مرت على مصر فترات من الاحتلال المختلفة، وإذا تحدثنا عن عصرها الحديث بدءا من الحملة الفرنسية وصولا للاحتلال البريطانى وحتى احتلال جيش الاحتلال الإسرائيلى لسيناء، سنجد أن هناك كنوزا وتراثا فرعونيا قيما من مسلات وقطع أثرية كبيرة وصغيرة تم نقلها فى ذلك الوقت لتعرض فى شوارع ومعارض ومتاحف هذه البلاد الأجنبية ولم نتمكن من استرجاعها بعد.
وفى هذا السياق، قال الدكتور شعبان عبد الجواد، رئيس قطاع الآثار المستردة، إن أول خطوة فى البحث عن الآثار المسروقة من مصر خلال فترات الاحتلال هى حصر شامل لها ببيانات ومستندات تثبت أنها غير بشكل غير شرعى من البلاد، ولكنه أكد صعوبة توافر هذه المستندات لأكثر من السبب.
وأضاف عبد الجواد، أن الأسباب تتمثل فى هذه الصعوبة غياب أوراق لهذه القطع الأثرية فى ذلك الوقت من الاحتلال مثل التى تمت سرقتها وقت الحملة الفرنسية أو الاحتلال البريطانى، وكذلك أن النظام كان مواليا للاحتلال فى هذا الوقت فكيف لى أن أقول للحرامى أين الأوراق وهو النظام نفسه فى ذلك الوقت.
كما أشار "عبد الجواد" إلى أن المسروقات التى أخذتها إسرائيل خلال عدوانها واحتلال لسيناء لم تكن معلومة، لأنهم نقبوا عن الكثير منها وسرقوها، ولم يعلم منها أحد إلا التى كشف عنها رئيس وزرائهم فى اعترافات له وبالفعل يستعيدون هذه القطع، حتى إنهم استرجعوا تابوتين مميزين وقريبا سيعيدون آثار أخرى، ففكرة السرقة هذه تتم مواجهتها بشكل كبير لأنهم بالفعل أمام مافيا كبيرة، مؤكدا "استرددنا أكثر من 260 قطعة أثرية فى 2016 وهناك قطع أخرى فى طريقنا لاستردادها وهذا يعد رقما قياسيا جديد لنا".
وأوضح عبد الجواد أن اتفاقية اليونسكو لسنة 70 من أبرز الاتفاقيات التى تتعامل معها الوزارة لاسترداد الآثار المصرية من الدول الأجنبية، وأنها لم تطبق بأثر رجعى وهذا ما نعمل على تغيره لنتمكن من استرجاع آثارنا التى سرقت على مر العصور، مضيفا أن القطاع يتابع أى قطعة أثرية سواء تعرض فى مزادات أو متاحف دون ورق إثبات مشروعيتها لاسترجاعها مرة أخرى لأرض الوطن.
وإذا تحدثنا عن بريطانيا فيكفى أن نكتشف أن حجر رشيد هناك فقد أخذه البريطانيون من القوات الفرنسية، ووضعوه فى المتحف البريطانى، خاصة بعد أن ساعد نابليون خلال الحملة فى فك شفراته ومعرفة أهميته العظيمة، كما يخصص المتحف البريطانى 7 غرف لعرض الآثار المصرية القديمة، التى تتنوع بين تماثيل أثرية ومومياوات وأثاث ومجوهرات وبرديات تاريخية وطبية ولا نعلم ماذا تم نقله بشكل مشروع سواء هدايا أو بموجب التقسيم الخاص باكتشاف الاثريات قديما وماذا انتقل خلال فترة الاحتلال.
وأخيرا الاحتلال الإسرائيلى فقد نقل ما استطاع ودمر الآثار المصرية التى لم يتمكن من سرقتها، وتضمنت تلك السرقات آثارا تمتد من عصر ما قبل التاريخ من أدوات حجرية ومناطق آثار مصرية قديمة فقد أخذوا على سبيل المثال لوحات أثرية مهمة نقلت لمتحف "هارتس" بتل أبيب منها 120 لوحة أثرية من معبد سرابيت الخادم بجنوب سيناء وعدد 35 تابوتًا فريدًا يعود تاريخها لعام 1400ق م، وتماثيل للمعبودة حتحور انتزعت من المعبد نفسه وسرقة 1166 مقبرة أثرية بوادى فيران عام 1978 قبل معاهدة كامب ديفيد بعام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة