قرأت لك.. اليونانية بيرسا كومتى "فى شوارع القاهرة.. نزهة مع نجيب محفوظ"

الأحد، 11 ديسمبر 2016 07:00 ص
قرأت لك.. اليونانية بيرسا كومتى "فى شوارع القاهرة.. نزهة مع نجيب محفوظ" غلاف الرواية
قرأت لك مع أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أتمنى لك حياة سعيدة يا إلسا" يمكن القول بأن هذه الجملة فعلت الكثير فى حياة الفتاة اليونانية الأصل التى تعيش فى مصر، عندما التقت بالرجل الذى لم تفارق الابتسامة وجهه، كانت هى طفلة صغيرة وكان هو نجيب محفوظ.

 "الشارع الصغير الذى كنت ألعب فيه مع الأطفال الآخرين فى الحى الجديد الذى سكنا فيه فى منطقة الجيزة، منطقة تاريخية، منطقة الفراعنة والأهرامات، كان يؤدى إلى شارع أكبر ومفعم بالضوضاء" بهذه الجملة تبدأ الكاتبة اليونانية بيرسا كومتى روايتها "فى شوارع القاهرة.. نزهة مع نجيب محفوظ" والصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

يقول المترجم الدكتور خالد رؤوف "يفتح عنوان الرواية باب التوقعات أمام القارئ العربى بخاصة عندما تكون الرواية مترجمة عن لغة أجنبية، فعندما يتطرق كاتب غير مصرى أو عربى للحديث عن القاهرة وعن أحد عمالقة الأدب العربى فالأمر بلا شك قد يثير الفضول – والريبة أحيانا، لكن عندما نعرف أن الكاتبة هى "برسا كومتسى" قد نفهم الكثير وربما يتعاظم الفضول.. برسا كومتسى بوصفها مترجمة – نقلت من العربية إلى اليونانية  الجزء الأكبر من أعمال كاتبنا  الكبير نجيب محفوظ وهو الجزء الأكبر والأهم فى مسيرتها العلمية.

فى هذه الرواية تصحبنا برسا كومتسى فى جولة فى شوارع القاهرة، التى عاشتها وقضت بها طفولتها وشبابها ودراستها الجامعية، عبر مسيرة حياتها فى نزهة مع عملاق الأدب العربى نجيب محفوظ، ليس فقط بوصفها قارئة له أو محبة لأعماله ولا حتى بوصفها شخصا عرفه ولكن بوصفها مترجمة لأعماله وناقلة لفلسفته.

الرواية تحمل طابع السيرة الذاتية، إضافة إلى أنها ترصد الواقع المصرى فى سنوات شديدة الحساسية فى تاريخ مصر المعاصر، عاشتها الكاتبة بوصفها مصرية يونانية ودرست بالجامعة المصرية وتعتز بازدواجيتها الثقافية.

فى الرواية تظهر شخصيات نجيب محفوظ بشكل غريب كأنها تتجول فى الشارع، أو يتم من خلالها  قراءة الواقع الاجتماعى فتقول "ما زلت أذكر بستانى البناية الخضراء بوجهه الصارم العابس دائما، وبالتأكيد، شحاذا عجوزا مجذوبا، كان يبدو كأنه خرج من حلم منسى،كان يجول دائما حافى القدمين وقذرا، شتاء وصيفا، يدق على طبلة مرتجلة، كان يخيف الأولاد كثيرا بمنظره الأحمق وثيابه البالية وتعبير وجهه المتوحش وأغنيته الرتيبة، هذا الأخير بعد سنوات كان يتطابق فى ذهنى بشخصية المتسول زيطة  فى رواية زقاق المدق، وفى مرحلة من حياتها كان بيتهم يذكرها ببيت الجبلاوي، وقلب الليل.

كما تتوقف الكاتبة عند نكسة 1967، وأمام جمال عبد الناصر وسياساته وظروف مجتمعه وموته وصعود أنور السادات ونصر أكتوبر، كما تحكى الرواية عن نجيب ودوره ورواياته التى رصدت المجتمع المصرى.

وإضافة لنصوص نجيب محفوظ التى انتشرت داخل الرواية كان الوضع المصرى القائم على المقارنة بين الشوارع والأماكن المصرية فى الستينيات وحاليا واضحا جدا حتى أن الكاتبة تقول "عندما كنت أرى الأهرامات فى الصباح، وقت الشروق، كانت كأنها استفاقت لتوها، كسلا، جاهزة – وإن كانت بلا مزاج ، وفقا لحالتى النفسية بالطبع – لتستقبل مرة أخرى الزائرين المتحمسين متأملين أولا الواحة البيضاء التى تمتد تحت سفحها، اليوم لم يعد لتلك الواحة وجود، إذ تمددت فى مكانها ونبتت بنايات عالية قبيحة".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة