شوكت المصرى يكتب: عباس بيضون وخطايا الاعتذار

السبت، 26 نوفمبر 2016 08:37 م
شوكت المصرى يكتب: عباس بيضون وخطايا الاعتذار الدكتور شوكت المصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قرأت وأنا تملؤنى الدهشة والعجب اعتذار الشاعر اللبنانى الكبير عباس بيضون وتصريحاته التى أطلقها جزافا ضد ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى فى دورته الرابعة، والتى تضمنتها مقالته بجريدة السفير اللبنانية وتناقلها أكثر من موقع إلكترونى صحفى وهى تصريحات أراها بوصفى عضوا باللجنة العلمية للملتقى لا تعدو سوى أن تكون مجرد مزايدات فارغة وتصرف غير مسئول لا يليق بقيمة بيضون الشعرية ولا يليق بالأحرى بقيمة القاهرة وملتقاها العربى الأكبر، الذى يشارك فيه ما يقارب المائة شاعر وناقد عربى أصغرهم سنا كأكبرهم فى تصور اللجنة المنظمة حيث يحلون ضيوفا على مصر وشعبها العظيم فى هذا التوقيت الفارق من واقعنا العربى المأزوم.

 

وأرى أن ما بنى عليه "بيضون" موقفه - بحسب مقاله - لا يجاوز كونه شائعات وأخطاء كان لزاما عليه وهو من هو أن يستوثق منها ممن دعوه إلى الملتقى وأنزلوه منزلته المستحقة بدلا من أن يعتمد على مقال لكاتب مصرى لا شيء فيما كتبه للأسف يقارب الحقيقة من قريب ولا من بعيد. فلجنة الجائزة لم يصدر بتشكيلها النهائى قرار وزارى حتى توقيت كتابة بيضون لاعتذاره، ولعله من فضل القول أنه كان لزاما أدبيا عليه (إن صح وجوده محكما وهو أمر غير صحيح) أن يحترم سرية اللجنة وتشكيلها كما هو متبع فى أعراف مثل هذه اللجان، كما أن الحديث عن تحديد أسماء شعراء للحصول على الجائزة هو من قبيل التخرصات الواهية، بل إن لجنة الملتقى رفضت بالإجماع فى آخر اجتماعاتها يوم الأربعاء الماضى ترشيح أية أسماء للجنة الجائزة وتركت الأمر لها للاختيار من كل الشعراء دون ترشيح أو توجيه أو تزكية.

 

ولعله كان لزاما على الشاعر عباس بيضون أن يعود إلى المسئولين عن الملتقى ممثلين فى لجنته العلمية أو المجلس الأعلى للثقافة أو وزارة الثقافة المصرية للتأكد من الشائعات التى بنى عليها موقفه الغريب. كما لا يفوتنى فى هذا السياق استنكار واستهجان تصريح بعض المثقفين والمبدعين المصريين الذين يرددون فى مزايدات متطرفة عبارة "مقاطعة (الكبار) للملتقى"، ولا أعرف كيف قبلت رؤاهم واستوعبت عقولهم هذا الشطط والزيغ وفى الملتقى قامات كبيرة فى الشعرية العربية كمحمد سليمان ورفعت سلام وفريد أبو سعدة وحسن طلب وعبدالمعطى حجازى وعلى جعفر العلاق وقاسم حداد ومحمد على شمس الدين وغيرهم من الشعراء الكبار والنقاد المُبَرّزين هذا بخلاف شعراء قصيدة النثر المشاركين بالملتقى الذى حرصت لجنته على تمثيل اتجاهات وأصوات القصيدة العربية كافة فى وقتنا الراهن، كما أنه تمت بالفعل دعوة الكثيرين من شعراء قصيدة النثر واعتذر بعضهم منذ بداية الدعوة بصورة لائقة قدرتها اللجنة، أما من أعلنوا مقاطعتهم للملتقى قبل انعقاده بأيام بعد أن أفادوا بموافقتهم فمواقفهم تخصهم وحدهم ولا تعليق لى شخصيا على هذا الأمر على غرابته وتعجبى منه.

 

وأخيرا أقول للجميع دونما استثناء إن الخاسر الوحيد هو من يرفض ضيافة القاهرة له لأنها كانت وستظل القاهرة اسما وصفة وحقيقة دامغة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة