بعد قرار هدم فندق سعد زغلول ولورنس العرب..

سكان "الكونتنتال" يتحدون الحكومة.. مستأجرو المحال: لدينا أحكام قضائية تمنع هدمه.. ومحافظة القاهرة: "اللى معاه حكم يجيبه" و شركة إيجوث ترد: التقارير الهندسية تؤكد أن الترميم لن يطيل عمر الفندق

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016 08:07 م
سكان "الكونتنتال" يتحدون الحكومة.. مستأجرو المحال: لدينا أحكام قضائية تمنع هدمه.. ومحافظة القاهرة: "اللى معاه حكم يجيبه" و شركة إيجوث ترد: التقارير الهندسية تؤكد أن الترميم لن يطيل عمر الفندق فندق الكونتننتال
مصطفى عبد التواب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مساحة تقرب من 11 الف متر مربع يقف فندق الكونتننتال فى  وسط القاهرة يربط بين شوارع الأوبرا وعدلى و 26 يوليو، يقف هذا المبنى الذي قاوم كل محاولات هدمه ليظل شاهداً على تاريخ مصر فى حقبة الملكية إلا أنه صدر بشأنه هذه المرة قرار هدم ولا أحد يعلم ما إن كان سُينفذ أم لا.

فندق الكونتننتال هو الشاهد على حفل افتتاح قناة السويس

فندق الكونتننتال كان شاهداً على حفل افتتاح قناة السويس حيث استقبل الوفود الاجنبية المشاركة فى الحفل، كما كان شاهداً ايضا على الاتفاقات السياسية بين رجال الوفد حيث كان مقصداً لسعد باشا زغلول ورفاقه، علاوة على أنه كان مقرا لإقامة "لورنس العرب" ضابط المخابرات الانجليزى الذى ساعد الدول العربية فى ثوراتها ضد الدولة العثمانية.

وبعد مسيرة من الإهمال بدأت من ثمانيات القرن الماضى، قررت الدولة تخصيص الفندق ليكون مقراً لشركة ايجوث او شركة الفنادق المصرية، وفى عام 1990، وفى عهد رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف قرر وزير الاستثمار انذاك بيع الفندق لمستثمر اجنبى وهدمه للاستفادة منه، لكن أصحاب المحال التجارية الذين يشغلون ممر الفندق وقفوا ضد هذه المحاولة أمام القضاء المصرى وحصلوا على حكم بعدم هدم الفندق والإكتفاء بترميمه وإزالة الدور الأخير منه.  

 

قرار جديد بهدم الفندق

وعادت الشركة لمحاولات هدمه مره أخرى فى مطلع  العام الجارى وحصلت على تصريح بهدم الفندق مطلع الشهر الجارى، وذلك بحسب اللواء محمد أيمن عبدالتواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الغربية والشمالية، الذى صرح بان المحافظة أصدرت ترخيص هدم لفندق كونتننتال بناء على طلب تقدمت به شركة إيجوث للسياحة والفنادق والاستثمار لهدم الفندق وإعادة بناءه على أن يظل المكان تجاريا وفندقيا وإداريا كما كان.

القرار الأخير دفع اصحاب المحال التجارية مره أخرى للوقوف امام محاولات الهدم بكل ما لديهم من قوة لأن المحال الموجودة بالفندق يعيش عليها 12 ألف شخص هم العاملون فى هذه المحال وأسرهم .

 

أصحاب المحال: المبنى متين ولا يجوز هدمه

محمود محمد حسن صاحب احد المحال قال إن قرار الهدم لا يستند لاي سند قانوني حيث هناك حكم قضائي عام 2006 بترميم المبني، لكن شركة ايجوث تهدف إلي هدمه منذ ان حصلت عليه عام 1986 وتجاهلت كل الاحكام القضائية التي اوصت بترميم المبني، لافتا الي وجود تقارير هندسية تؤكد صلابة أساسات المبني ورغم ذلك هناك تعمد لتخريبه .

وتابع أن اصحاب المحال والعاملين فيها سيقفون في وجه اي محاولة لهدم المبني حيث يعمل نحو 12 الف شخص في 584 محل و80 ورشة، مشيراً إلي أن هذه المحال التجارية تعمل في الفندق منذ ان كان مقصداً للملك فاروق ومحطة ترانزيت الرحلات التي تمر بمصر لافتا إلي ان هناك احد اصحاب المحال التجارية يدعي صلاح الشعشاعي يعمل علي المواجهات القانونية لعمليات الهدم.

 

صاحب محل: محكمة الاستئناف منعت الهدم عام 2006

وداخل ممر يعبر من شارع عدلي إلي شارع 26 يوليو وهو ممر الفندق، اصطحبنا حسن إلي صلاح الشعشاعي احد العاملين فى المكان والذى اشار إلي انهم حصلوا علي حكم عام 1985 برفض الهدم وكذلك تأييد الحكم في الاستئناف عام 2006، وبين هذين الحكمين التقي اصحاب المحال بزاهي حواس وأعلن خلال اللقاء عن غضبه الشديد من فكرة هدم هذا المبني.

الشعشاعى أضاف ان بحوزتهم تقارير هندسية متعددة تؤيد عدم الهدم، بداية من تقرير لجنة خبراء وزارة العدل وتقرير الهيئة الهندسية لجامعة القاهرة وأخيرا تقرير صادر في عام 2004 من جامعة الأزهر الذي اعتمد علي دراسات فنية عديدة انتهت جميعها إلي عدم الهدم والترميم فقط مع ازالة غرف السطح.

واستنكر الشعشاعى قرار الهدم الذي صدر مؤخراً، مؤكدا عدم تنفيذه لأن هناك حكم محكمة سابق يمنع الهدم، مشيراً إلي انهم سيقاضون الشركة لعدم تنفيذها قرار الترميم وتعمدها تخريب هذا المكان التاريخي، كما انهم يقاضون في الوقت الحالي الحكومة من اجل وقف قرار الهدم.

 

عبده الشابورى: المبنى تاريخى وهذا يجعله محظور هدمه وفقا للقانون

عبده الشابوري احد اصحاب المحال داخل الممر التابع للفندق، أشار إلي أن الفندق مسجل ضمن المباني ذات الطابع المعماري الذي يحمل طابع تاريخي مما يجعله من المباني المحظور هدمها، وفقا لقرار مجلس الوزراء رقم 2964 لسنة 2009 والذى يعتبر الهدم اهدار للمال العام وتاريخ البلد ومخالف  للقانون.

وأشار الشابوري إلي ان شركة ايجوث اعترفت بتاريخية المبني وعدم جواز التعديل او الهدم فيه وذلك عندما شب حريق في احد المحال وشرع مستأجرة في تعديله فقامت الشركة برفع قضية عليه جاء في نص دوافع الشركة ان هذا مبني تاريخي لا يجوز هدمه او اجراء اصلاحات به إلا بموافقة الاثار .

 

شركة ايجوث: الفندق لن ينفعه الترميم ويجب هدمه

ومن جانبه قال سمير حسن مدير شركة ايجوث، أن حال فندق الكونتننتال تغير كثيراً عن ما كان عليه فى 2006 عند صدور الحكم بترميمه، لذلك فإن الشركة مع محافظة القاهرة قرروا التصريح بهدمه وإعادة بنائه للحفاظ على أرواح المواطنين، مشيراً إلى أن هذا الفندق سُحبت رخصة تشغيلة عام 1985 لعدم صلاحيته للعمل وكذلك تأثر فى زلزال 1992، وتعرض مواطنين للموت قبل ذلك داخل ممره بعدما سقطت فوقهم اجزاء من جسم الفندق.

وأضاف حسن الى أنهم يمتلكون تقارير هندسية تشير إلى انه حتى الترميم لن يطيل عمر الفندق ولن يمكن من تشغيله كمنشأة فندقيه لذلك فأن الاتفاق مع محافظة القاهرة على هدمه جاء بهدف اعاده بنائه بنفس الطابع المعماري والاستفادة من خلال انشاء شركة قابضة تتولى اداراته بالتعاون مع وزارة قطاع الأعمال مشيراً إلى انه لا يوجد مستثمر فى الوقت الراهن، وأن من سيقوم بتسوية امور المحالات التجارية الموجودة بالفندق ستكون شركة ايجوث والتى ستعمل على توفيق اوضاع المحال التى لديها اوراق قانونية، لأن هناك بعض من هذه المحالات مؤجرة من الباطن، واختتم مؤكداً انهم يحاولون البدء فى الهدف فى القريب.

فيما قال المهندس محمد ابو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضارى أن فندق الكونتننتال من المبانى التراثية المدرجة فى الفئة "جـ" والتى يجوز هدمها مع الحفاظ على الطابع المعمارى لها عند إعادة البناء، لذلك فإن الجهاز ينتظر الرسوم الهندسية الجديدة قبل الهدم حتى يتأكد مطابقتها للتراث الحالى.

على الصعيد الرسمى قال ايمن عبد التواب، نائب محافظ القاهرة، بشأن امتلاك مستأجرى المحال لأحكام قضائية تمنع هدم الفندق، "اللى معاه احكام قضائية يجيبها"، مشيراً إلى أن المحافظة ستقوم بدورها بمراجعة هذه الاحكام على المستوى القانونى وتتخذ اللازم يشأنها وشدد على أن رخصة الهدم صدرت بشرط الحفاظ على الطابع المعماري الخاص بالفندق وأنهم سيحرصون على إلزام المالك الجديد  بالبناء على نفس التراث. 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة