قرأت لك.. "أقنعة ديكارت": الفيلسوف الفرنسى أنكر الشيطان ثم عاد واعترف به

الإثنين، 26 ديسمبر 2016 07:00 ص
قرأت لك.. "أقنعة ديكارت": الفيلسوف الفرنسى أنكر الشيطان ثم عاد واعترف به غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يدعى رينيه ديكارت أن فلسفته فلسفة الوضوح والتميز، مما يعنى أنها فلسفة واضحة الدلالة ولا تحتمل أكثر من تفسير، فهل هذا الادعاء حقيقى؟ وهل الفلسفة الديكارتية محكمة الدلالة.. أم أنها على العكس فلسفة تثير الاشتباه!". بهذا التساؤل طرح الكاتب الدكتور محمد عثمان الخشت كتابه "أقنعة ديكارت العقلانية تتساقط"، والصادر فى طبعة حديثة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

ويسعى المؤلف للصعود فى إصداره من الشرح النصى إلى التأويل الفلسفى، عبر قراءة المذهب الديكارتى واللاهوتى للوقوف على مدى عقلانيته ولا عقلانيته، للوصول إلى المعنى الباطنى للمذهب والذى يتخفى وراء اللفظ الظاهرى، فى محاولة لكشف المسكوت عنه بعيدًا عن المراوغة الأيدولوجية.

ويتناول "الخشت" مفهوم الشيطان فى بنية تفكير "ديكارت"، ويرى فى "الإله والشيطان آليتان دينيتان فى تفكير ديكارت"، مواقف ديكارت المشبوهة -أى تحتوى على نصوص ومواقف فلسفية متشابهة- إذ أن تعدد التفسيرات وتباينها أكبر دليل على أن النسق الديكارتى غير واضح، وأن منهجه يتسم بالغموض أحيانًا، وعدم الصرامة المنطقية، بل إن ثمة ثنائية فى فلسفة ديكارت تكشف عن تناقضات فى مواقفه.

ويرى المؤلف أن "ديكارت" يعاكس بفلسفته مكونًا من مكونات الإيمان المسيحى، الذى يؤمن بوجود شيطان ماكر يلعب دورًا رئيسيًا فى محاولة إضلال بنى الإنسان، وإنه من الممكن هزيمته عن طريق الاتحاد بالمسيح بالإيمان والصلاة، التى تساندها دوماً صلاة يسوع.

فيما إن موقف ديكارت -بحسب تعبير "الخشت"- تجاه الفكر المسيحى الخالص يثير الاشتباه، فرغم أن آلية النجاة الفلسفية عند ديكارت تتوحد فى "الفكر" حيث يقول "فيلضلنى ما شاء فما هو بمستطيع أبدًا أن لا يجعلنى لا شىء، مادام يقع فى حسبانى أنى شىء، فينبغى على، وقد رويت الفكر ودققت النظر فى جميع الأمور أن أنتهى إلى نتيجة وأخلص إلى هذه القضية (أنا كائن وأنا موجود) قضية صحيحة بالضرورة كلما انطلقت بها وكلما تصورتها فى ذهنى".

وأكد المؤلف حول أسبقية الفكر لدى ديكارت على وجود الضامن الإلهى من خلال مقولته الشهيرة "أنا أفكر إذن أنا موجود"، إلا أن الاشتباه فى موقف ديكارت تظهر فى بعض نصوص كتابه "التأملات فى الفلسفة الأولى"، والتى جاءت صيغتها العامة كتأكيد على يقين الصدق الإلهى وأن الله هو الضامن لصحة الفكر نفسها ومن تلك النصوص: "لعل الله لم يشأ إضلالى على هذا النحو، لأنه -سبحانه كريم- إذا كان مما يتنزه عنه الله واسع الكرم والرحمة أن يكون قد خلقنى عرضة لضلال مقيم، فيبدو كذلك مما لا يليق بمقامه أن يأذن بوقوعى فى الضلال أحيانا".

ويستدل الكاتب بآراء بعض مؤرخى الفلسفة والذين اكتشفوا الدور الفاسد لدى ديكارت، حيث يقول: "إن أسبقية الفكر عند ديكارت هى الرأى الأكثر شيوعًا بين الكثيرين من مؤرخى الفلسفة، لكن هناك من يقولون بوجود دور منطقى بين الفكر والوجود الإلهى عند ديكارت وهذا ما قاله معاصروه أنفسهم (فقد اكتشفوا لديه دورًا فاسدًا، إذ لا سبيل إلى البرهان على وجود الله إلا بالاتكال على بداهة الأفكار الواضحة والمتميزة، ولا سبيل إلى الاتكال على هذه البداهة إلا إذا قام البرهان على وجود الله)".

ويستشهد المؤلف بديف روبنسون وكريس جارات حيث يقولان "الأمر السئ هو إن حجة ديكارت أصبحت الآن سيئة السمعة لكونها كما يقال: "دور ديكارتى" فديكارت يستخدم ما يريد البرهنة عليه كمقدمة من مقدماته، فليس فى استطاعتك أن تضمن قاعدة "الوضوح والتميز" من إله يقول الحقيقة إذا كنت تزعم بالفعل أنه موجود بسبب أن لديك فكرة واضحة ومتميزة عنه فى ذهنك، فإذن ديكارت يحتاج إلى الله ليضمن قاعدة الوضوح والتميز ويحتاج إلى قاعدة الوضوح والتميز ليضمن وجود الله".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة