحضارة"، الذى شاركت جماعة الإخوان من خلاله فى مؤتمرات بعدة دول مثل ماليزيا والسودان وجنوب أفريقيا، ودول أخرى.
وزعم بيان صادر عن الوفد الإخوانى أنه تم إرسال نتائج هذا المؤتمر إلى قيادات العالم الإسلامى فى نسختها الأولية، لافتا إلى أن هذه النتائج سوف تتطور بتطور البحث فى قضايا العالم الإسلامى من خلال المؤتمر العام والندوات المتخصصة وشبكة الباحثين فى العالم الإسلامى.
وزعم البيان أنه عرضت تجارب لعدد من الدول التى طبقت الحكم الراشد ووصلت به إلى حالة من التقدم العلمى والتكنولوجى والاقتصادى، وأصبح لهم مكان بين الدول المتقدمة وعلى رأس هذه التجارب (التجربة الماليزية والتجربة التركية).
وكشف البيان الصادر عن البرلمان الإخوانى أن الوفد الإخوانى عقد عددا من اللقاءات مع بعض السياسيين الأجانب الذين حضروا اللقاء، للحديث حول الأوضاع فى مصر، كما حرضوا خلال تلك اللقاءات دول العالم على مساعدتهم، زاعمين بأن مصر تمر بعدة أزمات فى الوقت الحالى.
والبيان ذكر أيضا أن الإخوان أبلغوا السياسيين المشاركين فى مؤتمر كوالالمبور أنهم سيواصلون تظاهراتهم وتحركاتهم الداخلية والخارجية، للدفاع عن أنفسهم، حيث قال بيان البرلمان الإخوانى: "وأكد أعضاء الوفد المشاركين خلال مداخلاتهم أنهم سيظلون على العهد - على حد زعمهم - مع الشعب وأنهم سيواصلون التحركات".
وتأتى هذه التحركات بعد أيام من القلق الذى انتاب التنظيم بعد وصول دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وسط توقعات بتغيير الموقف الدولى تجاه الجماعة، وفى ظل أنباء حول قيام السلطات التركية بالقبض على بعض شباب الجماعة فى ظل اضراب إخوانى بعد انتشار هذه الأنباء.
من جانبها قالت النائبة منى منير، عضو لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، إنه لا يمكن تغافل الدور السودانى الرائع فى التعاون مع مصر، والقبض على الكثير من القيادات الإخوانية فى السودان وتسليمها لمصر خلال الفترة الأخيرة.
وأضافت عضو لجنة الشئون الافريقية بالبرلمان، لـ"اليوم السابع"، أن تواجد وفود إخوانية فى مؤتمر بالخرطوم هو شأن يخص السودان، ولكن سنطلب كلجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب بحكم الأخوة والأشقاء توضيح وتفسير سبب استضافة وفود إخوانية فى السودان فى مؤتمر يضم شخصيات سياسية، مع التأكيد التام أننا نحترم السيادة الوطنى لكل شعب ودولة.
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن اختيار الإخوان للسودان تحديدا لتكون مقرا لمؤتمراتهم جاء لعدة اعتبارات، أولها أن الخرطوم قريبة من مصر، وبالتالى يستطيعون متابعة الأوضاع عن قرب، بجانب تواجد جاليات إخوانية مصرية هناك التى هربت بعد عزل مرسى، وبالتالى تستطيع أن تؤمن تواجدهم فى السودان وتسهل لهم إعدادات مؤتمرات تابعة لهم بحضور شخصيات سياسية.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الإخوان سيتواجدون بكثرة فى السودان بعد أن أصبح عدد من الدول الخارجية غير مرحبة بهم مثل ألمانيا وفرنسا، وهو ما سيدفع الإخوان لاختيار دول قريبة من مصر تستطيع الجماعة أن تعقد مؤتمراتها فيها، لافتا إلى أن التواجد الإخوانى بالسودان سيزيد خاصة فى ظل وصول أزمة الجماعة الداخلية للسودان.
وأوضح طارق أبو السعد أن الإخوان تعد خططا بديلة لها بعد أن انقلبت بعض الدول عليها خلال الفترة الحالية، وستتجه فى الغالب إلى دول أفريقية وأسيوية.
