تاريخ كبير يحمله النجم حسن يوسف على كتفيه.. تاريخ تجاوز 50 عامًا فى دنيا الفن والشهرة والمجد والأضواء والطموح والنجاح والحب.. رحلته مع السينما طويلة كان يميزها الصدق والجرأة و المغامرة.. فالرجل أخلص لمهنته تمامًا عمل فيها ممثلًا ومخرجًا ومؤلفًا ومنتجًا.. وفى الرحلة مر النجم بكل المحطات من محطة الابن لـ الشاب لـ المراهق لـ الأب وحتى الشيخ والعالم.. ورغم تعدد المحطات الفنية فى قطار حسن يوسف إلا أن اللقب الذى التصق به هو "الفتى الشقى".
حسن يوسف
ربما القدر جامل حسن يوسف بتعامله مع الكبار فطين عبد الوهاب، صلاح أبو سيف، حسن الإمام، شادية، عبد الحليم حافظ، فاتن حمامة، هند رستم، حتى صار كبيرًا مثلهم.. وأصبح نجما مميزًا ضمن ممثلى جيله، ومن وقتها أتقن "أبو على" اللعبة السينمائية ليحتل مكانة كبيرة على خريطة الفن العربى.
"اليوم السابع" ذهبت لمحاورة النجم القدير حسن يوسف، فبدأ كلامه من حيث مهرجان القاهرة السينمائى الدولى يقول :"لا يمكن لى وصفه سوى بجملة واحدة هى "مهرجان القاهرة السينمائى الفاشل"، وهذا الوصف يلحق به منذ أن تركه عزت أبو عوف وإلى الآن، بل يمكننى القول "المهرجان توفى الى رحمة الله".. وللعلم لم يتم تكريمى به على الإطلاق بسبب التزامى دينيًا، وفى إحدى الدورات تم ترشيح اسمى للتكريم، لكن عادوا وقالوا لى إن فاروق حسنى لا يحب تكريم أحد "بلحية" وقتها فاروق حسنى حدثنى عبر الهاتف وأقسم لى انه لم يتدخل فى رفع اسمه من أى دورة سابقة عندما كان وزيرا للثقافة، وأبلغنى أن سهير عبد القادر هى المسئولة عن أسماء المكرمين، وفى المكالمة أعلنت له عن حبى واحترامى لشخصه، وقلت له لم يأت وزير ثقافة مثلك حتى الآن، والحمد لله جاء تكريمى مؤخرا من المهرجان القومى للسينما ليزيل عدوان القاهرة السينمائى".
حسن يوسف فى حواره مع العباس السكرى
سألته هل دفعت ضريبة على التزامك دينيًا؟
رد :"طبعًا من بعض المتخلفين فكريًا، وسمعت كلام من نوعية ده مايشتغلش تانى، ده خلاص حرم الفن، وأطلقوا علىّ كثير من الشائعات أنا وزوجتى منها تحريمنا للفن، وهذا لم يحدث، وزوجتى من يوم ما التزمت لم تفتح فمها بكلمة".. ويضيف :"فى ناس عملوا علىّ علامة إكس وآخرين اشتغلوا معى بتحفظ، كانوا يقولون لى على استحياء فى مشهد يا أستاذ ممكن يكون به كلام حب، وعندما يعملون معى يتفاجئون أنى محتفظ بشخصيتى "زى ما هى" ويقولون لى إن روحك حلوة ومازلت كما أنت محب للضحك والحياة".
قلت له لماذا أطلقت لحيتك؟
قال :"لأنها سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
النجم حسن يوسف
إذن لماذا كان يخشى منها البعض؟
يضحك:"معرفش ايه اللى كان بيوترهم من كده، وهناك بعض الناس عندها فوبيا إسلام يقولك لا الفنان ده ترك دقنه أو الراجل ده أطلق لحيته".
ويجيب الفنان الكبير على سؤال هل قدت أعمالاً خادشة للحياء
؟.. بقوله :"أنا طول عمرى ما قلتش كلام فاحش فى أعمالى، حتى فى عز شقاوتى لم أقل ألفاظًا بذيئة أو قول فاحش ولا عملت حتى مشهد فاحش، لست وحدى بل أنا وجيلى كله".
سألته عن ضرورة "البوسة" فى العمل السينمائى؟
قال :"بحكم ممارستى للإخراج أجيب عن هذا السؤال، القبلات فى المشهد السينمائى لابد أن يكون لها معنى، مثلا لو المشهد لازم ينتهى بُقبلة فهى تعطى المعنى المراد منه، لكن الاستغراق فيها مش مطلوب، والقبلات أيامنا كان لها معنى، وتحمل دلالات، لكن المسألة أحيانا تتحول لمناظر فقط".
شمس وحسن يوسف
يضيف الفنان الكبير: "للأسف بعض المشاهد الفجة أصبحنا نراها فى المسلسلات، وهذا غير معقول، بخلاف السينما لأن الأب إذا سمع أن فيلما به مشاهد مخلة أو خليعة لا يذهب بعائلته للسينما، لكن التلفزيون بيجى لك لحد البيت، فمينفعش تقحم المشاهد المخلة علىّ.. وأيضا مشاهد العنف أخشى أن تكرس للسادية، وأتمنى أن نأخذ منها المعنى فقط، لكن من ضعفنا أصبحنا نقلد السينما الأمريكية بلا معنى، كل شاب يتفرج على سيناريو ينقله بدمه وعنفه من غير ما يفكر إنه عايش فى بلد اسلامى _وإن كان بيشاركنا فيه طبعا الأخوة الأقباط_ وأيضا الدول التى تعرض لنا إسلامية وعربية مثل البحرين والكويت والإمارات، والعنف ده بعيد عننا وعن تقاليدنا".
هل "شقاوتك" أثارت غيرة النجمة شمس البارودى؟
يجيب ضاحكًا :"ولا مرة ده حصل، لأنها بنت المهنة وعارفة إنى بأدى شغلى، وربنا وهبها من الطبيعة ما يجعلها ألا تغار.. شمس دائما دورها الفنى فى حياتى النصيحة، وبكل صدق بلتزم بكلامها لأنها فاهمة وقلبها علىَ وبحب رأيها فى الأعمال ".
ما هى شهادة حسن يوسف على سعاد حسنى وشادية؟
أقولها بكل صراحة: "الوسط الفنى كله أجرم فى حق السندريلا، والله يرحمها مجاش زيها لا قبلها ولا بعدها، كل المنتجين اللى كسبوا منها دهب وبنوا عمارات عندما كبرت وعدت الخمسين عاما حطوها فى سلة المهملات ، عكس ما يحدث مع نجوم هوليود خارج مصر فى أمريكا ، وكأنها لم تكن صاحبة موهبة حتى المؤلفين والمخرجين ابتعدوا عنها رغم هى كانت سببا فى شهرتهم".
حسن وسعاد حسنى
ويستكمل الفنان القدير: "شادية إنسانة عظيمة عملت أول بطولة مطلقة فى حياتى معها كان عندى 24 سنة بفيلم "التلميذة" وهى اسم كبير جدا، وفى أول يوم جلست للحديث معى لتبعث الاطمئنان بداخلى وكسرت حاجز الرهبة والخوف الذى اجتاحنى، وعلى المستوى الانسانى حضرت رحلة التزامها وكانت دائمة الاتصال مع زوجتى شمس".
وعن إيمانه بتطور الزمن يقول :"عماد حمدى علمنى نصيحة أخذت بها، قال لى لازم تقبل تطورات الحياة، فى يوم من الأيام هتعمل دور الأب والجد، ومش هتفضل طول عمرك الولد الشقى اللى البنات بتحبه، لا، هيجى يوم تعمل دور الأخ الكبير، وكذلك دور الأب ودور الجد، ومتتعقدش لما تجيلك الفترة دى ومتزعلش طوّر أدوارك مع سنك، وكلنا احتفظنا بروحنا وتقبلنا تقدم العمر بمصالحة مع النفس، وعندما أشاهد أى فيلم قديم افتكر ذكريات الفيلم والمقالب اللى كنت بعملها فى رمزى ورشدى أباظة ومحمد عوض وأحكيها لاولادى ونضحك".
كيف يرى حسن يوسف الواقع السياسى للبلد؟
يقول الفنان الكبير :"نحن فى فترة إعادة ترتيب البيت، لأن بصراحة الإخوان كانوا جايين يحكموا بتوجيهات من أمريكا ولخبطوا الدنيا، وهذا بحسب ما ذكرته كلينتون فى كتابها، وكانوا يريدون اقامة دولة اسلامية، ويفتتوا البلد زى العراق وسوريا، والحمد لله جاء الرئيس السيسى ونسف الخطة فى 30 يونيو بانحيازه للشعب، واتبعها بالضربة القاضية يوم 3 يوليو وأنا مبسوط وفرحان بفوز ترامب فى الانتخابات الأمريكية لأنه معندوش النية الشريرة تجاه مصر مثل كلينتون".
ويضيف: "نحن مازلنا فى إعادة ترتيب البيت، ومرحلة التعمير الفعلى وبدأنا بعمل مشاريع عشان العائد بتاعها هيجى لأولادنا وبصراحة احنا شعب مش صبور واتعودنا من أيام السادات ومبارك ان الولد يقول لوالده "انا عايز عجلة يا بابا" فيرد :"حاضر"، والرئيس السيسى صرف الفلوس على مشاريع فى البلد تصب فى صالحنا كلنا، واعترف اننا فى حالة ربكة اقتصادية، لكن سنتجاوزها" ويكمل الفنان حديثه "أمريكا ضحكت على السعودية بما يسمى بالتحالف العربى، زى ما ضحكت على الرئيس جمال عبد الناصر، بدخولهم حرب اليمن، ومحاربة الحوثيين، لعبوا مع الملك سلمان نفس اللعبة اللى لعبوها على عبد الناصر عندما دخلنا حرب اليمن".
حسن والعباس
كيف ترى الرئيس السادات والرئيس مبارك؟
دائما أقول :"لو ربنا بيحب هذا الشعب كان طول فى عمر أنور السادات 10 سنين، ومبارك بذل كل ما فى وسعه، واسرائيل كانت بتعمله حساب وكانوا خايفين منه لأنه رباية أنور السادات، وزرته مرة واحدة وقال لى وقتها :"أنا مسكت البلد كنتم 50 مليون، بعدها بغمض وافتح لقيتهم 90 مليون هعمل إيه.. أنا كنت بشحت عليكم، عشان أوفر العيش وفعلا كان بيعمل كده، وربنا سبحانه وتعالى كان مديله هيبة فى كل دول العالم العربية والأوربية، ما عدا أمريكا كانت واخدة منه موقف لأنه رفض يمشى على مزاجها، وللحق كتر خيره قدر يحافظ على موازنة الدولة والأمن والآمان طول 30 سنة لأننا مش قد الحروب، وعمل مشاريع وشبكة طرق، وثورة فى التكنولوجيا، ولم يكن لدينا أزمات والإخوان كانوا فى الجحور، ونفسى مبارك يعود لبيته"..يضيف الفنان الكبير :"الرئيس الأسبق لو حرامى و3 طيارات مستنياه فى المطار مكنش قعد، وأنا سألته لماذا لم تسافر الى أى بلد عربى؟. قال لى أنا قائد عسكرى يا أستاذ حسن، عيب أنى أهرب واضرب مثل لقواتى بالهروب، أنا مش حرامى ولا عملت حاجة ضد البلد، قدمت كل ما فى وسعى، واللى قدرت عليه، وبقدر ما استطعت حفظت على البلد".
حسن وشادية
ما هى عيوب حسنى مبارك؟
"المشكلة إنه ساب الحبل على الغارب فى السنين الأخيرة للى حواليه، فخانوه وهو اللى شال الشيلة، والراجل بصراحة كان مهتم بتحسين علاقتنا بالخارج، وبنى قاعدة من العلاقات مع العالم الخارجى، البلد كان فى حالة توازن فى عهده لكنه يتحمل جزء من اللى حدث".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة