قال الدكتور ثروت الخرباوى، المفكر الإسلامى والمنشق عن جماعة الإخوان، إن تركيا وقطر والإخوان أدوات تتحرك بـ"الريموت كنترول" من الموجه الأصلى فى البيت الأبيض أو مبنى المخابرات البريطانية أو مجلس الوزراء البريطانى، الذى يحرك أدواته لخدمة مصالحهم.
وأضاف الخرباوى، خلال اللقاء المفتوح مع طلاب جامعة القاهرة مساء أمس الثلاثاء، أن جماعة الإخوان تقف ضد بشار الأسد فى سوريا، وتقف مع الشيعة فى مكان آخر، مؤكدا أن العملية تتم بالبحث عن المصلحة، وأن تلك اللعبة لا يوجد بها مبادئ، مؤكدا أن استغلال الإخوان لثورة يناير واضح ومحفوظ وأحد قيادات الجماعة الإعلامية قال نصا: "عاوزين نستغل سمعة 25 يناير فى التظاهرات القادمة".
وأوضح المفكر الإسلامى والمنشق عن جماعة الإخوان، ، أن الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان يطالبون أنصارهم بالتخلى عن شعارات عودة محمد مرسى، مضيفًا: "يخبروهم بأن يطلقوا شعارات ثورة 25 يناير وهذه أدوات المجتمع لجاهلى للسيطرة على المجتمع الحالى".
وأكد الخرباوى، على أنه كان هناك مفاوضات بين الإخوان والحزب الوطنى، قائلا: "الإخوان اتفقت مع الحزب الوطنى بفندق فى المعادى، وتم الاتفاق على تخلى جماعة الإخوان عن موقفها فى مقاطعة الانتخابات عام 2005 ووافقوا على دخول الانتخابات بعد أن كانوا معترضين على الإعلان الدستورى، وشاركوا فى الانتخابات بعد لقاء بحضور البلتاجى وأحمد عز وخيرت الشاطر".
وقال الدكتور ثروت الخرباوى، إن قرار دخوله للإخوان "عظيم"، وإن الأعظم منه هو قرار خروجه منها، مؤكدا أن جماعة الإخوان جماعة تمارس ديكتاتورية كاملة تحت مظلة الدين، مشيرا إلى أن مصر تقدمت بثروتها البشرية المبدعة وليس بالبترول، وكان لديها قراءة للإسلام مختلفة عن القراءة البدوية، وهى قراءة تتناسب مع عقول أبنائها، مشيرا إلى أن الإمام الشفعى عندما جاء لمصر غير فقهه تماما، لأنه وجد بيئة أخرى غير التى اعتاد عليها، وأن هناك عباقرة فى الفقه من المصريين.
وأشار المفكر الإسلامى والمنشق عن جماعة الإخوان، إلى أن منظمة الحملة الانتخابية لهلارى كلينتون "منى محمود عابدين، إخوانية، ووالدتها صالحة عابدين، التى أنشئت جماعة الأخوات فى أمريكا ووالدها رائد جماعة الإخوان فى الهند، وأن هناك سندس عاصم بالمكتب الإعلامى لحملة هيلارى كلينتون ابنة عاصم شلبى، ومنال أبو الحسن مرشحة الإخوان عن مجلس الشعب من قبل وصدر ضدها حكم بالإعدام لاتهامها فى قضية التخابر مع قطر، قائلا: "فى الوقت اللى كنا بنولع احنا فى العلم الأمريكى كان هناك ناس تعقد جلسات مغلقة مع أمريكا".
وأكد الدكتور ثروت الخرباوى، أن الأخ الذى ينضم لجماعة الإخوان له درجات مثل درجات المنضمين للماسونية، لافتا إلى أن أركان البيعة بجماعة الإخوان المسلمين هى نفسها فى الماسونية، قائلا: "كلها أفكار أنتجت مثل هذه الأفكار بعضها يسير فى طريق الخير بعضها يسير فى طريق الشر، مؤكدا أنه عندما قابل زينب الغزالى قبل خروجه من الإخوان وسألها عن محاولات اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فقالت له: "خططنا 19 محاولة لاغتيال هذا الشيطان هذا الصنم، وبدأنا بالفعل فى تنفيذ خطتين فقط من هذه المحاولات الأولى كانت فى يناير 1954، والمرة الثانية التى تبناها سيد قطب، وكان يتدرب فيها شباب الإخوان حينها على إطلاق الرصاص وكان من بينهم محمد بديع، آخر مرشد للإخوان".
وأضاف المفكر الإسلامى والمنشق عن جماعة الإخوان، أنه من بين الشباب الذين شاركوا فى محاولة الاغتيال هذه محمود عزت، وعضو آخر أسس فيما بعد جماعة المسلمون ومن بعدها التكفير والهجرة، مؤكدا أنه تم إلقاء القبض عليهم وأقروا بالعملية، واعترفوا أنهم كانوا يعتزمون حرق القاهرة حتى يستطيعون إخراج زملائهم من السجون، لافتا إلى أن الإخوان تمت تربيتهم على مبدأ السمع والطاعة ولن يحكموا عقولهم فى القبول أو الرفض، فيما يخص العمليات التى يجبرون على دخولها وأوقات كثيرة يدخلونها وهم مغيبون.
وأكد الخرباوى، أن موقف الأزهر الشريف فيما يخص عدم تكفير "داعش" كان صحيحا، لأنه لا يستطيع تكفير داعش أو غيرها، لكن بيان الأزهر بخصوص هذا الأمر كان ينقصه جملة، فكان المفترض أن يقول "ليسوا كفارا وليسوا مسلمين" لأن الرسول الكريم أرسل رحمة للعالمين وليس للمسلمين وحدهم.
وتابع المفكر الإسلامى والمنشق عن جماعة الإخوان، "أنا فى فترات الاستفاقة عندما كنا نذهب للكنيسة للعزاء وأنا فى الإخوان كانوا بيقولولنا أوعى حد يقول الله يرحمه مينفعش، أصل الرحمة لا تجوز لغير المسلم، طب أقول أيه؟ قول أى حاجة، ولو حكمت خليك أخنف وأنت بتقول قول الله ينحمه، كيف تكون الرحمة للمسلمين فقط؟ فالمغفرة شئ والرحمة شئ آخر، مين إحنا عشان نمنع رحمة ربنا لأن تنزل"، مؤكدا أن هذه الأشياء مثلت نقط استفاقة له.
وتابع الخرباوى: "الموضوع صعب للغاية أن يخرج عضو من جماعة الإخوان،لكن الله عصمنى بالاحتفاظ بقدر من عقلى، لأننى عندما قررت أن أخرج من الإخوان وخرجت 2002، وأنا أتحدث وانتقد الإخوان فى الصحف والمجلات منذ أن خرجت، وأحالونى للمحكمة وصدر قرار بفصلى وعدت مرة أخرى، وتقدمت باستقالتى وقالولى استقالتك غير مقبولة لأن دستورنا يقول العضو يقال ولا يستقيل، لأنه ليس هناك عقد بيننا".
وأشار المفكر الإسلامى والمنشق عن جماعة الإخوان، إلى أن الإخوان قالوا إن العضو عندما ينضم إلى الإخوان كان يتزوج إخوانية ويعمل فى شركة إخوانية ويسكن فى عمارة صاحبها إخوانى ويحاط بمجتمع إخوانى، مضيفًا: "قالوا إنه عندما يأمر مرشد الإخوان بمقاطعة هذا الشاب الذى يريد الخروج، فإن قرار المقاطعة شامل، ويكون هناك اغتيال معنوى لهذا العضو، والاغتيال ليس بالرصاص فقط ولكن بالشائعات وتكفير الناس وهذا أقوى بكثير من الرصاص."
وروى الخرباوى موقف بينه وبين شباب الجماعة عندما كان يترأس لجنة إدارة الأزمات فى جماعة الإخوان، وطالبه بعض الشباب بالجماعة أن يكون هناك مشروع تنموى بمنطقة الكيلو 4.5، التى كانت منطقة عشوائية، مستطردًا: "ذهبت بهم لمحمود هضيبى وطرحنا عليه الفكرة فقال الحكومة دى حكومة حسنى مبارك سيبوها تتطربق على دماغه، وتساءلت حينها هل هذا منطق وهذا جزء من بلدك؟".
وقال الخرباوى، أنه عندما كتب كتابا يتطرق فيه لمصر بين الدولة المدنية والدولة الدينية، حدث حوارا بين الهضيبى والغزالى وآخرون، وقال محمود الهضيبى حينها "نحن نتعبد لله بأعمال التنظيم السرى قبل ثورة 1952 وأقر باغتيال أحمد الخازندار وأحمد ماهر والنقراشى باشا وغيرهم قبل ثورة 1952".
وأردف الدكتور ثروت الخرباوى، أن نقطة الاستنارة بالنسبة له كانت فى عام 1999، قائلا: "كنت فى صراع نفسى شديد حتى 1999، وتساءلت عن مقدرتى فى الخروج من الإخوان"، موجها حديثه لطلاب جامعة القاهرة: "استخدموا أدراج التفكير ولا تقعوا فى المصيدة اللى أنا وقعت فيها، وخرجت رسميا عندما خرجت من بيت محمود الهضيبى عام 2002، إلى المسجد سجدت لله سجدة الحرية من العبودية، وليس للبشر، أوعى تسلم مفتاح عقلك لحد يلعب بيه أو يوجهه كن حرا كن عقلانيا".
وقال المفكر الإسلامى والمنشق عن جماعة الإخوان، إنه كان ينبهر بالكتاب الذى كان يروى قصة تعذيب زينب الغزالى داخل السجون، وأنه كره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بسبب هذا الكتاب، متهكما: "لو جاء بطل العالم فى كمال الأجسام وتعرض لما تعرضت له زينب الغزالى فى السجن، لخر صريعا على الفور لأن ما جاء بالكتاب غير معقول".
وأوضح الخرباوى، أنه قبل أن يخرج من الإخوان أثناء فترة استرداد أفكاره، أجرى مقابلة مع زينب الغزالى وسألها عن حقيقة تعذيبها فى سجون الدولة المصرية خلال عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قائلا: "قلت لها أتعذبتى فعلا هذا التعذيب، فضحكت وقالت مش قوى كده، وقالت من كتب هذا الكتاب هو يوسف ابن أخى وليس أنا، وبالغ فى رواية الأحداث وكتب كلام كتير محصلش، وقالت له مش كتير كده يا يوسف بيه، قال لها أسكتى الناس هتصدق".
وقال الدكتور ثروت الخرباوى المفكر الإسلامى والمنشق عن جماعة الإخوان، أن الجماعة أثناء اعتصام رابعة العدوية كانوا يدعون أن سيدنا جبريل نزل لنصرة الإخوان، ومن جانب آخر يأتى مناد بأن الأسطول الخامس الأمريكى فى الطريق لمصر لينتصر للإخوان، مستنكرا أفكار الجماعة بهذه الأحاديث للتشتيت قائلاً: "كيف ينتصر للإخوان سيدنا جبريل ملك الوحى أو الأسطول الأمريكى؟".
وأضاف المفكر الإسلامى والمنشق عن جماعة الإخوان، أن جماعة الإخوان تدعى الخيرية المطلقة، وتوظف ملك الوحى سيدنا جبريل فى أغراضها الشخصية، مثل دعم الرئيس التركى أردوغان كما قال يوسف القرضاوى.
وأشار الخرباوى، إلى أنه عندما قرأ رسائل مؤسس الإخوان المسلمين وظن أن الإخوان هم الإسلام، لأنهم كانوا يظنون أنهم ليسوا مسلمين، ولكن طبقة من الإسلاميين الذين مثلوا أنفسهم فوق المسلمين، وكانوا يفهمونهم أن الإخوان فى مرتبة الصحابة بل هم الصحابة.
وعن البيعة فى الجماعة قال: "كان كل ذلك تمهيد للسمع والطاعة وبعد ذلك بيعة عامة ثم بيعة خاصة، والإخوان كانوا ينكرون مسألة البيعة من الأساس، وفى الباطن كانوا يروجون لفكرة أن من ليس فى رقبته بيعة مات على الجاهلية، كيف ذلك والله عز وجل اختص لنفسه البيعة وأختص بها الرسول عليه الصلاة والسلام، يبايعون الله يد الله فوق أيديهم، ولكن الإخوان كانوا يتحدثون عن السمع والطاعة بشكل مطلق".
وأوضح المفكر الإسلامى والمنشق عن جماعة الإخوان، أن القائمين على جماعة الإخوان، كانوا يجبرون المنضمون الجدد على ممارسات صعبة، مثل السير لمسافات طويلة، والذهاب إلى مقابر مدينة نصر قبل صلاة الفجر والوقف الوقوف على أحد القبور والدعوة لصاحبه بالرحمة، قائلا: "كنت أركب الأتوبيس وأنظر إلى وجوه الناس وأقول الناس غاب عنها الإسلام، وكان هناك معسكرات وتدريب الأخ على السمع والطاعة، وإذا خالف أحد المنضمين توقع عليه عقوبة أن يجرى مسافة معينة أو أن يحرم من الطعام ويختبر الصبر والطاعة".
وقال الخرباوى، إنه عندما كان فى الجماعة كانوا يعلمونهم كيف يجب أن تكون جنديا من جنود الله وتسير فى هذا الصف، مضيفا: " دخلت التنظيم عام 1983، كنا ندفع الاشتراك الشهرى لننتصر به للإسلام، وكانت أفكارنا أنه لو الإخوان للحكم يجب أن نقطع العلاقات مع الشيطان الأعظم فى البيت الأبيض، وأن يلغوا اتفاقية كامب ديفيد، التى تم استغلالها للتلاعب بمشاعر الطلاب والشباب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة