ارتفعت الأصوات عالية ضد التعديلات الخاصة بقانون الحضانة الجديد التى تضر بالدرجة الأولى صحة الأطفال، وهو ما أكده جميع الحقوقيين.
وفى هذا السياق توضح الدكتورة "هبة العيسوى" أستاذ الطب النفسى جامعة عين شمس، التأثير السلبى الذى يعود على صحة الطفل نفسيا نتيجة تعديلات القانون الخاصة بحضانة الأطفال بعد طلاق الوالدين، وتقول: "هدفنا بعد الطلاق الحفاظ على كيان شبه أسرى لنفسية أفضل للأطفال، ولكن القانون الجديد معيب بدرجة كبيرة لا توجد فيه نقطة واحدة فى صالح الطفل جمعيها تؤدى إلى تشتت الطفل وحرمانه من أبسط حقوقه وهو الاستقرار واكتسابه سلوكيات سلبية يرفضها المجتمع من العدوانية أو الانطوائية ومن الممكن أن يهرب الطفل من جحيم التشتت ليصبح عضوا جديدا ينضم لأطفال الشوارع، وغيرها من الأمراض النفسية التى يتعرض لها الطفل فى حال تطبيق القانون بالفعل".
وتابعت: "عند النظر إلى كل مادة نجد مجموعة من الملاحظات،
وهى..
1. انتقال الحضانة من الأم إلى الأب فور زواجها بعد الطلاق ويكون الأب المتحكم فى الطفل وهو من يختار من يربى الطفل، هو أكبر خطأ ، لأن هناك نتائج كثيرة لهذه الخطوة وهو اختيار الأم الزوجة غير المناسبة لتربية الطفل أو يختار والدته وهى سيدة كبيرة لا تستطيع القيام بكل الدور المطلوب، وكل هذه النتائج تؤدى بالطفل إلى الحرمان العاطفى مع تشتت الانتباه فيتحول الطفل إلى عدوانى صريح أو انطوائى منعزل، وهذا القانون لا يأخذ فى اعتباره أن الطفل أكثر ارتباطا بالأم فى كل مراحل حياته بحكم قيامها بكل الأدوار الرئيسية فى حياته.
2. حق استضافة الأب غير الحاضن للطفل يومين فى الأسبوع، هذا البند فى القانون يعنى حرمان الطفل من الحياة المستقرة التى يرغب أن يعيش فيها وسط غرفته المحددة وأدواته ولعبه والبيئة التى يفضلها وينام بهدوء وسطها، ولكن كل أسبوع سيقوم الطفل بنقل أدواته وحياته إلى مكان آخر وهو ما يشعره بعدم الاستقرار وكأنه شنطة سفر كل يومين تنتقل إلى مكان مختلف بظروف وطريقة غير معتاد عليها وفى بعض الحالات يهرب الطفل وسط حالة التشتت التى وصل إليها إلى خارج المنزل ليحدد هو مكانا خاصا به حتى وإن كان فى الشارع ولكنه سيشعر وقتها أنه يملكه.
3. استضافة الطفل أسبوعا فى إجازة نصف العام وشهرا فى إجازة آخر العام هو شكل آخر من عدم الاستقرار الذى يعيش فيه الطفل، لأن غالبية الآباء بعد الانفصال عن الزوجة الأولى يقوم بالزواج بغيرها وبالتالى لا يؤسس غرفة خاصة بطفله أو بأطفاله من الزوجة الأولى ويكون مصير هذا الطفل هو النوم على "الكنبة" فى الصالة أو على الأرض بالإضافة إلى أسلوب تربية زوجة الأب الثانية عن الأم وشحن الأب لطفله ضد والدته، دون أن يراعى كلا الطرفين الحالة النفسية للطفل، وهو ما يجعله يصاب بالعديد من الأمراض النفسية الصعبة.
4. لم يراع القانون حالة الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة، فكيف سيقوم الأب بمراعاته أو تحمل شخص آخر غير أمه لتصرفاته غير المنضبطة فى بعض الأحيان، وقد يخرج الطفل ليأخذ سمسار أعضاءه أو يسير فى الشارع شريدا بلا مأوى.
5. هناك قاعدة علمية وهى الطفل يكون صداقاته وعلاقاته دائما بجانب الأم لأنها مصدر الآمان له فكيف نفكر أن ننزع منه كل ذلك بتشتته بين المنازل المختلفة إرضاء لرغبة الأب.
6. ينتج عن تشتت الطفل بين المنازل المختلفة إلى عدم تربيته بطريقة صحيحة فكل أسرة تسير على قواعد مختلفة عن الأخرى وهو ما يجعل الطفل يكتسب سلوكيات مختلفة جميعها عكس بعضها وهو أكبر خطأ فى التربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة