أحمد صالح أحمد يكتب: استغاثة قاتل

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016 10:00 ص
أحمد صالح أحمد يكتب: استغاثة قاتل حرائق اسرائيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1
 
فضحت حرائق إسرائيل ضعف استعدادها رغم الإمكانات الهائلة المتوفرة لديها، واهتزت ثقة مواطنيها فى قدراتها بعد أن كانت فى أعينهم قوة إقليمية وحصنا للأمان لا يمكن المساس به، ولكنهم اكتشفوا مع اتساع اللهب ضعفاً وارتباكاً لحكومتهم وكأنها بطل من ورق لا يجيد التعامل مع الأزمات، فمن يفشل فى إخماد حريق لعدة أيام لا يمكن الثقة بنجاحه فى مواجهة عسكرية يتوقعونها فى أى وقت.

 

 وبالرغم من قيام السلطات الإسرائيلية بالإجراءات النمطية وبعض التدابير المعروفة فى مثل هذه الظروف من إجلاء للمواطنين من المناطق القريبة من الحرائق التى طالت عشرات المبانى وإغلاق مطار حيفا واستدعاء الاحتياط من فرق الإطفاء لديها، إلا أن كل ذلك لم يكفى، وارتبكت الدولة الإسرائيلية تماما مما استدعى توجيه قياداتها لطلب المساعدات الخارجية، فتوجهت عدة دول للمشاركة الإنسانية وفقاً لدبلوماسية الأزمات، وعلى رأس هذه الدول كانت الولايات المتحدة الأمريكية التى أرسلت أكبر طائرة إطفاء بالعالم، كما فعل ذلك عدة دول مثل فرنسا وتركيا وروسيا واليونان، إلا أن المخاوف الإسرائيلية لا زالت قائمة خاصة مع تجدد اشتعال النيران من وقت لآخر فى عدد من المناطق.

 

 لم تجد السلطات مخرجا من أزمتها إلا اتهام الفلسطينيين الذين شاركوا بفرق الإطفاء بفعل هذه الحرائق!! واعتقلت عشرات منهم بل واستبقت أى تحقيق بالقول إن إسرائيل أمام انتفاضة الحرائق والإرهاب! وذهب وزير دفاعها إلى أن ذلك سيكون مدعاة للتوسع أكثر فى بناء المستوطنات، مما دفع بعض المحللين إلى القول بوجود احتمال أن تكون تلك الحرائق الكبرى صناعة إسرائيلية، لكسب التعاطف الدولى والتغطية على أغراض التوسع وطرد العرب من عديد من المناطق ومزيد من التنكيل والاعتقال والعنصرية دائمة الظهور على المشهد بالرغم من صورة الدولة الضحية التى تستغيث بدول العالم من أثر تلك الحرائق لكنها بدت وكأنها استغاثة قاتل .!

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة