طارق عامر يجيب عن سؤال "إلى أين نحن ذاهبون بعد تعويم الجنيه": السوق يكافئ مصر.. ومستثمرون أجانب ينعشون التعاملات الآن وسيخلقون فرص عمل.. والتدخل فى سعر الصرف أصبح من الماضى

الخميس، 08 ديسمبر 2016 01:35 م
طارق عامر يجيب عن سؤال "إلى أين نحن ذاهبون بعد تعويم الجنيه": السوق يكافئ مصر.. ومستثمرون أجانب ينعشون التعاملات الآن وسيخلقون فرص عمل.. والتدخل فى سعر الصرف أصبح من الماضى طارق عامر محافظ البنك المركزى
كتب: أحمد يعقوب و دعاء غنيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-  نستعد للمرحلة الثانية من الإصلاح المصرفى.. الأمر سيكون مثيرا

-  مهمتى حماية نظام الصرف الجديد.. ولن نتدخل أبدا فى النظام

-التدخل فى سعر الصرف أصبح من الماضى.. لن يحدث مجددا فالوطن دفع ثمنا باهظا للوصول إلى هذه النقطة

- لم أرفع سماعة الهاتف لأى بنك منذ 3 نوفمبر.. و السوق يتكيف مع النظام الجديد

- لا ندير السياسة النقدية على أسس سياسية

- الأثر الإيجابى للتعويم لن يحدث فقط فى المستقبل.. بدأ يحدث الآن بالفعل

-التذبذب الذى يشهده سوق الصرف أمر صحى جدا

- دعونا نتخلص من هوس سعر الصرف

- سعر الصرف الآن يحدده نظام سوق خارج البنك المركزى وأنا سعيد للغاية بإزاحة هذا الدور عن كاهلى

- طموحنا هو أن نطرح معظم هذه الشركات المملوك كليا أو جزئيا للحكومة فى البورصة

- رسالة من السوق للحكومة الآن.. إذا أردنا مستوى مختلفا لسعر الصرف الأجنبى، يجب أن نعمل على الأساسيات وعلى الصادرات على رفع مستوى السيولة وعلى زيادة الإيرادات، وعلى التفكير فى كيفية جذب المستثمرين

- أضع رأسى على الوسادة وأنام.. فأنا أملك ذهنا صافيا

- الكتاب الذى أحب قراءته أكثر من أى شىء هو القرآن الكريم.. هو ملهم بالنسبة لى

- قرأت كثيرا قبل تسلمى مهام منصبى حول علم النفس

- أحب مشاهدة الأفلام الغربية والاستماع إلى الموسيقى

- وظيفتى الأولى مزارع.. وفيلمى المفضل

 Bridge of Spies 

قال طارق عامر محافظ البنك المركزى، فى حوار أجرته نشرة "إنتربرايز اليومية"، إن مصر تستعد الآن للمرحلة الثانية من الإصلاح المصرفى، مضيفا  أن السوق الآن يكافئ مصر على قرار تعويم الجنيه، على عكس التوقعات.

ولفت عامر خلال الحوار، إلى أن مستثمرو المحافظ فى سوق الديون جاءوا بعد التعويم تقريبا، واستطاعت البورصة الصعود 35% منذ 3 نوفمبر، مؤكدًا أن هذا أفضل أداء بين أسواق المال على مستوى العالم خلال الشهر الماضي.

وحول تأثير التعويم على تدفق الاستثمار إلى الاقتصاد المصرى، قال إن المعادلة بسيطة، فكى تحقق مزيدا من النمو، يجب جلب المزيد من التمويل بأكثر من المتاح محليا، فالمنافسة على الاستثمار العالمى مرتفعة، والجميع يريد جذب الاستثمارات لرفع معدل النمو وخلق فرص عمل.

وأضاف أنه لكى تنافس، تحتاج إلى نظام صرف أجنبى يعمل بكفاءة وشفافية، متسائلًا كيف يمكن لمستثمر أن يأتى ويضخ أموال بسعر صرف أقل بنسبة 50% من سعره فى السوق؟ لن يأتوا.

وأوضح عامر أن السوق الآن يكافئ مصر على التعويم. على عكس التوقعات، لافتًا إلى أن مستثمرو المحافظ فى سوق الديون جاءوا بعد التعويم تقريبا، واستطاعت البورصة الصعود 35% منذ 3 نوفمبر، مؤكدًا أن هذا أفضل أداء بين أسواق المال على مستوى العالم خلال الشهر الماضي

وأشار عامر إلى أن البورصة كانت فى موجة صعودية رغم هبوط الأسواق الناشئة، وأنه كان من الممكن أن نرى نشاطا أكبر للبورصة إذا كان بها المزيد من الأسهم.

وقال عامر إن المستثمرين الأجانب ينعشون التعاملات الآن، وسيخلقون فرص عمل، وينقلون خبراتهم، وفى الوقت نفسه، سيعود خفض قيمة العملة بالنفع، ويعمل المنتجون المحليون، المصريون والأجانب، الآن من أجل تحسين المكون المحلى ويسعون للوصول للأسواق الخارجية. هذا تحول كبير نحو الأفضل على المدى الطويل.

وتابع: بفضل برنامج الإصلاح الذى بدأ تنفيذه فى 2004، بنوكنا اليوم قوية وتستطيع الوصول لأسواق المال الدولية بسهولة، وفى أسواق ناشئة أخرى ليست أكبر كثيرا من حجم مصر، تجتذب أنظمتها المصرفية وحدها 100 مليار دولار من التمويلات الدولية، عبر إصدار سندات، وقروض ثنائية وقروضا مشتركة، وما إلى ذلك، والطريق مفتوح أمامنا الآن فيما يتعلق بإمكاناتنا لجلب السيولة.

وشدد عامر على أن كل هذا يدعم توجه مصر نحو إصدار السندات الدولية المحتملة. التقينا بمستثمرين فى نيويورك وواشنطن ولندن، وقالوا لنا إنهم يحتاجون أن يطمئنوا بأننا جادين فى تطبيق برنامج كامل، ولذلك عندما نذهب كدولة إلى أسواق المال الدولية الآن، فإن الصورة تكون واضحة أمام المستثمرين.

وأكد محافظ البنك المركزى أنه سيكون لكل هذه التدفقات أثر إيجابى بشكل تلقائى على مستويات التداول وعلى مستوى السعر العام، وأن كل شيء سيوضع فى مكانه تلقائيا. قائلًا "لا أرى أن ذلك سيحدث فى المستقبل البعيد، هذا بدأ يحدث اليوم بالفعل".

وقال محافظ البنك المركزى، إن المستثمرين الدوليين يعلمون اليوم أننا جادين، فنحن لا ندير السياسة النقدية على أسس سياسية، مرجعًا الفضل فى ذلك إلى فلسفة القيادة السياسية للبلاد، وأضاف "دعونا لا نخدع أنفسنا نحن بحاجة إلى تحديد المشاكل ومواجهتها".

وأكد عامر أنه  لم يرفع سماعة الهاتف ليتحدث لأى بنك منذ 3 نوفمبر، قائلًا "أريد أن يدركوا أنه لا تأثير عليهم، وتوجيهاتى لرجالنا هى أن هدفنا هو حماية هذه المنظومة فقط".

وأضاف أنه لا يوجد استهداف لسعر صرف محدد بعد الآن، موضحًا أن فى البداية كان سعر الصرف فى السوق 11 جنيه، ثم 13-14، ثم 15 ثم وصل إلى 17 جنيه للدولار، لافتًا إلى أن السوق يتكيف مع النظام الجديد.

وأشار عامر إلى أن التذبذب الذى يشهده سوق الصرف يعد جيد جدًا، وأنه أمر صحى، مؤكدًا أن الأمر سيستغرق بعض الوقت ليستقر السعر فى المستوى الذى ينبغى أن يستقر عنده.

وبسؤاله إلى متى ستستمر فترة التذبذب قبل أن يتحرك السعر فى نطاق أضيق

،

أجاب: المستوردون والمصنعون اليوم، كما أتصور، لا يريدون شراء النقد الأجنبى عند هذه المستويات؛ بسبب التذبذب، ولكن دعنى أجيب على سؤالك بسؤال: هل تعرف كم سيكون سعر الجنيه الإسترلينى بعد خمس دقائق من الآن أو غدا؟ أو الفرنك السويسرى؟ لا تعرف.

أريد أن أكون واضحا فى هذا الصدد: دعونا نتخلص من هوس سعر الصرف، هذه الأيام ولت، ودعنا بدلا من ذلك نفكر فى الاقتصاد الحقيقى، سعر الصرف الآن يحدده نظام سوق خارج البنك المركزى، وأنا سعيد للغاية بإزاحة هذا الدور عن كاهلى، فالضغط كان رهيبا.

وبسؤاله عن هذا الضغط الذى أشار إليه قال:

كان عليك توفير كل شيء، كل يوم. إذا كانت لديك أسرة من 3 أفراد، تشعر بعبء حقيقى، أليس كذلك؟ كان لدى 90 مليون مواطن فى حاجة لاستهلاك سلع يوميا تأتى من الخارج، ويتمثل إنجاز فريقنا هنا فى أنه لم يكن لدينا أى مشكلة مستمرة أو نقص حاد فى أى شئ، سواء فى النفط أو الغاز أو الطاقة أو واردات الغاز الطبيعى المسال، أو السلع الأساسية، أو الغذاء، خلال العام الماضى.

كل يوم كان عملنا هو البحث عن طرق مبتكرة لتمويل عجز ميزان المدفوعات والحساب الرأسمالى، والأشياء "الصغيرة" مثل فتح الباب أمام اعتمادات الموردين، كانت تحدث فارقا، فارق جلب لنا 6 مليارات دولار فى هذه الحالة، فقط من خلال التفكير كمدير مالى وتطبيق أساسيات إدارة التدفقات النقدية.

وبسؤاله عما قاله من أن البورصة المصرية يمكن أن ترتفع أكثر لو كان هناك المزيد من الأسهم.

قال عامر، إننا نؤمن بشدة فى مستقبل مصر كمركز رئيسى لسوق مال، و لدينا الكثير من الأدوات، ولدينا العديد من الشركات فى البلاد، من بينها الكثير مملوك كليا أو جزئيا للحكومة. وطموحنا هو أن نطرح معظم هذه الشركات فى البورصة، وسيدفعنا ذلك إلى إعادة هيكلة الشركات التى تحتاج إلى هيكلة قبل طرحها فى البورصة، لتحظى بقبول المستثمرين الدوليين.

وأضاف عامر أننا نرى برنامج الطروحات فى البورصة كمحرك للإصلاح، ومراقبة المستثمرين الدوليين للشركات المملوكة للدولة أمر مهم، وعندما يتم تداول أسهم هذه الشركات، فإن أداء أسهمها سيعكس مدى كفاءة الإدارة.

وأكد عامر أنه رأى ذلك عندما تولى إدارة البنك الأهلى المصري، قائلًا إنه كان علينا أن نعالج مشاكل هيكلية ونكون أكثر شفافية، لطرق أسواق الدين الدولية، ونجح الأمر بالفعل، وكنا أول بنك حكومى يطرق تلك الأسواق.

 

وبسؤاله عن مهمته الآن فى البنك المركزي؟ وماذا بعد؟

قال عامر إن مهمتنا هى حماية نظام الصرف الجديد مثلما أبلغت السلطات، وهذا النظام مرن، ويمتص الصدمات، وسيكون انعكاسا للأحداث السياسية والاقتصادية، ولن نتدخل أبدا فى النظام، فنحن كوطن دفعنا ثمنا باهظا للوصول إلى هذه النقطة، وواجهت شخصيا الكثير للوصول بالمنظومة إلى هذه النقطة، ولن يحدث هذا مجددا، وهذا التدخل أصبح من الماضى.

وأوضح عامر أنه فى العام الماضي، وسع البنك المركزى ولايته بما تجاوز ما هو مألوف بالنسبة لبنك مركزى، وأعطى الرئيس بنفسه لنا هذه المساحة، وقال "أعتقد أنه اعتبر البنك المركزى بمثابة كبير مستشاريه الاقتصاديين، وكان لهذه الثقة من الرئيس دور كبير فى دعم قدرتنا على إجراء التعويم على الرغم من التحديات التى واجهتنا على طول الطريق".

وبسؤاله عن مدى إمكانية خفض أسعار الفائدة كى يخف عبء خدمة الدين على الحكومة، لكى يتلائم ذلك مع استراتيجيتها الخاصة بتقليص الإنفاق،

قال إن لجنة السياسة النقدية تحدد أسعار الفائدة، ومنذ التعويم، تدفقت استثمارات الأجانب فى سوق السندات لآجل 10 سنوات وخمس سنوات وأذون الخزانة.

وأضاف أنه بعد صعود أسعار الفائدة (على أدوات الدين الحكومية) بمقدار 300 نقطة أساس، سرعان ما فقدت 200 نقطة أساس، وأن هذا يقول لك إن الأشياء تتجه نحو مكانها الصحيح مضيفا أن 2% أمر كبير بالنسبة لوزارة المالية.

وأكد عامر أنه يقدر لوزارة المالية قبولها بهذه الخطوة فيما يتعلق بأسعار الفائدة، موضحًا أنهم تقبلوها لأنهم يعلمون أن هذا إصلاح هيكلي، وفى النهاية سيعود بالنفع على سياساتهم أيضا.

واستطرد لم يمر سوى شهر على التعويم، لا تطلب كل شيء اليوم، وقال مبتسمًا "دعنا نكون واقعيين بعض الشىء".

وأشار عامر إلى أن هناك أيضا رسالة من السوق للحكومة الآن: سعر الصرف عند هذا المستوى له علاقة بنتائج النشاط الاقتصادي. لذا، إذا أردنا مستوى مختلف لسعر الصرف الأجنبي، يجب أن نعمل على الأساسيات: على الصادرات، على رفع مستوى السيولة، على زيادة الإيرادات، على التفكير فى كيفية جذب المستثمرين، سواء من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص أو من خلال تحسين بيئة الاستثمار.

وأوضح عامر أن سعر الصرف الآن مقياس للأداء الاقتصادى، قائلًا "نحن نعمل على ذلك بشكل مكثف فى المجلس الأعلى للاستثمار تحت قيادة الرئيس".

وبسؤاله عن الموضوعات الثانوية التى تبحثها الحكومة اليوم، تحرير الأسواق بشكل أو بآخر، مثل تحرير سوق الطاقة، هل هناك حاجة لتحرير النظام المصرفي، أم أن النظام يسير على الطريق السليم؟

قال عامر إن ما نحتاجه فى القطاع المصرفى هو المزيد من التطوير والمزيد من الابتكار، أساس النظام المصرفى متين جدا. التحدى الآن هو أن تبتكر، ونحن نستعد الآن للمرحلة الثانية من الإصلاح المصرفى.. سيكون ذلك مثيرا للاهتمام.

وعن أبرز ملامح المرحلة الثانية؟

أكد أن النظر الآن إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والشمول المالى وأنظمة الدفع المالي، قائلًا: "سنقوم بإنشاء نماذج مشروعات لتلك الملفات لضمان تحويلها من مبادرات إلى واقع على الأرض، ولدينا أيضا بعض الخطط التى نعمل عليها تتعلق بتطبيق معايير للتأكد من قيام البنوك بالاستغلال الأمثل لقدراتها".

وأضاف عامر، أنه علينا أن نضع المبادئ التوجيهية ومعايير الحوكمة التى من شأنها ضمان قيام البنوك بالاستخدام الفعال لإمكانياتها بما لا يخل بوضعها الصلب، وهذا هو المكان الذى يأتى منه الابتكار، ونريد أن نرى منتجات وخدمات وأفكار مصرفية جديدة. نريد تطوير روافد الإيرادات التشغيلية مع استخدام الحد الأدنى للأصول ورأس المال. نريد أن نرى المزيد من التنويع والمزيد من الخدمات الاستشارية.

وأشار عامر إلى أنه يعتبر وضع حدود لتركز محافظ البنوك الائتمانية، التى تم إصدارها فى يناير الماضى، جزء من هذا الإصلاح. مؤكدًا أن المستهدف هو  خلق سوق يزخر بالمزيد من التنافسية فى قطاع تمويل الشركات، وهذا يساعد المستهلك فى الحصول على أفضل الأسعار وأفضل الخدمات وأفضل السلع.

وبسؤاله عن الجزء الأفضل فى عمله

قال عامر: لا أدرى بالتحديد. أحب هذا العمل، ولا أرى نفسى أعمل مجددا فى القطاع الخاص. أشعر بالرضا عن العمل فى القطاع العام والقطاع المصرفى، أحب البنك المركزى وأشعر أننى جزء من تلك المؤسسة، كما أملك فريق عمل مذهل، عقدت منذ سنوات مقابلات عمل مع كل فرد فى هذا الفريق، وهو الآن فريقى وأحب العمل معهم فى هذه المؤسسة.

وأضاف "أحب أن أقول أيضا إن نحو 40% من الموظفين سيدات. أنا سعيد للغاية أننا استطعنا استعادة الثقة فى هذه المؤسسة، كما نشعر بالامتنان للقيادة السياسية لإعطائنا مساحة ضخمة للابتكار واتخاذ القرارات"، مستطردًا أنا فقط أحب هذه الوظيفة.

وعن إجابته على سؤال ما الذى يجعله مستيقظا فى الليل

قال: لا شيء. أنا أضع رأسى على الوسادة وأنام، فأنا أملك ذهنا صافيا.

وبسؤاله عن أسوأ جزء فى الوظيفة،

قال إن ذلك النوع من المناصب لديه سماته المميزة، فهناك دائما منافسة وبعض الأمور الشخصية والسياسية التى تتداخل فى إطار العمل. لم يكن العمل الفنى تحديا بالنسبة إلي، بل مدى القدرة على الجمع بين كل العاملين فى المؤسسة، وأنا أتمنى أن يتطور الوضع للأفضل فى المستقبل.

وبسؤاله ما هو أفضل كتاب قرأته مؤخرا؟

عامر: أنا للأسف لا أملك وقتا للقراءة. لقد استمتعت كثيرا بقراءة رواية The Chamber، ولكن الكتاب الذى أحب قراءته أكثر من أى شىء هو القرآن الكريم.

فقط خلال رمضان؟ أم على مدار العام؟

عامر: فى كل الأوقات: لست متشددا، ولكن القرآن مُلهم بالنسبة إلي، فهو يعطيك النظام الذى تحتاج إلى السير عليه فى الحياة ويصحح أخطاءك، كما يرشدك أيضا إلى كيفية التعامل مع من حولك وكيف يمكنك الاعتناء بهم.

أحب أيضا كتاب والتر إيزاكسون عن السيرة الذاتية لستيف جوبز. أحببت ما قاله فى الكتاب حول هؤلاء ممن يرغبون بشدة فى تغيير العالم من حولهم، حتى أنهم يقومون بتغييره بالفعل. وأنا أؤمن بذلك كثيرا.

وأضاف عامر أنه يحب أيضا كتاب دوف سايدمان "How: Why How  We Do Anything Means Everything"، وكان الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون قد كتب المقدمة لذلك الكتاب حول كيفية تحويل الأفكار والطموحات إلى واقع ملموس. إن الأشخاص ممن يملكون تلك المهارات نادرا ما تجدّهم. نتحدث جميعا عن رغبتنا فى إصلاح التعليم والرعاية الصحية أو الوضع الحالى لسوق العملة الأجنبية أو الرغبة فى تنظيف المدينة، ونستغرق سنوات فى الحديث حول كل تلك الأمور، ولكن هل نفعل أى شيء حيال ذلك؟ لا بالطبع.

وأوضح عامر أنه قرأ كثيرا مؤخرا قبل تسلمه مهام منصبه حول علم النفس، قائلًا "فأنا أريد التفكير أكثر فى الطبيعة النفسية لمجتمعنا. بدأت الاستقلال فى حياتى والاعتماد على نفسى منذ وقت مبكر، فمنذ سن 15 أو 16 عاما بدأت العمل والاعتماد على النفس، لذلك كنت مهتما بسيكولوجية كيف يولد الاستقلال."

وبسؤاله عن ماذا كانت وظيفته الأولى؟

أجاب: لقد كنت مزارعا. كان جدى يملك مساحة أرض معقولة، وعقب 1967 تأثرت عائلتى بالأحداث السياسية ولم تكن لدينا وسيلة للبقاء بعد أن استحوذت الحكومة على كل شيء. لقد خسر أبى وظيفته وخسر أفراد عائلتى وظائفهم أيضا. وكان ذلك دافعا لعودتنا إلى زراعة أرض جدى لنتمكن من البقاء.

وأضاف: لذلك عشت عدة سنوات داخل مصر الحقيقة. وهذا ما جعلنى مهتم بعلم النفس، فأنا لا أرى أننا نبذل الجهد الكافى كأمة فى تعليم الآباء كيفية تربية أبنائهم، وخاصة فى الأماكن الفقيرة التى لا تعرف القراءة أو الكتابة.

وحول قضاء وقت فراغه

أكد أنه يحب مشاهدة الأفلام الغربية والاستماع إلى الموسيقى، وأضاف: أقود سيارتى بمفردى كل ليلة تقريبا واستمع إلى الموسيقى.

وعن نوع الموسيقى التى يحب الاستماع إليها

قال إنه يستمع إلى تلك الموسيقى منذ كنت صغيرا جدا. أحد أصدقائى المقربين، من مجموعة صغيرة تضم 4 وهم المقربين لى منذ المدرسة، كان والده ممثلا وملحنا وموسيقيا. لذلك عندما كنا صغارا جعلنى أحب الموسيقى. توفى صديقى منذ وقت طويل عندما كان شابا، ولكنه كان سببا فى تذوقى للموسيقى.

وأضاف: أحب الموسيقى الكلاسيكية، وبعد يوم طويل ومرهق أحب الاستماع إليها، ولكنى استمع أيضا إلى كل شيء.

وبسؤاله عن الفنون القتالية التى يحبها طارق عامر

قال "منذ وقت طويل، كنت فى الفريق الوطنى للكاراتيه عندما كنت فى الجامعة. تعلمنا هناك روح القتال من اليابانيين، وتعلمنا الاحترام والانضباط وأهمية اكتساب أساليب جديدة. تعلمنا أهمية التركيز والسرعة والجدية، وكل ذلك كان مصحوبٌ بأساليب مميزة ولمسات فنية".

وأضاف عامر، خلال فترة عملى الطويلة، اعتقدت دائما أنه عندما أقوم بعملى بشكل جيد، فذلك يحدث لأنى أفعل ما أفعله بنوع من الفن. أنا أفكر دائما فى كل المشكلات المحتملة قبل أن أقوم بالتعامل معها على أرض الواقع. هناك فن فيما نفعله.

وبسؤاله عن ماذا يفضل: آيفون أم أندرويد؟

أجاب: آيفون

وما هى التطبيقات التى تستخدمها يوميا؟

عامر: البريد الإلكتروني. واتس آب. هذا كل شيء. اقرأ أيضا العديد من الأخبار الأجنبية والمحلية.

وعن ماذا يفضل الطعام الإسبانى أم التايلاندي؟

قال عامر: طعام؟ لم أتناول طعاما إسبانيا منذ عام 1981 عندما كنت فى إسبانيا. الطعام المفضل لدى هو الفول وهى وجبتى المفضلة كل يوم، فى الصباح أو فى الظهيرة. أحب تناول الفول والبيض والجبن الأبيض. أنا لا آكل كثيرا. أحب الهواء الطلق. لا أؤدى أى عمل ليلي. أنتهى فقط من عملى فى مواعيده يوميا وأعود إلى المنزل.

وبسؤاله عن فيلمه المفضل،

قال عامر: كنت أتحدث مؤخرا بكثرة عن فيلم توم هانكس جسر الجواسيس (Bridge of Spies). فهو يعود بالطيار على متن طائرة عسكرية، وكان من المفترض أن يسمم الطيار نفسه قبل أن يتمكن أحد من القبض عليه، لكنه لم يفعل، وتم إلقاء القبض عليه فى روسيا. وعندما عاد، ينظر إليه زملاؤه ويساورهم الشك نحوه، ويقول لتوم هانكس إن زملاءه يعتقدون أنه تحدث وأفشى أسرارا، ويرد عليها توم هانكس قائلا "لا يهم ما يفكر به الآخرون، فأنت تعلم جيدا ما فعلت".

وأضاف عامر: هذا تقريبا ما جعلنا نعبر السنة الماضية، فنحن نتعرض لهجوم من الجميع، ولقد أخبرت فريقى الآتي: "لا يهم فيما يفكرون، فما يهم حقا هو ما تعرفونه. نحن هنا من أجل بلدنا، نقوم بعملنا، ونعلم حقيقة الأرض التى نقف عليها الآن، لذلك يجب علينا الاستمرار فى أداء عملنا"، فهناك الكثير من الدروس الإنسانية فى الأفلام التى نشاهدها.

الجدير بالذكر أن طارق عامر انضم للبنك المركزى فى عام 2003 كنائب للمحافظ فاروق العقدة، بعد أن عمل فى القطاع الخاص لفترة طويلة بجميع أنحاء المنطقة مع سيتى بنك وبنك أوف أميركا. وبدأ العقدة مع عامر فى إعادة هيكلة القطاع المصرفى الأمر الذى أصبح ضرورة حتمية وقتها بسبب التداعيات العالمية والمحلية والتى أثرت على الاقتصاد. وتركزت المرحلة الأولى من إصلاح القطاع المصرفى فى مصر على تدعيم مكانة وقوة البنك المركزي، وإعادة هيكلة بنوك القطاع ماليا وإداريا ووضع إطار تنظيمى عالمي، والقيام ببعض عمليات الخصخصة والدمج فى القطاع المصرفي.

وقالت النشرة "يعود الفضل فى القضاء على السوق الموازية للعملة الصعبة إلى طارق عامر محافظ البنك المركزي. وتحت ضغوط السوق وصانعى السياسات والمجتمع المالى العالمي، فاجأ عامر الجميع منذ شهر تقريبا عندما قام بتعويم سعر الصرف"

ويرى عامر أن تلك الإصلاحات لم تكن الضمانة الرئيسية "لأمن الاقتصاد الوطني" خلال الأزمة الاقتصادية العالمية التى حدثت فى العقد الماضى فحسب، ولكنها ساهمت فى مواجهة الأزمات التى مرت بالبلاد منذ عام 2011. وزاد الإصلاح المصرفى من ثقة الناس بالبنوك، فبعد افتتاح البنوك بعد أسبوع من الإغلاق فى 6 فبراير 2011، لم تحدث أزمة ثقة. ورغم أن لدينا تحديات متصاعدة خلال الثمانية عشر شهرا الماضية تتعلق بالنقد الأجنبي، فلم يكن هناك نقصا حادا فى الغذاء أو الطاقة. فالبنك المركزي، كما يصفه عامر، بمثابة المؤسسة التى تمتص الصدمات بطرق عديدة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة