ترزح مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تحت حصار مشدد من قبل ميليشيا الدعم السريع، فيما تواصل عناصرها القصف المستمر والمتواصل على المدينة، وقراها، وهو ما أسفر عن ارتفاع كبير فى أعداد الوفيات جراء القصف المتواصل، الذى يستهدف المدنيين، ولم يستثنى المرافق الطبية.
ومن جهتها كشفت حكومة ولاية شمال دارفور، عن مقتل 50 شخصا على الأقل، فى هجمات عنيفة شنتها ميليشيا الدعم السريع على قرى جنوب مدينة الفاشر عاصمة الولاية، يأتى هذا فيما أعلنت منظمة الهجرة الدولية، فرار اكثر من 6 آلاف أسرة من مناطق تابعة لمحلية دار السلام هربا من الهجوم.
وكشف بيان صادر عن الوحدة الإدارية لمنطقة أبو زريقة، التابعة لمحلية دار السلام بشمال دارفور، عن هجمات متواصلة للدعم السريع، وقال "فى يومى الأربعاء والخميس 18 و19 ديسمبر، شنت الدعم السريع هجوما واسعا وعنيفا على قروى المنطقة، وقتلت أكثر من 50 مواطنا من الأبرياء، وتم اقتياد البعض منهم من مزارعهم وتصفيتهم بشكل جماعى".
وكشف البيان عن أن القوة المهاجمة، قد حرقت المنازل، وقامت بنهب الأموال والملكيات، ودمرت الأسواق، وأساءت معاملة الأطفال والنساء وكبار السن.
واتهم البيان الدعم السريع، بتنفيذ هجمات انتقامية على عشرات القرى، بولاية شمال دارفور، التى تقطنها عرقية الزغاوة، بزعم موالاتهم للجيش السودانى والقوات المتحالفة معه.
ومن جهته كشف فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان، عن عدد القتلى الذى خلفته هجمات ميليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكدا أن أكثر من 700 شخص قتلوا بمدينة الفاشر منذ مايو، مناشدا الدعم السريع لرفع الحصار عن المدينة.
وقال تورك فى بيان رسمى، أن الحصار المفروض على المدينة والقتال المستمر يدمران حياة الناس كل يوم على نطاق واسع، وتابع :"لا يمكن أن يستمر هذا الوضع المقلق. يجب على قوات الدعم السريع إنهاء هذا الحصار المروع".
وكشفت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 782 مدنيا وإصابة أكثر من 1143 منذ مايو، مشيرة إلى أدلة تستند جزئيا إلى مقابلات مع الفارين من المنطقة.
وكان عشرة مدنيين قتلوا وأصيب 20 آخرون فى قصف لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور فى غرب السودان، وفق ما أفاد ناشطون يوم الأربعاء الماضى مؤكدين أن القصف استهدف المستشفى الرئيسى بالمدينة ومناطق أخرى، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
كما استهدفت القصف المدفعى للدعم السريع، مستشفى الفاشر، أمس الجمعة، وهو ما أوقع تسعة قتلى و20 جريحا وفق منظمة الصحة العالمية، واضطر المرفق إلى تعليق أنشطته.
وأعلنت لجان المقاومة الشعبية فى المدينة، أن الغارات دمرت العنابر والصيدليات وغرفة العمليات بالمستشفى، كما تدمير خدمة الطوارئ بالكامل.
وتواصل ميليشيا الدعم السريع، استهداف المرافق الطبية بشكل مستمر خلال الفترة الماضية، إذ استهدفت المستشفى السعودى فى مدينة الفاشر بقصف مدفعى الأربعاء، وقتلت 18 شخصا وأصبت 21 آخرين بجروح خطيرة.
وقالت شبكة أطباء السودان فى بيان، أن الدعم السريع يواصل استهداف المستشفيات بشكل مستمر فى الفاشر، لإخراجها عن الخدمة لتنضم إلى عدد من المرافق الطبية التى خرجت جراء القصف الموجه، قائلة :"تم قصف المستشفى أكثر من 4 مرات خلال الأسابيع الماضية بجانب الأسواق ومعسكرات النزوح ومنازل المدنيين".
وفى سياق متصل، اتهمت منظمة أطباء بلا حدود، عناصر الدعم السريع، بإطلاق النيران داخل مستشفى البشائر جنوب الخرطوم، وتهديد الأطقم الطبية العاملة بالمستشفى.
وكشفت المنظمة أن المستشفى يتعرض بشكل متكرر للهجمات، كان آخرها نوفمبر الماضى، وتسبب الهجوم فى مقتل مريض كان يتلقى العلاج.
وكشفت المنظمة، أن مهاجمين من الدعم السريع، أطلقوا النار داخل الطوارئ، وهددوا الطاقم الطبى، وعطلوا الرعاية الصحية المنقذة للحياة، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وقال صامويل ديفيد ثيودور، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود فى السودان، :"دخل العديد من عناصر الدعم السريع للطوارئ، وبدأوا فى اطلاق النيران على العاملين، لكن لحسن الحظ لم يصب أحد بأذى، إلا أن العاملين تأثروا بالهجوم على المستشفى".
وتابع :"الهجمات على المرافق الطبية أمر غير مقبول، يجب أن تظل المستشفيات أماكن آمنة، خالية من العنف والترهيب، ولا يمكن تهديد حياة الموظفين خلال تقديمهم للرعاية الصحية للمرضى".