الإعلام الإسرائيلى يفضح لقاءات مسئولى "الجيش الحر" مع جنرالات إسرائيل
كشفت الفصائل والمليشيات السورية، الملقبة بـ"المعارضة المسلحة" لنظام الرئيس السورى بشار الأسد، مؤخرا، عن وجهها الحقيقى بصورة علنية، وخرجت على الملأ لتعلن وجود اتصالات وعلاقات قوية تربطها بدولة الاحتلال الإسرائيلى، بل وأكثر من ذلك وهو طلب الدعم اللوجستى منها وتحريضها ضد دمشق بتأييد ضربات جيش الاحتلال ضد الأراضى السورية.
ورحب منسق ما يسمى بجبهة الانقاذ الوطنى السورية المعارضة، فهد المصرى، بالتصريحات الصادرة من إسرائيل عن الأوضاع فى حلب، خاصة دعوة وزير الداخلية اليمينى المتشدد إريه درعى، إلى عقد جلسة طارئة فى مجلس الأمن الدولى حول الأوضاع فى المدينة، داعيا الإسرائليين للتظاهر من أجل التعبير عن تضامنهم مع السوريين والأوضاع فى مدينة حلب. كما رحب بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجادور ليبرمان، ووزيرة الخارجية السابقة تسيبى ليفنى، ضد سوريا، مشيرا إلى أن يجرى اتصالات مع القيادة الإسرائيلية بهذا الشأن.
الحدود السورية – الإسرائيلية
وقال منسق جبهة الانقاذ فى حديث خاص للإذاعة العامة الإسرائيلية، نشرته على عدة حلقات إذاعية خلال الأيام الأخيرة، "رسالتنا إلى الإسرائيلين شكّلت صدمة للجناح المتطرف فى النظام السورى وحلفائه"، على حد تعبيره.
وأضاف فهد المصرى الذى يزور إسرائيل حاليا بدعوة من مسئوليها السياسيين: "ندعو إسرائيل إلى إقامة منطقة آمنة فى الجنوب السورى، فحزب الله حاليا على وشك الانتهاء من بناء نفق جديد فى سهل الزبدانى يصل بين سوريا ولبنان لنقل الأسلحة، فهل ستقف إسرائيل تتفرج على هذا المشهد".
وفى تودد لدولة الاحتلال، قال: "سوريا الجديدة فى مرحلة ما بعد الأسد لن تكون دولة معادية لإسرائيل"، مرحباً بشدة بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى التى لمح فيها إلى تورط الجيش الإسرائيلى فى شن هجمات ضد قواعد تابعة للجيش السورى مؤخرا.
حوار بين نتانياهو وأحد المسلحيين السوريين المعارضيين للأسد
وحول الغارات الإسرائيلية على سوريا، التى شنها الطيران الإسرائيلى مؤخرا، قال: "تلقينا العديد من الاتصالات المهمة من العديد من الأطراف ونحن نرحب بتصريح وزير الدفاع ليبرمان ونعتبرها خطوة إيجابية أولى كنا ننتظرها منذ خمس سنوات".
وأضاف المصرى: "إذا أرادت إسرائيل خدمة أمنها وأمانها وأمن واستقرار الشرق الأوسط فعليها أن تتوقف عن منع سقوط حكم الأسد ويمكن لإسرائيل أن تساعد على حماية المدنيين فى سوريا بممارسة الضغط على موسكو لوقف استهداف المدنيين والمناطق السكنية"، على حد قوله.
يأتى ذلك فى وقت كشفت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلى، عن تعاون وثيق بين عناصر "الجيش السورى الحر" ، وإسرائيل، بالإضافة إلى تأكيد مراقبى الأمم المتحدة فى هضبة الجولان خلال السنوات الأخيرة عن وجود تعاون بين إسرائيل والمعارضة السورية على نطاق واسع.
وتكشف تقارير تابعة للأمم المتحدة، تفاصيل عن لقاءات جرت على الحدود بين ضباط وجنود الجيش الإسرائيلى ومسلحين من المعارضة السورية منذ عام 2013 وحتى الآن، حيث تعمل إسرائيل باستيعاب جرحى سوريين للعلاج الطبى فى أراضيها بتوجيهات من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو.
نتانياهو يطمئن على أحد المسلحيين السوريين المعارضين للأسد فى مستشفى إسرائيلية
كما أقام جيش الاحتلال على مقربة من الحدود السورية ـ الإسرائيلية مستشفى ميدانيا فى هضبة الجولان، بل ونقل جرحى سوريين للعلاج الطبى فى مستشفيات ميدانية فى صفد ونهريا داخل إسرائيل.
وتؤكد تقارير الأمم المتحدة التى كانت قد نشرتها الصحف العبرية مؤخرا، تعاون واسع النطاق بين إسرائيل والتنظيمات المسلحة المعارضة للرئيس بشار الأسد، يتمثل فى نقل المسلحين الجرحى إلى الجانب الإسرائيلى والعودة منه، وكذلك تقديم الدعم الإسرائيلى الإضافى الذى تمنحه للمعارضة.
وتدعى تل أبيب أن الجرحى المعالجين هم مواطنون يصلون إلى الجدار الحدودى بمبادرة منهم ودون تنسيق مسبق، لأنه لا يمكنهم الحصول على علاج طبى يلائمهم فى الجانب السورى، ولكن بعد ذلك، تم اكتشاف أن نقل الجرحى السوريين للعلاج فى إسرائيل، يتم بالتنسيق مع قادة الفصائل السوريين، حيث كشفت تقارير الأمم المتحدة فى نهاية عام 2014 وجود اتصال مباشر يجرى بين الجيش الإسرائيلى ومسلحين من تنظيمات المعارضة والمليشيات فى سوريا.
فيما كشفت التقارير الأممية نقل مسلحين جرحى من سوريا إلى الجانب الإسرائيلى وتسليمهم إلى الجنود الإسرائيليين، ففى التقرير تمت مناقشته بين أعضاء مجلس الأمن فى 3 من ديسمبر 2013، ذكر المراقبون الدوليين على الحدود المشتركة أنهم لاحظوا نقل عشرات الجرحى المسلحين من المليشيات السورية، إلى الجانب الإسرائيلى وتسليمهم إلى الجنود الإسرائيليين.
المعارضة السورية المسلحة
وفى مارس 2014، ذكر مراقبو الأمم المتحدة أن اللقاء بين الجنود الإسرائيليين ومسلحى المعارضة السورية يجرى قريبا من نقطة مراقبة رقم 85 للأمم المتحدة، وهى نقطة تقع جنوب هضبة الجولان، نحو كيلو مترين شمال شرق كيبوتس رمات مجشيميم، مما يؤكد وجود تنسيق عالى المستوى بين معارضو الأسد وتل أبيب.
وكشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن التعاون بين الجيش الإسرائيلى والمسلحين السوريين لا يشمل فقط نقلا للجرحى من جانب إلى آخر، بل أن جنود الجيش الإسرائيلى يسلمون المعارضة السورية "صناديق" غامضة تحتوى على معدات وأسلحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة