"لا تستطيع أن تغير مجرى الأحداث، وسرعان ما سيصطدم الموغلون فى رجعيتهم الذين يحكمون إسرائيل بالمقاومة الإيرانية.. تل أبيب ستتصرف، على غرار ما فعلت دائماً، بتعصب فاشٍ" بتلك الكلمات سوف يتذكر قادة طهران دوما الزعيم الكوبى الراحل فيدل كاسترو، الذى وافته المنية صباح اليوم السبت، والتى كتبها فى إحدى مقالاته بصحيفة كوبا المحلية فى العام 2010، يدافع فيها عن البرنامج النووى الإيرانى، وأظهرت ارتباطه بإيران.
نقاط مشتركة بين كاسترو والجمهورية الإسلامية
وترى إيران أن هناك عامل مشترك بين كوبا والجمهورية الإسلامية، يكمن فى الحصار الاقتصادى الأمريكى- ومن وجهة نظرهم- كما وضعت على طهران العقوبات بسبب برنامجها النووى وأتباعها خط المقاومة ومناهضة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، فرضت على هافانا أيضا عقوبات وحصار خانق بعدما تحولت كوبا إلى بلد يعتنق الشيوعية إثر تسلم كاسترو مقاليد الحكم والإطاحة بنظام باتيستا، ما أثار غضب الولايات المتحدة، وسعت لإفشال الثورة وانتزاع الحكم من كاسترو بأى ثمن.
ووصف إعلام طهران كاسترو بـ"العجوز الثائر" الذى استطاع الصمود أمام الإمبريالية الأمريكية طوال 50 عاماً، قاوم حتى آخر نفس من أجل إنهاء هيمنة أمريكا على وطنه كوبا، وباختصار هو شخص يتحدى الزمن والتاريخ كما وصفه الكاتب البريطانى ريتشارد بيستون.
ونشر الإعلام الإيرانى صورا للزعيم الكوبى الراحل فيدل كاسترو خلال لقاءات جمعته بزعماء إيران فى السبعينيات، وقالت إنها التقطت له خلال زياراته المختلفة إلى إيران، حيث أن كوبا كانت من بين الدول التى أعلنت تضامنها مع إيران فى أعقاب الثورة الإسلامية 1979، وقالت أن السياسات المناهضة للامبريالية ساعدت على تقريب الحكومتين آنذاك رغم الاختلاف الأيديولوجى بينهما، والتقى المسئولين الإيرانيين مرات عديدة بالزعيم الكوبى الراحل فيدل كاسترو.
واعتبر البلدين آنذاك أن الولايات المتحدة الأمريكية عدوهم المشترك، قبل استئناف كوبا علاقاتها الدبلوماسية مع أمريكا والتى ظلت مقطوعة على مدار 5 عقود، ولقبت وسائل إعلام طهران كاسترو بالمقاتل الذى لم ينحنى يوما لأمريكا. ومن بين الرؤساء الإيرانيين الذين سافروا إلى كوبا خلال فترة رئاستهم محمد خاتمى الذى قلده أرفع وسام فى هافانا، وأحمدى نجاد، والتقى المرشد الأعلى على خامنئى كاسترو عندما كان رئيسا للجمهورية، وأخرى عندما أصبح المرشد الأعلى فى 2001، وكان أخر لقاء له بروحانى فى سبتمبر الماضى.
آخر لقاء بين كاسترو وروحانى سبتمبر الماضى
"إيران وكوبا رمز حقيقى للمقاومة والوقوف بوجه أشد العقوبات وأكثرها صرامة فى العالم" بتلك الكلمات ختم الرئيس الإيرانى حسن روحانى حديثه مع فيدل كاسترو خلال لقاء جمعهما بهافانا سبتمبر الماضى، أشاد خلاله بالجمهورية الإسلامية وأكد أنه ومنذ اللحظات الأولى من الثورة الإسلامية أعرب عن موقفه تجاه مؤسس الجمهورية الإسلامية خمينى والثورة الإسلامية، وأشاد كذلك بالصمود والمقاومة الإيرانية بوجه الضغوطات الدولية،معتبرا هذا الصمود يأتى كنتيجة لوجود وعى وإدراك ثقافى لدى الشعب الإيرانى.
وارتبط الزعيم الكوبى الراحل بعلاقات خاصة بإيران، حيث أعرب فى إحدى مقالاته فى 2010 عن تخوفه من هجوم نووى تشنه الحكومة "الموغلة فى رجعيتها" فى "إسرائيل" على إيران، واعتبر كاسترو الذى ما زال الأمين العام الأول للحزب الشيوعى الحاكم أن "إسرائيل" لن تمتنع من تلقاء نفسها عن تشغيل واستخدام قوتها النووية الضخمة التى أنشأتها الولايات المتحدة، والاعتقاد خلاف ذلك تجاهل للحقيقة".
ورأى كاسترو العدو اللدود منذ نصف قرن للامبريالية الأمريكية حليفة "إسرائيل" أنه "من الواضح أنهم "الإسرائيليون" سيحاولون تدمير المنشآت التى تخصب فيها إيران جزءاً من اليورانيوم”. وأضاف "من الواضح أن إسرائيل ستتصرف، على غرار ما فعلت دائماً، بتعصب فاشٍ.
ونعى قادة طهران كاسترو، وقال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، أن كاسترو شخصية لا مثيل لها فى النضال ضد الاستعمار، ونموذج مكافح لاستقلال الشعوب المظلومة، كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية عن وفد سوف يتوجه للمشاركة فى جنازته بهافانا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة