أكرم القصاص

الخبير «الاستعماقى» المحايد الجالس «الكيبورداء»

الخميس، 15 ديسمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعترف أننى لا أوافق على عرض أدلة الجرائم الإرهابية للنقاش العام، وعرض الصور والشهود على الشاشات قبل منصات المحاكم، وهو أمر غير معروف فى العالم، لكن أيضا فإن العالم لا يعرف هذا الكم من الخبراء الذين يعينون أنفسهم محللين وخبراء فى كل الشؤون، ويشككون أو يثبتون وهو جالسون فى أماكنهم.
 
الشك المنهجى هو طرح الأسئلة، والبحث عن إجابات، لكنه عندنا تقديم أجوبة من دون انتظار أو احترام لأى أسئلة. تفرجت على زملاء لا أشك فى منطقيتهم، وأشك فى عبقريتهم الفذة، بعضهم يفتى فى الطب الشرعى والأدلة الجنائية «فَشْر المتخصصين»، وبعضهم يفتى فى الأدلة والحامض النووى «دى إن إيه» بلا أى سوابق معرفة.
 
طبعا من حق الجميع طرح الأسئلة، أو رأى مغاير للسائد والمعروض، من باب البحث عن الحقيقة وليس البحث عن  «لايكات ومشاركات»، ترى الواحد منهم يتمطى ويتقلص ويتمدد ويشكك فى رأى علمى لمجرد أنه مختلف، وخلفه جوقات من «اللايكاتيين» يهتفون خلفه بلا عقل.
 
وفى قضية تفجير الكنيسة البطرسية، وبعد اتهام محمود شفيق بتفجير نفسه، قدم كثيرون تحليلات استعماقية فى الطب الشرعى والأدلة نافيا أو مثبتا وهو جالس لم يغادر «مكمنه». يقولون إن لديهم آراء مختلفة، لا يطرحونها، ويهيلون التراب على جهود عشرات ومئات من رجال البحث والأدلة الجنائية، وهؤلاء غالبا لا يحصلون على أضواء ولا ينسب الفضل لهم، ويعملون لصالح الحقيقة، ومن حقهم علينا أن نعترف بجهدهم وتعبهم، وبكل «فلاقة وعماقة» ترى الخبير الجالس «الكيبورداء» يلقى بتراب الشك على جهود هؤلاء.
 
وللأسف يضطر الطرف الآخر ردا على حالة تشكيك مرضية، أن يرد ويعرض فيديوهات ووصفا تفصيليا لجهود علمية وطبية وفنية، فى تجميع وجه المتهم أو تنفيذ العملية، وهو أمر قد يؤثر على التحقيقات، والسبب هو موجات من التشكيك الكوميدى، إذا تأخر الكشف يسألون لماذا تأخر، وإذا أعلنت نتائج يردون: لماذا أعلنت؟
 
فإذا تحدث متخصص ترى خبراء يردون تأييدا أو رفضا، بلا علم فى كل الأحوال، والنتيجة أننا نجد القضايا والأدلة والشهود معروضين على الرأى العام، قبل المحكمة، وكل طرف يحكم بهواه، وهى ظاهرة غير معروفة فى الدول الكبرى. حيث ينتظر الجميع ويحترمون المختصين. والأكثر خطرا، هو ظهور قطاعات من الخبراء العمقاء، يتعاملون كمتفرجين فى مدرجات على مباراة فى انتظار من يكسب. وترى هذا العميق الشكاك، هو نفسه موضوعيا هادئا محايدا أمام الإرهاب.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة