عندما تولى محمد على باشا مقاليد الحكم فى مصر، اجتمع بكبار رجال الدولة ليشرح لهم خطة النهوض بالمحروسة، وقام برسم مثلث متساوى الأضلاع، وقال لن تقوم هذه البلد إلا إذا كان لها جيش قوى يحميها وتمريض جيد يحافظ على صحة أبنائها معتمدين على قاعدة رئيسية هى التعليم الذى يستند عليه الجيش والتمريض، حتى يمكن تحقيق ذلك فلابد من إنشاء مطبعة تقوم بطبع الكتب والنشرات والقرارات الخاصة بالدولة، وكان ذلك أساس إنشاء المطبعة الأميرية ببولاق، هكذا قال المهندس عماد فوزى فرج محمد رئيس مجلس إدارة مطابع الأميرية، التابعة لوزارة التجارة والصناعة، فى مقدمة العدد الخاص للوقائع المصرية للاحتفاء بذكرى صدور العدد الأول للوقائع المصرية فى 3 ديسمبر 1828م، والصادرة عن مطابع الأميرية.
ويستعرض العدد تاريخ الوقائع المصرية، التى تعتبر أول صحيفة مصرية صدر العدد الأول منها فى 25 جمادى الأولى 1244 هـ، 3 ديسمبر 1828م، وكانت تطبع فى مطبعة بولاق منذ إنشاء الوقائع باستثناء فترات قصيرة كان للوقائع فى أثنائها مطبعة خاصة، إما مستقلة فى القلعة وإما ملحقة بقلم الوقائع بالداخلية على أن أعمال الوقائع الإدارية والصحفية كانت دائما من اختصاص قلم الوقائع الذى لم تكن له علاقة بالمطبعة، وابتداء من سنة 1898م، أحيلت جميع أعمال الوقائع إلى مطبعة بولاق فأصبحت جزءاً منها، وقد قامت المطبعة بهذا العمل الجديد دون أى زيادة فى النفقات، وترتب على ذلك إنشاء إدارة جديدة للتحرير، وكانت توزع نسختها بقرش صاغ واحد.
وفى 11 يناير 1842م صدر قرار من مدير المدارس تنفيذا لأمر محمد على بتنظيم الوقائع من جديد ليضمن صدورها على الوجه الأكمل وتولى أمر الترجمة من الجرائد الأجنبية، وانتخاب أخبار الملكية وترتيب الجريدة الرسمية بصفة عامة إلى الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى، وبدأت الجريدة تتمصر فى لغتها وأصبحت اللغة العربية تأخذ مكان الصدارة، وقد غير الشيخ رفاعة رأس الوقائع المصرية وأصبحت تظهر فيها الأخبار المنشورة، وفى عام 1880م تولى الشيخ محمد عبده رئاسة الوقائع المصرية ابتداء من العدد 933 فى أكتوبر 1880م، وأصبحت تصدر يوميا ما عدا يوم الجمعة وأصبح لها استقلال تام فى جميع شئونها، ولها مطبعة خاصة غير مطبعة بولاق هى "مطبعة الداخلية الجليلة"، وهكذا بلغت عصرها الذهبى فى عهد الإمام محمد عبده، الذى كان حريصا أشد الحرص على أن يكون أسلوب الكتابة فيها أسلوبا عربيا صحيحا.
كانت الوقائع المصرية مدرسة لها أساتذة وتلاميذ فى كل حقبة من الزمن فنجد الإمام محمد عبده، وقد تتلمذ على يديه فى الوقائع المصرية سعد زغلول "قائد الحركة الوطنية فى مصر خلال القرن العشرين".
وفى عام 1912 تلاحظ أن هناك أعدادًا غير اعتيادية تصدر أيام الأحد، والخميس، علاوة على الأعداد الدورية التى كانت تصدر أيام السبت والاثنين والأربعاء من كل أسبوع، وفى عام 1915 م، وابتداء من أول مارس بدأت تظهر الوقائع المصرية مرتين فى الأسبوع يومى الاثنين والخميس، وأصبحت ثمن النسخة الواحدة 15 مليما.
وفى 3 فبراير 1952، انتدب حسن على كليوة بك للقيام بأعمال مدير المطبعة الأميرية، وبدأ اسمه يظهر كمدير للمطبعة والجرائد الرسمية على الوقائع المصرية من العدد الصادر فى 4 فبراير 1952.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة