تصعيد الصراع النووى بين واشنطن وطهران.. إيران تحتج رسميا وتلجأ لأعضاء "5+1".. الصين تحذر: تطبيق الاتفاق مسئولية كل الأطراف.. قرار الكونجرس يخرج فريق "المفاوضين" عن صمتهم.. وشماتة المتشددين فى الداخل

الثلاثاء، 06 ديسمبر 2016 10:33 ص
تصعيد الصراع النووى بين واشنطن وطهران.. إيران تحتج رسميا وتلجأ لأعضاء "5+1".. الصين تحذر: تطبيق الاتفاق مسئولية كل الأطراف.. قرار الكونجرس يخرج فريق "المفاوضين" عن صمتهم.. وشماتة المتشددين فى الداخل روحانى وخامنئى والكونجرس الأمريكى
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"سنرد بما يقتضى على نكث أمريكا التزاماتها إزاء الاتفاق النووى"، " إيران سترد بحزم على انتهاك الاتفاق بما يناسبه" بتلك التصريحات تعلو نبرات التهديد والوعيد التى يطلقها قادة طهران، منذ تصويت الكونجرس الأمريكى على تمديد العقوبات أو ما يعرف بقانون "ايسا" ضد طهران الخميس الماضى، وهو ما فجر غضبا عارما لدى صناع القرار فى إيران، وجعل مسئوليها يلوحون بخيارات وسيناريوهات وضعتها طهران ليوم كهذا.

 

وإلى جانب التصعيد، لجأت طهران إلى دول مجموعة 5+1 (مجموعة الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن، وهى الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين بالإضافة إلى ألمانيا) باعتبارها شريك لعب دورا فى التوصل للاتفاق وطرف وقع على الاتفاق النووى المبرم فى يوليو 2015، وسافر وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف صباح اليوم، الاثنين إلى الصين، فى زيارة لا تخلو بالأساس من بحث تداعيات تمديد العقوبات على الاتفاق.

 

"إيران تمتلك خياراتها الخاصة للرد على خرق الاتفاق النووى" بتلك الكلمات كرر جواد ظريف خلال مؤتمر صحفى مع نظيره الصينى "وانغ يى" فى العاصمة الصينية بكين، تهديده لواشنطن بامتلاك طهران خيارات للرد على تلك الخطوة، وحذر وزير الخارجية الصينى من أن تطبيق الاتفاق النووى مع إيران يجب "ألا يتأثر بأى تغييرات فى الأوضاع الداخلية" فى الدول المعنية، وأكد أن تطبيق الاتفاق هو "مسئولية مشتركة وواجب كل الأطراف"، مشيرا إلى أن جهود بذلت على مدى سنوات لتحقيقه، ويعد نجاحا كبيرا لإنهاء النزاعات الدولية.

 

إيران تبلغ احتجاجها الشديد لواشنطن

كما أبلغت طهران احتجاجها الشديد على تمديد العقوبات، وعبر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحى، عن احتجاج بلاده الشديد وقلقها مشددا على حق بلاده فى الرد على ذلك، وداعيا واشنطن للالتزام بالاتفاق النووى والحيلولة دون تنفيذ القانون المذكور، خلال لقاءه بوزير الطاقة الأمريكى ارنست مونيز فى فيينا على هامش  المؤتمر الدولى للأمن النووى. وأشار صالحى إلى التزام إيران الكامل بجميع تعهداتها بشأن الاتفاق النووى.

 

كما طالب مجلس الشورى الإيرانى فى بيان أمس الحكومة الإيرانية بالرد المناسب واتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة تجاه قيام الكونجرس الأمريكى بتمديد قانون العقوبات على طهران مشيرا إلى ضرورة إنفاذ القانون المتعلق باتخاذ الإجراء المناسب والخاص بتنفيذ الاتفاق النووى الذى وقعته طهران مع الدول الست الكبرى وخاصة البندين الثالث والسابع.

 

عضو المفاوضات النووية: قرار الكونجرس لا يعنى عودة العقوبات

قرار الكونجرس أخرج أعضاء المفاوضات النووية عن صمتهم، ولأول مرة يكشف الدبلوماسى الإيرانى حميد بعيدى نجاد، سفير إيران الجديد فى بريطانيا، وعضو الفريق النووى عن إحدى بنود الاتفاق النووى فى مقاله بصحيفة "ايران"، "أن أحد الافتراضات الأساسية التى وافقت عليها الجمهورية الإسلامية خلال المفاوضات النووية حول رفع العقوبات، هى أن قوانين العقوبات التى وضعها الكونجرس الأمريكى لن يتم رفعها عن طهران بسبب معارضة الكونجرس، لذا تبادر الإدارة الأمريكية عبر صلاحياتها بإيقاف وتعليق العمل بتلك العقوبات، على أن يتم رفع هذه القوانين بالتزامن مع تمرير البرتوكول الإضافى للاتفاق فى البرلمان الإيرانى فى العام الثامن لتطبيق الاتفاق أو قبل ذلك فى حالة تأييد الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلمية البرنامج النووى الإيرانى، وحتى ذلك الوقت ستبقى قوانين العقوبات الأمريكية على طهران لكن لن يتم تطبيقها، بينما سيتم رفع كافة عقوبات الاتحاد الأوروبى بشكل مباشر".

 

وكشف عضو فريق التفاوض الإيرانى عن أن معارضى الاتفاق النووى فى الولايات المتحدة حاولوا إدخال إصلاحات على القانون قبل تمديده، وإدراج عقوبات جديدة عليه، وقال " لو حصلت العقوبات الجديدة على أصوات داخل الكونجرس لكان انتهاكا صريحا للاتفاق النووى، لكن حدثت مفاوضات طويلة بين النواب الأمريكيين من الحزبين الديمقراطى والجمهورى، وتم الاتفاق على رفض العقوبات الجديدة وتمديد أصل القانون فقط.

 

وأوضح أن تمديد العقوبات لا يعنى عودتها على طهران.. لكن الصحيح أنه فى حالة توقيع رئيس الولايات المتحدة على قرارات الكونجرس الأمريكى، سيصبح قانوناً، لكن عودة العقوبات تحتاج إلى قرار مستقل من قبل الحكومة الأمريكية وفى حال اتخذ ذلك القرار فسوف يعد ذلك انتهاكا صريحا للاتفاق النووى.

 

وقال الدبلوماسى الإيرانى وعضو الفريق النووى، إن "تمديد قانون العقوبات لن يغير مطلقا من التزامات الولايات المتحدة الأمريكية المنصوص عليها فى الاتفاق النووى، وفى حال رغبت الحكومة الأمريكية أن تتخطى التزاماتها وتطبق هذا القانون المرتبط بعقوبات قطاع البترول والطاقة و البتروكيماويات، فإن ذلك بلاشك سيكون انتهاكا لالتزاماتها فى الاتفاق النووى".

 

وأكد عضو الفريق النووى الإيرانى على أن تمديد قانون العقوبات فى الكونجرس الأمريكى لا يعنى عودة العقوبات، بل أن عودتها تحتاج قرار منفصل، واتخاذه سيكون انتهاكا صريحا للعقوبات.

 

شماتة المتشددون فى الداخل فى روحانى

أما فى الداخل الإيرانى، تنتاب التيار المتشدد المعارض للاتفاق النووى حالة من "الشماتة" فى التيار الإصلاحى وعلى رأسه الرئيس المعتدل حسن روحانى، وقال على شريعتمدارى المتشدد ونائب المرشد الأعلى للشئون الصحفية ورئيس تحرير صحيفة كيهان، "الاتفاق النووى مصيبة تدرس فى المدارس لأخذ العبر.. قلنا أن هذا الاتفاق لا يصب فى صالحنا.. سعيد بأن روحانى اعترف بأن تمديد العقوبات انتهاكا للاتفاق".

 

ويرى المراقبون أن قرار الكونجرس من شأنه إحراج حسن روحانى الذى دافع بشدة عن الاتفاق على مدار الأشهر الماضية، أمام المتشددين، الذين استخدموا كافة السبل لإفشاله، كما أنه من الممكن أن يستعله التيار المحافظ فى الوقت الذى تستعد فيه طهران لإجراء انتخابات رئاسية فى يونيو العام المقبل 2017 فى الدعايا ضد روحانى.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة