لن تستطع حبس دموعك عند سماع قصص عشرات الهاربين من الحرب السورية، وتعرف منهم كيف خسروا أهلهم وبيوتهم وأرضهم بدون ذنب، ولكن رغم المآسى والقصص فادحة الخسارة والإيلام، هناك جانب مفرح قد تصادفه وأنت تستمع إلى قصص النجاح والخطوات الثابتة على طريق الحياة الجديدة بعد الهروب من الجحيم.
ملايين اللاجئين السوريين فرّوا من سوريا مع تصاعد الأزمة فى مارس 2011، وبحلول العام 2015 تم تسجيل أكثر من ستة ملايين لاجئ فى دول الجوار، خصوصًا الأردن ولبنان وتركيا والعراق، وعلى الأرجح يوجد عشرات آلاف آخرين من اللاجئين غير المسجلين، ويقدر عدد من ينتظرون التسجيل بحوالى 227 ألف شخص، وبينما نستعد لوداع 2016 واستقبال 2017، يستعيد "اليوم السابع" صورًا إيجابية لسوريين تجاوزا أزماتهم، ولبشائر حياة جديدة تتشكل وتكتمل فى أوطانهم البديلة، عبر 9 مشاهد خلال العام 2016، ترد الروح بعد سنوات التوهة والألم.
لم شمل لاجئة سورية مع شقيقتها بكندا
لم شمل لاجئة سورية مع شقيقتها بكندا
فى اليوم الأخير من 2015، وصلت اللاجئة السورية "ليلى" إلى مطار أدمونتون الكندى، ليلتئم شملها مع شقيقتها الصغيرة، بعد أن افترقتا لمدة طويلة، وعاشت شقيقتها فى كندا لمدة 16 سنة، قبل أن تسمح الأيام باللقاء الصعب، وتتعانق الشقيقتان وعيونهما دموع الحزن والفرح مختلطة وساخنة.
عاشت ليلى "45 عاما"، وشقيقتها غارنيت "35 عاما" فى الماضى بلبنان، وهاجرت غارنيت إلى كندا فى 1999، ولكن فى العقد الماضى ظلت تعانى من اعتلال كليتها، واضطرت إلى غسل الكلى لمدة 9 ساعات يوميًّا للحفاظ على حياتها، وانتقلت ليلى إلى سوريا بعد أن كبرت، وعاشت هناك، ولكن الحرب الأهلية السورية اضطرت ليلى وعائلتها أن ينضموا لقافلة اللاجئين قبل سنتين ونصف السنة، ليعيشوا فى مخيم بلبنان، قبل أن تطير "ليلى" للقاء شقيقتها.
اللاجئ الذى عرقلته المصورة يبدأ حياته فى إسبانيا
اللاجئ الذى "عرقلته المصورة " يبدأ حياته فى إسبانيا
أثار المشهد الذى وقع خلال رحلة هجرة للاجئين فى سبتمبر عام 2015، حينما عرقلت المصورة بقدمها لاجئًا يحمل طفلا أثناء محاولته الفرار من أيدى شرطى فى مدينة "روزكى" جنوب المجر، لتسقطه والطفل أرضًا، حالة واسعة من الجدل والاعتراض والاستهجان، وكان مئات المهاجرين قد حاولوا فى هذا اليوم اختراق طوق أمنى فرضته الشرطة قرب الحدود مع صربيا، ما جعل هذا اللاجئ وطفله يحظيان بانتباه الناس، ولحسن الحظ فقد توفرت لهما فرصة بدء حياتهما الجديدة فى إسبانيا، وأصبح اللاجئ مدرّبًا لكرة القدم بالعاصمة مدريد.
لاجئون يتدربون على "كونغ فو شاولين" بألمانيا
لاجئون يتدربون على "كونغ فو شاولين" بألمانيا
يسعى اتحاد الألعاب الرياضية بالعاصمة الألمانية "برلين" لمساعدة الأطفال اللاجئين، وتسهيل تأقلمهم على الحياة الجديدة فى الوطن البديل، وذلك من خلال تنظيم أنشطة رياضية تجذب اهتمامهم، وفى هذا الإطار يتدرب عدد من اللاجئين السوريين على "مونغ فو شاولين" فى ألمانيا، فى صورة مبهجة للقدرة على تجاوز الصعوبات والظروف الصعبة، والنجاح فى العمل والاندماج فى الحياة مرة أخرى.
ألمانيا تطلق تطبيقا لمساعدة اللاجئين على اعتياد الحياة الجديدة
ضمن المشاهد الإيجابية التى كان اللائجون السوريون على موعد معها فى 2016، ما لجأت إليه الحكومة الإلمانية فى إطار جهودها لدمجهم، إذ أطلقت تطبيق "Ankommen" لمساعدة اللاجئين على تعوّد الحياة الجديدة فى أسرع وقت، ويمكن تحميل التطبيق مجانا من خلال سوق "Google Play"، وقد شارك مكتب شؤون الهجرة واللاجئين الألمانى، ومكتب التوظيف الألمانى، ومعهد "جوته"، فى تقديم محتويات التطبيق، وقدم راديو بافاريا خدمة ترجمة محتويات التطبيق، واستشارات التعليم.
ويصدر التطبيق حاليًا باللغات العربية والإنجليزية والفارسية والفرنسية والألمانية، ولا يتطلب استخدامه اتصالا بشبكة الإنترنت، ويمتاز بتوفير دروس اللغة الألمانية، ومعلومات السكن، وكيفية الحصول على فرصة عمل، وخطوات تقديم طلب التدريب، وإضافة إلى ذلك يقدم التطبيق معلومات بشأن القيم الألمانية والعادات والتقاليد المحلية، ويوفر النصائح ذات الصلة بالحياة للأجانب.
صينى يعيش فى تركيا لمساعدة اللاجئين السوريين
صينى يعيش فى تركيا لمساعدة اللاجئين السوريين
وصل الناشط الصينى "وو تشن" إلى تركيا فى نهاية العام 2014، للمشاركة فى مساعدة اللاجئين السوريين، "وو تشن" المنتمى لمقاطعة "تشجيانج" الصينية أُعجب بتركيا، ويعيش الآن فى العاصمة أنقرة، لمساعدة أسر اللاجئين الفارين من جحيم الحرب فى سوريا.
سورى يتبنى مئات القطط الفارة من الحرب فى حلب
سورى يقرر البقاء فى حلب من أجل مئات القطط
بعد أن أصبح كثيرون من السوريين مرغمين على الهجرة من حلب إلى مدن سورية أخرى، أو حتى اللجوء خارج سوريا، بسبب حالة الحرب التى تسيطر على المدينة، والتى دمرت كثيرًا من معالمها، رفض الشاب السورى محمد علاء الجليل ترك مدينته، لأنه اكتشف أن العديد من العائلات قد هاجرت وتركت عشرات القطط خلفها، وشعر "الجليل" بمسؤولية تجاه تلك القطط التى لا تجد من يرعاها ويقدم لها الأكل والمأوى، فقرر البقاء فى المدينة من أجلها.
لاجئ سورى ينقذ عروسًا كندية من موقف محرج
لاجئ سورى ينقذ عروسًا كندية من موقف محرج
فوجئت عروس كندية يوم زفافها بتمزق فستان العرس الأبيض، بينما كانت تحضّر للحظات الأخيرة لبدء الاحتفال، ولم يعد بإمكانها ارتداء الفستان، وكان الحل الوحيد المتاح للعروس "جو دو" وعائلتها، التوجه إلى أحد الجيران، لعلهم يجدون قماشًا أو خيطًا وإبرة لإصلاح الفستان، لكن جارهم أخبرهم أن لديه حلاً أفضل، وكانت المفاجأة أنه يستضيف عائلة سورية فى منزله، وأن رب الأسرة كان يعمل خياطًا فى حلب قبل لجوئه لكندا.
الخياط الذى يُدعى إبراهيم خليل دودو، وصل إلى كندا قبل 4 أيام فقط، ونظرًا لعدم تمكنه من التحدث بالإنجليزية، استخدم أهل العروس موقع جوجل للترجمة وطلب المساعدة منه، وبالفعل توجه بعدها للخياطة، وأصلح الفستان، ليبدأ الحفل فى موعده دون تأخير.
وقال العريس "إيرل لى" تعليقًا على الموقف: "حظنا سعيد جدا"، وقالت العروس "جو دو": "لقد أنقذ يوم زفافنا، لا يستطيع تصور كيف كان زفافنا سيصبح بدونه، إن الزفاف حدث مهم فى حياتنا، وهو جعل كل شىء جميلا".
تطبيق جديد على الهواتف يساعد اللاجئين فى استراليا
تطبيق جديد على الهواتف يساعد اللاجئين فى استراليا
أبرز ما يواجهه كثيرون من اللاجئين فى أوطانهم البديلة، المشكلات المتعلقة بالفروق الثقافية والاختلافات فى أنماط الحياة، واللغة وحالة الطقس، ولكن مع الهاتف الذكى قد يتغير كل هذا، فقد أطلقت منظمة (SSI) الداعمة للاجئين، بالتعاون مع مبادرة الصحة النفسية (Beyond Blue)، تطبيق "New Roots" لمساعدة اللاجئين الذين حصلوا على مأوى فى استراليا.
يتضمن التطبيق نصائح وآليات عملية لمساعدة اللاجئين، تساهم فى تسريع الاندماج فى المجتمع الجديد، وتقديم الرعاية الصحية، وتوصيلهم لحالة من السكينة والحفاظ على الجسم والعقل، والتواصل مع أفراد المجتمع الجديد.
وقال مسؤول فى منظمة SSI الداعمة للاجئين، إن هدف تطوير التطبيق هو مساعدة اللاجئين على بناء الصحة النفسية وضمان حياة مريحة لهم بعد اللجوء إلى استراليا.
زيارة لمركز تعليم مبكر للاجئين فى لبنان
زيارة لمركز تعليم "مبكر" للاجئين فى لبنان
يواجه الأطفال السوريون أزمة تعليم خطيرة، فمنذ اندلاع الأزمة فى مارس 2011، نزح مليون لاجئ على الأقل إلى لبنان، منهم نحو 500 ألف طفل، وحسب إحصاءات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك 400 ألف طفل لاجئ سورى بلبنان فى سن المدرسة، فى حين دخل 150 ألفًا فقط منهم المدارس. وأكدت مديرة التوجيه والإرشاد فى وزارة التربية والتعليم العالى اللبنانية، صونيا خورى، أن الحكومة اللبنانية تواصل توسيع مقاعد المدارس الرسمية لاستيعاب 50 ألف طفل سورى جديد، مضيفة أن لبنان يؤسس 90 مدرسة رسمية جديدة كل عام منذ اندلاع الأزمة السورية، وأن 1250 مدرسة استقبلت 65000 لاجئ سورى فى عام 2015.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة