كواليس ليالى الرعب الإسرائيلى قبل قرار وقف "الاستيطان" بمجلس الأمن.. مناورات مصر الدبلوماسية تربك قادة الاحتلال.. ونتانياهو يتوسل "ترامب" للتدخل.. وأوباما يصفعه بعدم استخدام "الفيتو"

السبت، 24 ديسمبر 2016 08:29 م
كواليس ليالى الرعب الإسرائيلى قبل قرار وقف "الاستيطان" بمجلس الأمن.. مناورات مصر الدبلوماسية تربك قادة الاحتلال.. ونتانياهو يتوسل "ترامب" للتدخل.. وأوباما يصفعه بعدم استخدام "الفيتو" مجلس الأمن الدولى - أرشيفية
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ـ هآارتس: القاهرة استغلت انشغال إسرائيل بمناقشة ميزانيتها بالكنيست وطرحت مسودة القرار على أعضاء المجلس

 

ـ نتانياهو دون على تويتر فجر الخميس لمطالبة واشنطن بفرض "الفيتو"

 

كشفت وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، السبت، تفاصيل دقيقة عن ليالى الرعب التى عاشتها إسرائيل منذ مساء الأربعاء حتى ليلة الجمعة أمس، والتى أنتهت بـ"كابوس" غير متوقع بإصدار مجلس الأمن الدولى أول قرار من 36 عاما ضد الاستيطان بالأراضى الفلسطينية المحتلة بأغلبية ساحقة، رغم كل محاولاتها المكثفة على مدار 48 ساعة لصده.

 

وقالت صحيفة "ها آرتس" الإسرائيلية، أنه بعد "دراما دبلوماسية" استغرقت 15 ساعة، يوم، الخميس الماضى فرحت إسرائيل، مؤقتا بتأجيل التصويت فى مجلس الأمن الدولى على مشروع القرار ضد المستوطنات، بعد مطالبتها المساعدة من الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، وإجرائها العديد من الاتصالات فى مقر الأمم المتحدة فى نيويورك ومع عدة عواصم فى العالم لوقف القرار.

 

تحركات إسرائيل لعرقلة المشروع المصرى

ولعرقلة التحركات المصرية، عقد بنيامين نتانياهو، جلسة طارئة للمجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر للشئون الأمنية والسياسية "الكابنيت" مساء، الخميس، وأوضح عدد من الوزراء خلالها أنه لا تزال هناك إمكانية لتكرار طرح المشروع للتصويت خلال الفترة القليلة المقبلة، وهو ما حدث بالفعل صباح يوم أمس الجمعة بإعلان كلا من فنزويلا والسنغال وماليزيا ونيوزيلاندا، إعادة طرح مشروع القرار المصرى ضد الاستيطان للتصويت عليه فى نفس اليوم.

 

وقال وزير إسرائيلى، طلب التكتم على اسمه للصحيفة العبرية، إنه تم خلال الجلسة التى استغرقت ساعة ونصف، التأكيد أمام بقية الوزراء بأن التقدير لدى وزارة الخارجية وديوان رئيس الحكومة هو أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لم ينو فرض "الفيتو" على القرار لو تم طرحه للتصويت.

 

وقال الوزير الذى لم يذكر اسمه: "لم يتم الغاء حالة التأهب، والخطر لم ينته، الحدث حى وطازج ويتنفس، وكل شيء مفتوح ويمكن لدولة اخرى أن تقدم اقتراحا مشابها خلال أيام، وهدفنا هو الضغط على أوباما بوسائل مختلفة كى يفرض الفيتو وفى المقابل، ضمان، تأجيل التصويت إلى أبعد ما يمكن من اجل اجتياز تاريخ العشرين من يناير ودخول ترامب إلى البيت الأبيض".

 

وقد بدأت القضية ليلة الأربعاء والساعات الأولى من صباح يوم الخميس الماضى، عندما وزعت البعثة المصرية فى الأمم المتحدة على الدول الأعضاء فى مجلس الأمن، مشروع قرار ضد المستوطنات بالقدس والضفة الغربية، وطلبت التصويت عليه فى اليوم التالى الخميس، الساعة العاشرة ليلا حسب توقيت إسرائيل.

 

وكانت إسرائيل قد عملت خلال الأشهر الأخيرة فى ظل الافتراض بأنه سيتم حتى نهاية ولاية أوباما فى 20 يناير 2017، تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن فى الموضوع الإسرائيلى – الفلسطينى.

 

وركز التعقب الاسرائيلى على مشروع قرار فلسطينى ومشروع قرار نيوزلندى، لكنه ساد الشعور بأن ذلك لن يتم هذا الأسبوع، ولذلك فان توقيت الخطوة ليلة الخميس وحقيقة قيام مصر بدفع القرار فاجأت وزارة الخارجية وديوان نتانياهو فى القدس المحتلة، بشكل كبير، حيث لم تنذر مصر إسرائيل مسبقا بتقديم مشروع القرار.

 

نتانياهو يتسغيث بواشنطن عبر "تويتر"

وبحسب صحيفة هاآرتس، وصلت التقارير حول الخطوة المصرية إلى نتانياهو فى منتصف الليل، فى ذروة التصويت على ميزانية الدولة بالكنيست الإسرائيلى، وفى الساعة الثالثة فجرا، حسب توقيت اسرائيل، ساعات المساء حسب توقيت واشنطن، سارع نتانياهو للكتابة على حسابه فى "تويتر" يتوسل الولايات المتحدة قائلا: "يجب على الولايات المتحدة فرض الفيتو على القرار المعادى لإسرائيل فى مجلس الأمن".

 

وبعد تغريدة نتانياهو على "تويتر"، بدأت وزارة الخارجية الإسرائيلية ومجلس الأمن القومى الإسرائيلى التحرك فورا والدخول فى سباق دبلوماسى حول العالم، شارك فيه أيضا نتانياهو، الذى الغى جدول أعماله ليوم الخميس من أجل معالجة مشروع القرار فى مجلس الأمن.

 

وقال مسئول إسرائيلى رفيع أن الهدف كان تأجيل التصويت من اجل اكتساب الوقت لتفعيل الضغط الدبلوماسى على أوباما لكى يفرض "الفيتو" أو اقناع المصريين بالتراجع عن خطوتهم، مضيفا أن التخوف الكبير من الخطوة المصرية نبع من افتراض إسرائيل بأن مصر نسقت الأمر مع البيت الأبيض.

 

أوباما يتخلى عن "الفيتو" ويصفع إسرائيل

وأوضح المسئول الإسرائيلى أن التقدير فى إسرائيل كان ولا يزال، بأن أوباما لا ينوى فرض "الفيتو" على القرار، وإنما الامتناع فقط لتمكين مجلس الأمن من تبنيه.

 

وتعزز التخوف فى إسرائيل من التوجه الأمريكى بعد وصول معلومات صباح الخميس، تشير إلى قيام وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، بإعداد خطاب مسبق وخاص فى الموضوع الإسرائيلى – الفلسطينى، كان ينوى إلقائه قبل عدة ساعات من موعد التصويت.

 

وواصلت إسرائيل طوال ساعات نهار الخميس تفعيل الضغط العلنى على أوباما، حيث قال مسئول إسرائيلى رفيع أخر أن التصويت فى مجلس الأمن، هو محاولة أخيرة من قبل الرئيس أوباما لعمل شىء ضد المستوطنات.

 

ووجه المسئول الإسرائيلى رسالة مباشرة إلى أوباما جاء فيها: "إن إسرائيل تتوقع من الولايات المتحدة الالتزام بالسياسة طويلة الأمد، التى تتجاوز الحكومات، وتقول إن المفاوضات تجرى بشكل مباشر، إذا لم تفرض الولايات المتحدة الفيتو فهذا يعنى خرق التزاماتها، سيعنى ذلك التخلى عن موقف تقليدى، قبل لحظة من استبدال الإدارة".

 

كما حاولت تل أبيب الضغط على مصر، حيث قالت "هاآرتس" أن مسئولون كبار من إسرائيل ودبلوماسيين غربيين أكدوا أن ديوان نتانياهو مارس منذ ساعات صباح الخميس ضغطا على مسئولين مصريين فى محاولة لتأخير التصويت، مشيرين إلى أن رسالة إسرائيل لمصر هى أن الخطوة التى قامت بها لا تتفق مع العلاقات الجيدة بين البلدين والتعاون الأمنى، وستؤدى إلى المس الخطير بإسرائيل.

 

فى وسط ذلك، دخلت الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتانياهو فى حالة أزمة واسعة النطاق، وفى إطار جهودها لصد الخطوة المصرية، توجه السفير الإسرائيلى لدى واشنطن رون دريمر، وجهات إسرائيلية اخرى إلى مستشارى الرئيس المنتخب دونالد ترامب لكى ينشر بيانا ضد القرار فى مجلس الأمن، ونتيجة لذلك تم نشر بيان من قبل ترامب ساهم فى قرار مصر تأجيل التصويت.

 

ترامب يتدخل

وحوالى الساعة الرابعة عصر الخميس، بتوقيت إسرائيل، كتب ترامب فى بيانه: "إن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين يجب أن يتم فقط كنتيجة للمفاوضات المباشرة بينهما، وليس بقرار قهرى من الامم المتحدة، مضيفا: "إنه اذا تم تمرير القرار فى مجلس الأمن فان ذلك لن يكون عادلا تجاه اسرائيل وسيضعها فى مكانة متدنية فى كل مفاوضات مستقبلية"، حسب تعبيره.

 

فيما نشر دريمر مساء الخميس على حسابه فى "تويتر" أن إسرائيل تقدر الدعوة الواضحة التى اطلقها ترامب لفرض الفيتو على القرار المعادى لإسرائيل، مضيفا أن الضغط الاسرائيلى إلى جانب بيان ترامب ضد القرار جعلا مصر تؤجل التصويت.

 

وكان نتانياهو قد دعا إلى جلسة طارئة للمجلس الوزارى المصغر فى الساعة الخامسة من مساء الخميس، تمهيدا للتصويت، لكنه بعد ساعة من دعوته تلك نشر ترامب بيانه، وتغير التوجه، فبعد ساعات بدا فيها أن التصويت سيتم، أعلنت مصر رغبتها بتأجيله ليوم واحد على الأقل من أجل إجراء مشاورات أخرى بين وزراء خارجية الجامعة العربية.

 

كلمة كيرى تزيد حالة الذعر

ما زاد من حالة الذعر فى تل أبيب كانت الأخبار التى تحدثت عن أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى سيلقى كلمة، سيشرح فيها، بحسب ترجيحات السياسيين الإسرائيليين، السبب وراء سماح الولايات المتحدة بتمرير مشروع القانون، وعلى الفور قام نتانياهو بعقد جلسة طارئة للمجلس الوزارى الأمنى وإطلاعه حول الجهود الدبلوماسية التى يبذلها هو ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومى لمنع تمرير مشروع القرار.

 

وبعد جلسة المجلس الوزارى أجرى نتانياهو اتصالا هاتفيا مع كيرى، فيما أجرى ترامب اتصالا مع الرئيس السيسى بعد اعلان مصر عن تأجيل التصويت.

 

وعقب ذلك أنهال سيل الشائعات استمر بالتدفق ولساعات لم يكون واضحا ما الذى حدث بالضبط فى الإتصالات وراء الكواليس والتى شملت تل أبيب والقاهرة وواشنطن ونيويورك، و"بالم بيتش" فى ولاية فلوريدا، حيث يواصل ترامب حاليا تشكيل فريقه وإصدار تصريحات بشأن سياساته.

 

إعادة طرح مشروع القرار للتصويت عليه

وحدث ما خشيت منه دولة الاحتلال، فبعد ساعات من إعلان مصر تأجيل التصويت على مشروع القرار، أعلنت 4 دول أعضاء غير دائمين بمجلس الأمن صباح يوم الجمعة، وهى فنزويلا والسنغال ونيوزيلندا وماليزيا بطرح المشروع مساء نفس اليوم للتصويت عليه وهو ما فاجئ تل أبيب وأربك حساباتها مرة أخرى.

 

وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن القرار تم التصويت عليه بالفعل، وتم المصادقة عليه بأغلبية ساحقة وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت ضد أو استخدام حق النقض "الفيتو" فى خطوة نادرة، من جانب واشنطن تجاه حليفتها تل أبيب، وتم تبنى القرار الذى ايده 14 عضوا فى المجلس من أصل 15 عضو.

 

قرار وقف الاستيطان

وطالب المجلس خلال جلسته إسرائيل بوقف الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية، وعلا التصفيق فى قاعة المجلس بعد تبنى القرار، وهو الأول الذى يصدره المجلس حيال النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين منذ 8 أعوام.

 

وقال السفير الإسرائيلى لدى المنظمة الدولية دانى دانون، أن بلاده توقعت أن تلجا واشنطن إلى استخدام "الفيتو" ضد هذا القرار الذى وصفه بـ"المشين" مضيفا: "أنا واثق بان الإدارة الأمريكية الجديدة والأمين العام الجديد للأمم المتحدة سيبدآن مرحلة جديدة على صعيد العلاقة بين الأمم المتحدة وإسرائيل".

 

ويطلب القرار أن توقف اسرائيل فورا وفى شكل تام كل الأنشطة الاستيطانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، كما يعتبر أن المستوطنات الإسرائيلية ليس لها أى أساس قانونى وتعوق فى شكل خطير فرصة حل الدولتين الذى يقضى بإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، كما تعتبر المستوطنات عائقا رئيسيا أمام جهود السلام لأنها مقامة على أراض يريدها الفلسطينيون ضمن دولتهم المقبلة.

 

فيما أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، اليوم السبت، أن مصر، باعتبارها شريكاً رئيسياً فى رعاية أية مفاوضات مستقبلية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة، كان من المهم أن تحافظ على التوازن المطلوب فى موقفها لضمان حرية حركتها وقدرتها على التأثير على الأطراف فى أية مفاوضات مستقبلية بهدف الوصول إلى تسوية شاملة وعادلة تضمن استرجاع كافة الحقوق الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة