بعد إعلان شركة أرامكو السعودية وقف الإمدادات البترولية إلى مصر لحين إشعار آخر، وفى رحلة البحث عن بدائل فعالة لتعويض النقص الناتج عن المواد البترولية خلال الفترة المقبلة، اتجهت الأنظار نحو الدول الكبرى المصدرة للبترول، وتأتى على رأسها "إيران"، التى تعد أول دولة أنتجت البترول فى الشرق الأوسط، ودولة بترولية رئيسية فى العالم، وتسعى للعودة تدريجيا لاستعادة حصتها فى الأسواق العالمية بعد رفع العقوبات عقب توقيع الاتفاق النووى مع الغرب فى يوليو 2015.
ويأتى ذلك بينما أثير جدل حول امكانية أن تتجه مصر نحو النفط الإيرانى، ووصل الأمر إلى اطلاق بعض الوكالات العالمية الكبرى شائعات حول سفر مرتقب لوزير البترول المصرى طارق الملا، الأمر الذى نفاه، كذلك نفى الجانب الإيرانى زيارة أى مسئول مصرى، أوتقديم مصر طلب رسمى للزيارة.
مراقبون يرون أن التعاون المصرى الإيرانى لم ينقطع السنوات الماضية، وأشاروا إلى شراء القاهرة فى فترات سابقة لغاز البروبان السائل والبوتان، المستخدم فى "الولاعات" من طهران، وهو ما جعل المراقبيين يلمحون لإمكانية عودة مصر لاستيراد مواد بترولية أخرى من إيران.
وتستهلك مصر حوالى 75 مليون طن منتجات بترولية وغاز طبيعى 35%، منها مستورد من الخارج، حيث تقدر الفاتورة الشهرية بـ800 مليون دولار، وكانت تمثل نسبة إمداد أرامكو السعودية حوالى 40% من المنتجات البترولية المستوردة.
وفى السطور التالية ملامح عن القدرات الإنتاجية للقطاع النفطى الإيرانى والسعودى...
البترول الإيرانى
أنشأ قطاع البترول فى إيران منذ أكثر من مائة عام، ويعد هذا القطاع من أهم وأضخم القطاعات الصناعية فى إيران، وإيران قوة إقليمية فى منطقة الشرق الأوسط وعضو فى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
تملك إيران رابع احتياطى للنفط فى العالم بعد فينزويلا والسعودية وكندا، إذ أعلنت مؤخرا أن الاحتياط النفطى لديها زاد إلى 700 مليار برميل، وثانى احتياطى من الغاز بعد روسيا 33% منه ممتزج بالنفط و67% يوجد في حقول غاز طبيعي غير ممتزجة بالنفط.
بعد رفع العقوبات عن القطاع النفطى الإيرانى، بلغ إنتاج طهران من الخام 3.63 مليون برميل يوميًا فى سبتمبر الماضى، والصين كانت أكبر مستورد للنفط الإيرانى خلال الشهر الماضي، حيث استقبلت زهاء 800 ألف برميل من النفط الإيرانى يوميا، بينما اشترت أوروبا ما يقارب 500 ألف برميل يوميا، وهو رقم يقترب كثيرا مما اشتراه العملاء فى أوروبا فى منتصف عام 2012، والذى بلغ آنذاك نحو حوالى 600 ألف برميل يوميا.
وتعتبر الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، هى أكبر الدول المستوردة للنفط الخام الإيرانى على التوالي، وتتركز أغلب صادرات النفط الخام الإيرانى فى آسيا، بجانب سعيها لفتح أسواق جديدة فى دول مجاورة ودول أوروبا الشرقية، واستعادة أسواقها المفقودة فى بعض الدول الإفريقية بعد رفع العقوبات الدولية عنها.
وفى أحدث تصريحات وزير النفط الإيرانى بيجان نامدار زنكنه، قال إن بلاده صدرت 2,44 مليون برميل من النفط الخام يوميا فى الجزء الأخير من شهر أكتوبر.
ووصلت صادرات النفط الإيرانى إلى 2,44 مليون برميل يوميا أواخر أكتوبر، وهو مستوى يعد من أعلى المستويات على الإطلاق.
وترغب إيران فى إنتاج ما يصل إلى 4 ملايين برميل من الخام يوميًا لاستعادة حصتها السوقية قبل فرض العقوبات.
يعد حق نفط الأهواز، وجتشسار، ومارون، حقل دلهران، وازادجان، واغاجارى، ورج سفيد، واب تيمور، وسروش، وكرنج بي بي حكيمة ، من أشهر الحقول الإيرانية.
البترول السعودى
تعد المملكة العربية السعودية ثانى أكبر أحتياطي فى العالم، تشير التقديرات إلى أن احتياطيها يقدر بـ 267 مليار برميل (42 مليار متر مكعب).
تمتلك السعودية 100 حقل رئيسى للنفط والغاز، أكثر من نصف احتياطيات النفط تقع فى 8 حقول فقط، بما فى ذلك حقل الغوار وهو أكبر حقل نفط بالعالم مع كمية تقدَّر بـ70 مليار برميل، يأتي 90٪ من إنتاج النفط في المملكة من 5 حقول، ويأتى 60٪ من الإنتاج من حقل الغوار.
تعد شركة أرامكو السعودية التى تعمل فى مجالات النفط والغاز الطبيعى والبتروكيماويات والأعمال المتعلقة بها من تنقيب وإنتاج وتكرير وتوزيع وشحن وتسويق، شركة عالمية متكاملة، وتعد أكبر شركة فى العالم.
تمتلك أرامكو احتياطيات النفط الخام والمكثفات، 261.1 بليون برميل، واحتياطيات الغاز، 297.6 تريليون قدم مكعبة، وتنتج النفط الخام، 10.2 مليون برميل في اليوم، وتصدر النفط الخام، 7.1 مليون برميل فى اليوم.
ومن أشهر الحقول النفطية فى المملكة العربية السعودية، حقول ( السفانية، حرض، خريص، والشيبة، الغوار، بقيق، وحقل نفط أبو سعفة).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة