بالصور.. فساتين الأفراح المستعملة على الأرصفة تكشف أوجاع الفتيات.. عرائس انتهت زيجاتهن بمصيبة فكان مصيره "فرشة على الرصيف".. وبائعة تسرد حكايات خلف الفستان الأبيض

الإثنين، 12 ديسمبر 2016 03:08 م
بالصور.. فساتين الأفراح المستعملة على الأرصفة تكشف أوجاع الفتيات.. عرائس انتهت زيجاتهن بمصيبة فكان مصيره "فرشة على الرصيف".. وبائعة تسرد حكايات خلف الفستان الأبيض فساتين الزفاف
كتبت سلمى الدمرداش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"فتش عن الوجع فى الضحكات الواسعة، أمعن النظر جيداً فى وجوه تخفى ما هو أكبر من دموع الفرحة، الحكايات المليئة بالسعادة دائماً ما تخفى خلفها قصصاً أكثر قسوة من أن يحتملها أصحابها، والفستان الأبيض الذى تدوى الزغاريد فور شرائه، يصاحب خروجه من المنزل الصرخات والدموع أحياناً فى القصص التى لم تكتمل فرحة أصحابها، وتحولت فساتين الزفاف فى حياتهن لذكريات تعيد على أذهانهن فقط ما آلت إليه ليلة العمر.

 

قصص جمعناها من أكشاك بيع الفساتين المستعملة على الأرصفة، 300 جنيه أو أقل هو أقصى سعر للفساتين التى ألقى بها أصحابها إلى الأرصفة بعد قصة وجع، جمعتها البائعات الجائلات ليعدن بيعها مرة أخرى لعروس لا تعلم ماحدث، يفترشن بها الأرصفة فى الأسواق الشعبية، ويقدمن من خلالها عرضاً لا يمكن رفضه، فستان زفاف كامل بطرحته وحذائه واكسسواراته بسعر بخس، لا تسأل المشترية الجديدة عن قصة الفستان ولا يهمها إن كان مسروقاً أو منحوساً أو بطل قصة مأساوية أخرى، بينما تعلم البائعة جيداً القصة التى اختفت خلف السعر، وتعلم أيضاً السعر الحقيقى الذى دفعته صاحبة الفستان الأصلية قبل أن تتخلص منه بأقل سعر ممكن.

أحد الفساتين
أحد الفساتين

 

العرائس يشاهدن الفساتين
العرائس يشاهدن الفساتين

"ماجدة".. صاحبة فرشة للفساتين المستعملة، تتنقل بها بين الأسواق لتبحث لها عن مشترى لا يعلم القصة الحقيقة لكل فستان علقته بعناية على استاند برصيف جانبى فى سوق شعبى بمنطقة ساقية مكى، وافقت على سرد الحكايات لليوم السابع عن الفساتين التى انتقلت من بيوت أصحابها للرصيف بعد قصص مأساوية، تشير إلى كل فستان لتسرد قصته، بدأت بقصة فستان "مريم" أو "فستان النحس" كما اختارت تسميته.

حكاية فستان "مريم"

وتقول: مريم عروسة اشترت فستان زفافها قبل زواجها ببضعة أسابيع، وبعد الانتهاء من فرش الشقة "تبوظ الجوازة"، الأمر الذى تكرر بحذافيره مع 4 عرسان حتى رأت والدتها فى بيع الفستان لأى شخص خلاص من نحسه، فعرضته على بحكم الجيرة ومعارفى الكثيرين لأبيعه لهن بـ 200 جنيه بعد شرائها له بأكثر من 2500، بعدها تكرر الأمر مع إحدى قريباتى لكن الجوازة هذه المرة باظت بسبب السخان، فأعطتنى فستانها هى الأخرى ومن هنا بدأت تجارتى فى فساتين الزفاف التى لا يعرف أحد ما ورائها غيرى".

الفساتين أثناء عرضها بسوق التلات
الفساتين أثناء عرضها بسوق التلات

 

الفساتين على الرصيف
الفساتين على الرصيف

حكاية فستان "ريم" باعته بعد وفاة خطيبها ليلة الفرح 

وعن المأساويات التى تتذكرها ماجدة كلما تنظر إلى بعض الفساتين تحكى "بدأت عملى منذ بضعة سنوات، و جاء لى أكثر من فستان خلف التل الجميل الذى يزينه قصة تقشعر لها الأبدان، ومن أهمها فستان ريم الذى لم أغير اسمه حتى الآن، فى الوقت الذى كانت تحتفل فيه ريم بليلة حنتها وتجهيز فستانها جاءها خبر وفاة خطيبها فى حادث دراجة بخارية أثناء ذهابه لشراء بعض أغراض العريس، فجاءت به والدتها لتبيعه لى دون أن تطلب ثمن، فهل من ثمن أغلى من قلب ابنتها، أخذته منها وعلقته بعناية وأرفض وضعه على الرصيف، لكن للأسف عندما تأتى زبونة وتسألنى "ده حلو اووى ليه بتبعيه رخيص كده؟" أبدأ فى اختراع ألف حكاية أكثرهم تكراراً "صاحبته مكانتش محتاجاه ولبسته فى فرحها وقالتلى أبيعه عشان محتاجة أى فلوس".

الفساتين معلقة على استاند
الفساتين معلقة على استاند

 

بعض الفساتين على الأرض
بعض الفساتين على الأرض

حكاية "فستان شيماء"

"يختلف كثيراً حال فستان شيماء عن ريم".. هكذا قالت ماجدة عن أحد الفساتين لا تنظر إليه دون أن تطلق تنهيدة الحسرة وتقول "شيماء ذهبت صباح يوم زفافها إلى الكوافير كأى عروس  فى انتظار عريسها القادم من إحدى محافظات الصعيد، وقبل أن تنتهى من وضع المكياج وترتدى الفستان، أخبروها بوفاة عريسها فى حادث سيارة، لتأتى بفستان زفافها الذى حلمت أن تضعه بجوار كفن عريسها"، وأضافت "كى أنسى حكايات هذه الفساتين، أقوم بتشغيل أغانى الأفراح بصوت عال، حتى لا أعكر فرحة العرائس اللاتى يجدن فى الفساتين فرصة سعر رخيص لن يعوض".

ستاند ماجدة
ستاند الفساتين

 

فتاه تفحص أحد الفساتين
فتاه تفحص أحد الفساتين

 

فستان زفاف
فستان زفاف









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة