لا يزال الداخل الإيرانى يعيش حالة استياء شديدة من قرارات الكونجرس الأمريكى الأخيرة حول تمديد العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، والتى أشعلت حربا إعلامية بين التيارين المتنافسين الإصلاحى والمحافظ، خاصة المتشددين المعارضين للاتفاق النووى رغم القرارات التى اتخذها الرئيس الإيرانى حسن روحانى ردا على العقوبات أو انتهاك واشنطن للاتفاق النووى حسبما يرى الإيرانيون.
وهاجم التيار المتشدد فى إيران، وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، بسبب رسالة رسمية بعثها الأخير إلى مسئولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى فيدريكا موجرينى، طالب فيها بعقد اجتماع للجنة الاتفاق النووى المشتركة من أجل بحث الإجراء الأمريكى الأخير فى تمديد قانون العقوبات ضد إيران.
وواصلت وسائل إعلام المتشددين هجومها على ظريف، وقالت صحيفة جوان الإيرانية التابعة للحرس الثورى، ظريف طلب المساعدة مجددا من أوروبا لإنقاذ الاتفاق النووى. وأوضحت الصحيفة أن المسئولين الأوروبيين أيضا يتفقون على أن عدم التزام أمريكا بالتزاماتها يعد أكبر مانع أمام الاتفاق النووى، مشيرة إلى أن رسالة ظريف إلى موجرينى ستكون نتيجتها "لا شئ".
كما هاجمت صحيفة كيهان المتشددة وزير الخارجية الإيرانى، وتساءلت هل يعتقد فريق التفاوض النووى أن الطرف الآخر سوف يتفهم أدلتكم على انتهاك أمريكا للاتفاق النووى.
وقال حسين شريعت مدارى رئيس تحرير الصحيفة ونائب المرشد الأعلى المتشدد لشئون الصحافة "ينبغى على إيران أن تنتهك الاتفاق النووى، وتعود إلى النقطة الأولى".
وبعد قرارات روحانى الأخيرة التى وجه فيها صنع محركات نووية، اعتبر المتشددين من التيار المحافظ قرارت روحانى لا تتناسب مع السلوك الأمريكى تجاه الاتفاق، ولم تنتقد الصحيفة المتشددة التى - يرأس تحريرها حسين شريعمدارى نائب المرشد الأعلى للشئون الصحفية- فحسب بل انتقدت لحن خطابات روحانى التى وجهها إلى وزارة الخارجية ووكالة الطاقة الذرية.
واعتبر حسين شمسيان فى صحيفة كيهان المتشددة أن الاتفاق انتهى وفشل بشكل كبير، وأن قرارات روحانى أمس لا تعد قرارات استثنائية تجاه تمديد العقوبات الأمريكية، وانتقد الكاتب لهجة روحانى، وقال إن ما جاء فى خطابه لا يتناسب مع السلوك الأمريكى، زاعما أن صناعة دفع نووى كان ضمن قرارات البرلمان الإيرانى وتلكأت حكومة روحانى فى تنفيذه.
ويرى مراقبون أن قرارات روحانى تأتى فى ظل ضغوط يتعرض لها هو والفريق النووى المفاوض فى الداخل من قبل التيار المتشدد، وأنصار المرشد الأعلى على خامنئى، كما أن الهدف منها هو حفظ ماء الوجه أمام المجتمع الدولى عبر الدعايا الإعلامية والترويج للقرارات بشكل يظهر أن طهران أشهرت أوراقها وخيارات الطاولة أمام واشنطن، كما أنها تعد تهديدا أولى بأن طهران قادرة على اتخاذ قرارات أكبر من ذلك.
أمانو فى طهران
وعلى واقع الصراع النووى زار يوكيا أمانو، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران، اليوم الأحد، وأبلغته طهران شكواها، وأكد أمانو، وفاء طهران بالتزاماتها المتعلقة بالاتفاق النووى خلال ختام لقائه مع على أكبر صالحى، حيث أعرب أيضا عن ارتياحه من "إجراءات وفاء طهران بالاتفاق النووى".
وقال صالحى "راجعنا مع أمانو الاتفاقات السابقة وأبلغناه عتابنا، وأكد أن إيران لن تنتهك الاتفاق النووى ما دام الطرف الآخر ملتزم به".
وحول محركات الدفاع النووية قال صالحى أمامنا ثلاثة أشهر لدراسة هذه القضية فهى ليست قضية سهلة حتى نقرر اليوم ونبدأ غدا عمليات التنفيذ.
وأوضح أن "هذا المحرك يحتاج إلى وقود مخصب بنسبة تقل عن 5% وحتى 90% وأن هذا يتوقف على نوع المحرك ولأى أهداف يستخدم، ولكننا سنلتزم حتما بإطار الاتفاق النووى واتفاقيات الأمان ولن نفعل شيئا خارج إطارهما.
وتابع أمامنا ثلاثة أشهر للقيام بالدراسات الأولية فى هذا المجال قبل أن نقدم نتيجة ذلك فى تقرير إلى رئيس الجمهورية.
وتمخض عن اجتماعات مكثفة للجنة الرقابة على الاتفاق النووى فى إيران فى المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى، قرارات أوعز بها روحانى للأجهزة المعنية فى بلاده للعمل بالتعاون مع المراكز العلمية والبحثية على صياغة خطط تصميم محركات تعمل بالطاقة الذرية لاستخدامها فى النقل البحرى، وإطلاق إنتاج الوقود الذرى اللازم لهذه المحركات بالتعاون مع المراكز العلمية ومراكز البحث المتخصصة، وذلك ردا على تمديد واشنطن للعقوبات الأمريكية على طهران.
ويرى المراقبين أنه للوهلة الأولى ظن العالم أنه أمام "تمزيق إيرانى" للاتفاق النووى المبرم مع الدول الست فى يوليو 2015، وتسلح نووى جديد، لكن ردود الأفعال الروسية والأمريكية أن قرارات طهران ما هى إلا بالون اختبار جديد.
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد علي
السعوديون
السعوديون لا يهرولون عبثا في أمريكا، تمديد للعقوبات على إيران، وتعديلات على جاستا,