حذر رئيس البعثة اليونانية "هارى تزالاس"، من إنشاء متحف أثرى تحت الماء، فى سابق مع "اليوم السابع"، حيث اعتبر فكرة إنشاء المتحف نهجاً خاطئاً وإهدارا للمال العام دون نتائج إيجابية، مفترضا أن المتحف سيكون فى منطقة مفتوحة من الساحل الشرقى، حيث تعمل البعثة اليونانية، وأكد أن مدى شدة الرياح الشمالية الشرقية، وعدم وضوح الرؤية تجعل المتحف متاحا فقط عدة أيام على مدار العام، والشىء نفسه أيضا فى منطقة "قايتباى"، إذ أن إنشاء متحف تحت الماء داخل الميناء الشرقى يؤدى إلى أن تتم تغطية القطع الأثرية باستمرار تحت الرمال، وعليه فهى فكرة ليست جيدة، حتى لو تم إنشاء مثل هذا المتحف، فسوف يزوره فقط عدد قليل جدا من الزائرين.
ومن جانبه، قال الدكتور رأفت النبراوى، عميد كلية الآثار فى جامعة القاهرة الأسبق، إن وزارة الآثار سبق واتخذت خطوات جدية، لإنشاء متحف تحت الماء فى مدينة الإسكندرية، إذ أن المدينة بطبيعة الحال لديها تماثيل مصرية ضخمة غارقة منذ مئات السنين.
وأوضح "النبراوى"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن حديث رئيس البعثة اليونانية للآثار الغارقة تحت الماء، بشأن عدم وضوح رؤية الآثار تحت الماء أمر طبيعى، لذلك لابد من إجراء دراسة تفصيلية كاملة لإنشاء متحف تحت الماء مع توفير وسائل تكنولوجية حديثة لإيضاح الرؤية من خلال توافر ضوء قوى تحت الماء.
وفى السياق ذاته، قال الدكتور مختار الكسبانى مستشار وزير الآثار، إن وزارة الآثار تفكر جيداً فى إنشاء متحف تحت الماء بمدينة الإسكندرية، نظراً لأن هناك العديد من الآثار الغارقة تحت الماء ثقيلة الوزن التى يصعب رفعها لأنها تحتاج إلى إمكانيات تكنولوجية عالية.
وأوضح "الكسبانى" أنه من الطبيعى أن يعلم زوار المتحف، أن التماثيل التى تحت الماء يغطيها الرمال مما يتسبب فى عدم وضوح الرؤية بشكل قوى، مشيرا إلى أن المتحف سيكون عبارة عن أنبوبة ينزل فيها الزائر ليشاهد القطع الأثرية تحت الماء.
وتابع "الكسبانى" أنه يتوقع نجاح المشروع، وذلك بسبب حرص العديد من الزائرين لزيارة جزيرة سعدانة بالغردقة، والغوص لمشاهدة مركب أثرية غارقة على عمق 30 متراً، مضيفا أن مشروع إنشاء متحف تحت الماء يتطلب توافر العديد من الإمكانيات التكنولوجية الحديثة.
