تشهد مدينة أبوسمبل السياحية جنوب محافظة أسوان، حصارا اقتصاديا شديدا، بعد قيام مجموعة من النوبيين بقطع طريق أبوسمبل الدولى، لليوم الرابع على التوالى، احتجاجاً على طرح أراضى منطقة "خور قندى" أمام المستثمرين ضمن مشروع المليون ونصف فدان بتوشكى، الأمر الذى أدى إلى نقص حاد فى الخدمات المعيشية لأهالى المدينة ولصيادى بحيرة ناصر بمنطقة جرف حسين، بجانب خسائر ملايين الدولارات الأجنبية بسبب توقف السياحة إلى معبد أبوسمبل.
من ناحيته، قال طه صلاح، أحد الأهالى، إن مدينة أبوسمبل السياحية تشهد حالة من الحصار الشديد، لليوم الرابع على التوالى، ونقصا حادا فى مقومات الحياة الأساسية، وذلك بعد نفاد أسطوانات البوتاجاز بالكامل من مستودعات المدينة علاوة على وجود نقص حاد فى السولار اللازم لتشغيل المخابز بسبب توقف الإمدادات من أسوان.
وأضاف عادل محمد، صياد بمنطقة جرف حسين، أن الصيادين فى بحيرة ناصر يعانون بشدة، بسبب عدم قدرتهم على نقل إنتاجهم السمكى من البحيرة إلى مدينة أسوان مما يهدد بفساد هذه الأسماك، التى يصل إنتاجها اليومى لـ22،5 طن، وعلق قائلاً: "إحنا بيوتنا بتتخرب والناس مش حاسة بينا ولازم وجود حل فورى لفتح الطريق".
وفى سياق متصل، أكد مدثر محمد، أحد المواطنين السودانيين المقيمين بأسوان، أن قطع الطريق الدولى أبوسمبل أسوان، تسبب فى احتجاز ركاب 18 أتوبيسا قادمة من السودان الشقيق خلال الأيام الماضية فى مدينة أبوسمبل نظرا لتعذر وصولهم إلى مدينة أسوان ويعانون بشدة بسبب هذا الاحتجاز، لأن رحلتهم البرية توقفت بسبب قطع الطريق.
على الجانب الآخر، حرر 45 تاجر جمال بمركز ومدينة دراو محاضر بمركز شرطة دراو لعدم مقدرتهم على استلام الجمال الخاصة بهم والتى يتم استلامها كل يوم اثنين من كل أسبوع من معبر أرقين الحدودى بين مصر والسودان، بسبب قطع طريق "أسوان – أبو سمبل "، وهى التى تصل تكلفتها ملايين الدولارات بسبب شرائها بالعملة الأجنبية من السودان.
وتابع محمود الأنصارى، تاجر جمال بدراو، قائلاً: "المفروض إننا نستلم الجمال كل يوم اثنين من معبر أرقين بين مصر والسودان ويتم وضع الجمال بالمحجر البيطرى بمدينة أبو سمبل لمدة يومين للكشف عليها وعقب ذلك نستلمها ونصل بها من يوم الخميس إلى سوق الجمال بدراو لبيعها يومى السبت والأحد من كل أسبوع وقطع الطريق منعنا من ذلك وهو ما سيضرنا كثيراً ونحن مع المطالب المشروعة لأبناء النوبة بأسوان والتى تربطنا بهم علاقات جيرة ونسب وصهر، ولكن نتمنى ألا يتم قطع الطرق فهى تؤثر على الجميع سواء حركة النقل والتجارة بين مصر والسودان أو الحركة السياحية والتى يعتمد عبها أبناء النوبة كثيراً".
ومن جانبه، أوضح محمد الأنور، رئيس مدينة أبوسمبل، أن هناك خطورة فى المخزون الاستراتيجى للوقود وخاصة السولار، نظراً لأن الكمية المتوفرة قد تنتهى بحلول اليوم الخامس، وهو الأمر الذى قد يؤدى إلى وجود أزمة فى تشغيل المخابز.
وأشار رئيس مدينة أبوسمبل، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن السلع الاستراتيجية متوافرة فى مدينة أبوسمبل، وأن هناك سيارة تحمل 600 اسطوانة بوتاجاز نجحت فى العبور من مدينة أسوان عبر طريق أبوسمبل، لافتاً إلى أن العقلاء نجحوا فى إقناع الشباب بفتح مدخل مدينة أبوسمبل السياحية بقرية الخريجين بعد أن تم قطع الطريق أمس.
واستكمل "الأنور" حديثه قائلاً: "هناك طرق بديلة لطريق أبوسمبل البرى ولكنها أصعب، فقد يتم نقل المواد عبر عبارة نهرية ولكنها ستأخذ وقتاً طويلاً".
وعن الوضع السياحى، أكد حسام عبود، مدير معبد أبوسمبل، أن خسائر المعبد والبازارات السياحية الموجودة أمام المعبد وصلت لملايين الدولارات بعد أن وصلت الحركة إلى تدفق نحو 500 سائح أجنبى من مختلف الجنسيات يومياً إلى المعبد عبر الطريق البرى.
ودخل عدد من نواب البرلمان ومن بينهم النائب مصطفى بكرى وعمرو أبو اليزيد وياسين عبد الصبور وغيرهم، فى مفاوضات مع شباب المعتصمين وعواقل وكبار النوبيين، لإقناعهم بالحصول على موافقة بإعداد مسودة مشروع قانون يقضى بمشروع قومى لعودة أبناء النوبة وتفعيل المادة 236 من الدستور، مع استبعاد منطقة خور قندى من الاستثمار وتخصيصها لأبناء النوبة فقط بع تقديم الإحداثيات للمنطقة.
وأعلن ياسين عبد الصبور، عضو مجلس النواب، أن هناك حلولا لأزمة اعتصام النوبيين بطريق أبوسمبل، مؤكداً أن النواب عقدوا مجموعة الاجتماعات لإنهاء الأزمة فى أسوان وإعادة تسيير فتح طريق "أسوان – أبو سمبل" بعد تعطل حركة السياحة والتجارة بين مصر والسودان، مشيراً إلى أن طريق أبوسمبل الذى يعتصم فيه النوبيون هو ملك للجميع، فضلا إلى أنه يخدم التنمية لمنطقة جنوب أسوان.
وأضاف نائب النوبة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هناك حلولا من جانب الدولة لحل الأزمة خاصة بعد الموافقة على تخصيص منطقة خور قندى للنوبيين مع تخصيص الأولوية لأبناء النوبة وأسوان فى توشكى.
وأكد النائب يوسف عبد الدايم عضو مجلس النواب، أنهم فى اجتماعات متواصلة منذ صباح اليوم مع أعضاء البرلمان بالمحافظة والقيادات النوبية فى محاولة لاحتواء تداعيات الموقف المتأزم فى قضية اعتصام النوبيين وقطعهم لطريق أسوان / أبوسمبل السياحى عند الكيلو 40 عقب، نافيا فى الوقت ذاته ما تردد حول وجود المشير حسين طنطاوى بأسوان اليوم، مؤكدا أن أى حلول للأزمة سيطلع بها أبناء أسوان لاحتواء الموقف قريبا جدا، مشيراً إلى حدوث انفراجة للأزمة، حيث تم إبلاغ الشباب المعتصمين بكافة الحلول وجهود الدولة للاستجابة لمطالبهم وخاصة بعد الموافقة على تخصيص منطقة خور قندى للنوبيين.
واستكمل عبد الدايم، "تم توصيل رسالة للمعتصمين أنه لا بد من فض الاعتصام وفتح طريق أسوان ـ أبو سمبل فى ظل استمرار تعطل الحركة السياحية وحركة التجارة والنقل بين مصر والسودان".
النوبيون المعتصمون بطريق أبوسمبل
جانب من اعتصام النوبيين على الطريق الدولى
مفاوضات رسمية لفتح الطريق
النوبيون المعتصمون على الطريق
حفل سمر للنوبيين المحتجين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة