سألنى الشاب الذى أعرفه ويعرفنى: «هو الكلام عن الإرهابى اللى فجر نفسه فى الكنيسة صحيح؟».
شعرت من سؤاله أنه لا يصدق ما سمعه، فبادرته بسؤال: «إيه رأيك أنت؟» فهمس: «العملية كبيرة شوية، معقولة يدخل الكنيسة من غير ما حد يوقفه».
ذكر الشاب أشياء أخرى فى نفس الموضوع سمعتها منه وأنا فى ذهول كامل، فكل المعلومات التى قيلت عن المجرم الإرهابى الذى دخل الكنيسة بحزام ناسف هى موضع شك لديه، والأقرب إليه هو أن الحادث مدبر بأيدى أجهزة لاستفادة منه فى تعظيم قبضة الاستبداد، وتلك المزاعم ليست وليدة جريمة «الكنيسة البطرسية»، وإنما نجدها كلما وقعت عملية إرهابية ضد جنودنا من الجيش والشرطة.
بالطبع فإن نموذج هذا الشاب يمثل فئة لا يستهان بها من المصريين، ولأنى أعرف تماما أنه ليس ممن يحملون فكر جماعة الإخوان بل يعاديها تماما، فإن خطر ما ذكره يتضاعف مائة مرة لأنه ببساطة يوفر بيئة آمنة للإرهاب بفكره وعملياته، كما أنه يتطابق مع التحذيرات المنطقية، بأنه ليس شرطا أن يحمل الداعشى السلاح.
لم يكن حديثى مع هذا الشاب حالة استثنائية، أمس الأول، ففى المساء كنت أتابع ما يحدث فى حلب، والأنباء التى تتوارد عن انتصارات الجيش العربى السورى على الإرهابيين فى معارك شرق المدينة، وكان واضحا أن القنوات الفضائية الغربية والعربية التابعة للأطراف المتورطة فى مساندة الإرهابيين فى تغطياتها ليس لها علاقة بالمهنية والموضوعية الإعلامية من قريب أو بعيد، فهى تتحدث عن الإرهابيين الذين دخلوا إلى سوريا من شتى بقاع الأرض بوصفهم «مقاتلين من المعارضة»، وتصرخ من أجل ضرورة توفير طرق آمنة لهؤلاء للخروج من المدينة.
جعلت هذه الفضائيات تغطيتها بمثابة وصلات ندب على آلاف الجثث فى الشوارع، وإعدامات بالجملة، والمصيبة أن بعضها لم يبث صورة واحدة تسند روايتها عن ما تقوله عن هذه الجرائم، وبثت صورا مزيفة كعهدهم فى تغطية الأزمة السورية منذ بدايتها، وعلى أثر ذلك وجدت شبابا أعرفهم ليس لهم علاقة بفكر الإخوان يكتبون بوستات فى صفحاتهم على موقع الـ«فيس بوك» صدى لمزاعم هذه الفضائيات الخبيثة.
هؤلاء كما الشاب الذى حدثنى عن جريمة «كنيسة البطرسية» متشككا، يجب الانتباه إلى أن هناك من يستهدف سرقة عقولهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة