طفت قضايا وملفات عديدة خلال الساعات الـ24 الماضية على سطح الأحداث العالمية، مستقطبة الاهتمامات والأنظار، من اغتيال سفير روسيا فى تركيا، أندريه كارلوف، فى إطلاق نار بمتحف الفن الحديث بالعاصمة أنقرة، إلى حادث الدهس الذى شهده أحد أسواق الكريسماس العامة بالعاصمة الألمانية برلين، لتصبح هذه الحوادث، وقضايا أخرى تتصل بموضوعات ذات شأن عام، سواء رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والانتخابات التى شهدتها فى نوفمبر الماضى، أو الحرب فى اليمن، عناوين وتغطيات صحفية حاضرة بقوة فى عدد من كبريات الصحف العالمية.
اهتمت الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، بتسليط الضوء على اغتيال السفير الروسى فى أنقرة، أندريه كارلوف، وحادث دهس أشخاص فى سوق الكريسماس بالعاصمة الألمانية برلين، وعرضت تغطيات واسعة ومختلفة للحادثين، عبر تحليلات واستعراض للأسباب والتبعات، من صحافة أمريكا لبريطانيا لإسرائيل وإيران.
وول ستريت جورنال: حادث الشاحنة زعزع استقرار ألمانيا
وفى هذا الإطار، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن حادث الشاحنة التى دهست وقتلت 12 شخصًا على الأقل فى ألمانيا، زعزع أوضاع هذا البلد الأوروبى الذى كان فى حالة من الاستقرار، فى قارة عصفت بها الهجمات الإرهابية والاضطرابات السياسية.
وأشارت الصحيفة فى تغطيتها للحادث، إلى أن الأسواق المفتوحة التى تقام قبيل فترة الأعياد، تمثل واحدة من أبرز تقاليد الكريسماس فى ألمانيا، وتعود إلى عقود مضت، وكانت هناك مخاوف من حدوث هجوم على سوق الكريسماس، فى ظل تصاعد موجات الإرهاب فى أوروبا، وكانت هجمات باريس خلال العام الماضى قد أدت لتراجع الإقبال على هذه الأسواق فى ألمانيا، ولكن الحضور حقق أرقامًا قياسية فى بعض المدن هذا العام، رغم إعلان الشرطة عن محاولة صبى عراقى عمره 12 عامًا تفجير قنبلة محلية الصنع فى أحد الأسواق.
يأتى حادث برلين قبل تسعة أشهر من إجراء الانتخابات العامة فى ألمانيا، التى ستترشح فيها الستشارة الحالية أنجيلا ميركل لفترة رابعة، والتى حذرت الشهر الماضى من أنها لن تكون سهلة، وتذهب الصحيفة الأمريكية للقول إن سعى "ميركل" لإعادة انتخابها ربما يصبح أكثر صعوبة فى ظل الإحساس المتزايد بعدم الأمن، ومع إحساس الناخبين بالفعل بعدم الارتياح إزاء تدفق أكثر من مليون شخص من طالبى اللجوء، كثيرون منهم من منطقة الشرق الأوسط.
نيويورك تايمز: شاحنة برلين الحلقة الأحدث من القتل فى ألمانيا
من ناحية أخرى، وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، حادث شاحنة برلين بأنه الحلقة الأحدث من القتل، ضمن الحلقات التى هزّت ألمانيا خلال العامين الماضيين، عبر عديد من الهجمات التى تم ربطها بالإرهابيين، وبعضها بتنظيم "داعش"، وفى حين كانت هناك عديد من الهجمات فى ألمانيا، إلا أن أيًّا منها لم يكن واسع المدى، بينما شهدت فرنسا وبلجيكا هذا العنف فى شوارع المدن والملاهى الليلية وعلى الحافلات، وفى بريطانيا كان العنف السياسى الأحدث على يد متطرف معادٍ للهجرة.
واشنطن بوست: اغتيال السفير الروسى بأنقرة يخلق أزمة لأردوغان
بينما تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حادث اغتيال السفير الروسى فى أنقرة، أندريه كارلوف، وقالت إنه يخلق أزمة لرئيس تركيا رجب طيب أردوغان.
وأشارت الصحيفة فى تحليل لتداعيات حادث اغتيال أندريه كارلوف على يد ضابط شرطة تركى، فى أثناء مشاركته فى معرض فنى بأنقرة، إلى أنه برغم تصريحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأن الحادث لن يؤثر على الدفء فى العلاقات بين موسكو وأنقرة، ورغم أن البعض حذروا من المخاوف القلقة من احتمال انهيار الروابط بين البلدين، إلا أن "أردوغان" ما زال يواجه ورطة جيوسياسية محرجة.
بيل كلينتون يتهم مدير المباحث الفيدرالية FBI
بالتسبب فى خسارة "هيلارى" للانتخاباتفى سياق آخر، قالت صحيفة أمريكية، إن الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون ألقى باللائمة على مدير المباحث الفيدرالية FBI "جيمس كومى"، فى خسارة زوجته هيلارى للانتخابات الرئاسية أمام المرشح الجمهورى دونالد ترامب، بعد إعادة فتحه للتحقيق فى استخدامها لـ"سيرفر" خاص فى أثناء خدمتها كوزيرة للخارجية.
وقالت صحيفة "بدفورد باوند ريدج ريكورد ريفيو"، إن رئيس تحريرها قابل بيل كلينتون فى نيويورك بالصدفة، بعد خسارة هيلارى كلينتون للانتخابات فى نوفمبر الماضى، وإنه ألقى بالمسؤولية على كاهل "كومى"، حسبما نقلت عنها صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
ورغم إعلان جيمس كومى أن المرشحة الرئاسية غير مدانة بأية جريمة تستحق التقاضى، إلا أن التحقيق أعطى لمنافسيها فرصة كبيرة لمهاجمتها فى الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات، وقال بيل كلينتون إن "كومى" تسبب فى ضياع فرصة زوجته فى أن تكون أول رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية، مؤكّدًا أن موقفه كلفها الانتخابات، بحسب رئيس التحرير "إد باوم".
كما قال بيل كلينتون إن زوجته هيلارى كانت فى مقدمة استطلاعات الرأى، وفى طريقها للفوز بالولايات المهمة، قبل إعلان مدير المباحث الفيدرالية جيمس كومى عن إعادة فتح التحقيق فى شهر أكتوبر، طبقا لما أوردته "إندبندنت"، إذ أرسل خطابًا للكونجرس حول اكتشاف رسائل إلكترونية جديدة تتعلق باستعمال هيلارى لـ"سيرفر" خاص، معرضة الرسائل لخطر الاختراق.
واكتُشفت الرسائل الجديدة أثناء التحقيق فى قضية مع عضو الكونجرس السابق أنطونى وينر، وهو زوج "هوما عابدين" إحدى أهم مساعدات هيلارى، أما بيل كلينتون فأجاب عن سؤال عما إذا كان الرئيس المنتخب دونالد ترامب ذكيًّا، فقال: "إنه لا يعرف الكثير، هناك شىء واحد يعرفه، وهو كيف يغضب، الرجال البيض يصوتون له"، كما نقلت عنه الصحيفة البريطانية.
وزير الدفاع البريطانى يقر أمام البرلمان باستعمال السعودية قنابل عنقودية فى اليمن
على صعيد آخر، اعترف وزير الدفاع البريطانى "مايكل فالون"، باستخدام قوات التحالف الذى تقوده المملكة العربية السعودية، قنابل عنقودية بريطانية الصنع داخل اليمن، مشيرًا فى جلسة عقدها مجلس العموم البريطانى، اليوم الثلاثاء، إلى أن آخر مرة تم تصدير مثل هذه القنابل للمملكة كان عام 1989.
وبحسب ما نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن المملكة تعهدت بعدم استعمال تلك القنابل مجدّدًا، بعدما أقرت باستخدامها ضد أهداف عسكرية وصفتها بـ"المشروعة" داخل الأراضى اليمنية.
يذكر أن بريطانيا وقعت عام 2010 على معاهدة دولية تحظر استعمال الذخيرة العنقودية، وهى أسلحة تترك خلفها قنابل صغيرة تتفجر بعد وقت طويل من إطلاقها، وتتسبب فى مقتل مدنيين، وكان مجلس العموم البريطانى قد بذل كثيرًا من الجهود ومارس ضغوطًا واسعة على الحكومة لوقف مبيعاتها من السلاح للسعودية منذ شنها معارك ضد الحوثيين فى اليمن.
صحافة إسرائيل: دبلوماسى روسى يؤكد عدم تأثير الاغتيال على العلاقات مع تركيا
عودة لحادث اغتيال السفير الروسى فى أنقرة، إذ اهتمت الصحف الإسرائيلية باغتيال أندريه كارلوف، وقال نائب السفير الروسى فى إسرائيل، "ألكسى دروبنين"، إن واقعة اغتيال السفير الروسى فى تركيا لن تؤثر على العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وموسكو.
وأضاف "دروبنين" فى حوار مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن السلطات التركية تعهدت لروسيا بفتح تحقيق فى واقعة الاغتيال، وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة، كاشفًا النقاب عن وصول فريق من المحققين الروس إلى أنقرة، لمتابعة التحقيقات ومعرفة الجهة والأشخاص الذين دفعوا الشرطى التركى للقيام بهذه الحادثة.
وأكد نائب السفير الروسى فى إسرائيل، أنه بحكم موقعه الدبلوماسى يستطيع القول إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يرى الحادثة عملا إرهابيًّا يستهدف ضرب الجهود الرامية لتطبيع العلاقات بين أنقرة وموسكو، عقب حادثة إسقاط المقاتلة الروسية فوق سوريا فى نوفمبر من العام الماضى، وكذلك بعد توافق الرؤى بين البلدين فيما يتعلق بالملف السورى، لا سيما أن مطلق النار على السفير الروسى تحدث عن السبب الذى دفعه لذلك، وهو ما يحدث فى حلب.
وحول وجود اتهامات للحكومة التركية بالتقصير فى تأمين السفير الروسى، أكد الدبلوماسى الروسى فى إسرائيل أنه لا يمكن تأمين كل شخص فى أى مكان طوال الوقت، لكن واقعة اغتيال السفير ستدفع باقى الدول فى الشرق الأوسط لتأمين سفراء الدول الأجنبية، خاصة السفراء الروس.
صحافة إيران: اغتيال السفير الروسى ليس هجوما ارهابيا عاديا
وعل صعيد الصحافة الإيرانية، اهتمت الصحف الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، بحادث اغتيال السفير الروسى لدى تركيا، أندريه كارلوف، وقالت سارة معصومى فى صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، إن الحادث لا يمكن اعتباره هجومًا إرهابيًّا عاديًّا، لأن وقت وقوعه يشير إلى غضب اللاعبين فى سوريا الذين يسعون لحل الأزمة بعد 5 سنوات ونصف السنة، ويأتى ذلك بينما يجرى اجتماع ثلاثى، إيرانى تركى روسى، فى وقت تنتهى فيه الحرب فى حلب لصالح الحكومة المركزية السورية، مشيرة إلى ضعف موقف الأطراف المتباحثة على طاولة المفاوضات، وغضب التيارات الإرهابية المختلفة فى سوريا واللاعبين الإقليميين والدوليين الداعمين لهم فى المنطقة.
وفى السياق نفسه، ذكرت الصحف الإيرانية المختلفة، أن طهران منعت إقامة تجمعات احتجاجية أمام السفارة التركية لديها، احتجاجًا على الدور التركى فى الأزمة السورية، وعلى خلفية تظاهرة مماثلة لأنصار "أردوغان" أمام سفارة إيران فى تركيا، وتم تشديد الحماية على منزل السفير رضا هاكان تكين، والسفارة التركية فى العاصمة طهران، وذلك بعد دعوات جماعة أنصار حزب الله للتظاهر أمام السفارة.
فيما حذر محافظ طهران، سيد حسين هاشمى، من إقامة تلك الاحتجاجات دون تصاريح أمنية، مشيرًا إلى أن بلدية طهران لن تسمح بإقامة مثل هذا التجمع، وحذرت الشرطة من الأمر، ووصفت إقامة تجمعات أمام السفارات بالأمر غير القانونى، قائلة إنه فى حال إقامة تجمعات سيتم التصدى لها بالقوة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى إيران، دعوة لأنصار حزب الله وأعضاء قوات "الباسيج" الإيرانية، لإقامة تظاهرات أمام سفارة تركيا فى العاصمة طهران، احتجاجا على إجراءات أنقرة فى مدينة حلب السورية، ودعم تركيا لتنظيم داعش الإرهابى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة