بالصور.. فى أول زيارة لوفد بوسنى منذ 2010.. ميركو تشاروفيتش نائب رئيس وزراء البوسنة لـ"اليوم السابع": مصر دولة صديقة وإحدى ركائز سياستنا الخارجية.. اتفقنا على إنشاء مجلس أعمال وسنوقع اتفاق تعاون سياحى

نائب رئيس وزراء البوسنة:

بحثت مع "طارق قابيل" إعفاء المنتجات البوسنية والمصرية من الضرائب.. وسعداء جداً بحجم العمل والنشاط فى قناة السويس

ميركو تشاروفيتش:

السياح البوسنيين يفضلون مصر ونتشاور لتدشين طيران شارتر بين سراييفووالقاهرة والمدن السياحية

نائب رئيس وزراء البوسنة:

لدينا معلومات كاملة عن البوسنيين المنضمين لداعش وسنتعامل معهم فور عودتهم

للمرة الأولى منذ 2010 يزور القاهرة وفد رفيع المستوى من البوسنة والهرسك، برئاسة ميركو تشاروفيتش نائب رئيس الوزراء للتجارة والاستثمار والسياحة، الذى أصطحب معه عشرة من رجال الأعمال والمستثمرين، حيث عقدوا لقاءات مع وزراء الخارجية والاستثمار والتجارة والسياحة، فضلاً عن عقد منتدى التعاون الاقتصادى المصرى البوسنى.

ميركو تشاروفيتش سبق وترأس المجلس الرئاسى البوسنى عامى 2002-2003، ويعد من العناصر الفاعلة سياسياً واقتصاديا فى البوسنة، التى تضم ثلاث مجموعات عرقية "البوسنيين والصرب والكروات"، وثلاث ديانات " الإسلام والأرثوذكسية الصربية، والروم الكاثوليك"، وزيارته الأخيرة للقاهرة التى بدأت مساء الأحد الماضى تعد الأولى له.



العلاقات البوسنية المصرية بدأت عام 1992 حينما كانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال البوسنة والهرسك، وافتتحت مصر سفارة مقيمة لها فى سراييفو عام 1996، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين لإنشاء آلية للتشاور السياسى فى 1998، وعقدت الجولة الأولى فى 10 يناير 2005 فى سراييفو، وعقدت الدورة الأولى للجنة المشتركة المصرية البوسنية للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى بالقاهرة يومى 16 – 17 نوفمبر 2009، واليوم تحاول سراييفو بناء جسر جديد للتعاون مع القاهرة، بدأه ميركو تشاروفيتش نائب رئيس الوزراء للتجارة والاستثمار والسياحة الذى يؤكد على أهمية مصر بالنسبة لبلاده باعتبارها "دولة صديقة".

"اليوم السابع" التقى ميركو تشاروفيتش، الذى تحدث عن لقاءاته مع المسئولين المصريين، قال:" بحثت مع المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، الاتفاقيات التجارية الموقعة بين البلدين، وإمكانية توسيع العمل بها، كما التقيت وزير السياحة واتفقنا على إبرام اتفاق تعاون فى مجال السياحة فى مايو المقبل، خاصة أن نص الاتفاقية موجود لكن هناك بعض الأمور الفنية التى يجرى البحث بشأنها حتى توقيع الاتفاقية".

- جئتم للقاهرة ومعكم وفد من رجال الأعمال ما هى الاستفادة التى تحققت من الزيارة؟

عقدنا خلال الزيارة منتدى اقتصادى بحضور مستثمرين مصريين وبوسنيين، حيث حدث تواصل بينهم، وتم الاتفاق على إنشاء مجلس أعمال مشترك يضم الشركات التى لها عمل فى البلدين، يكون هدفه إزالة أى صعوبات تعوق التعاون بين رجال الأعمال المصريين والبوسنيين، وزيادة التسهيلات فى المعاملات التجارية والصناعية وخلق فرص استثمارية جديدة، على أن يقوم المجلس أيضاً بتحديد المطلوب تنفيذه من جانب حكومتى البلدين لتسهيل التعامل التجارى بين مصر والبوسنة، خاصة أننا نؤمن بوجود فرص كبيرة للتعاون بين البلدين، لكننا حتى الآن لم نستغل هذه الفرص بشكل جيد، ونأمل أن يكون هذا المجلس بوابة لزيادة التعاون .

- هل تحدثتم عن فرص استثمارية جديدة فى مصر تحديداً بمنطقة قناة السويس ؟

التقيت أنا ورجال الأعمال البوسنيين الدكتور أحمد درويش، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس الذى عرض أمامنا كل الفرص المتاحة بمنطقة القناة، وحضر الاجتماع رئيس اتحاد الغرف التجارية بالبوسنة والهرسك، ونحن كنا سعداء جداً بما تم فى قناة السويس وما هو مخطط له، وبالنسبة لى رأيت كيف يعمل القائمون على هذا المشروع بطريقة جدية تتناسب مع شكل المشروع الذى يهم العالم كله وليس مصر فقط، وقد قلت للدكتور درويش إن سفير مصر بالبوسنة، ياسر العطوى، قام بعرض مشروع تنمية قناة السويس على المستثمرين البوسنيين ثلاث مرات حتى الآن، وهو ما أتاح لنا معرفة كاملة بالمشروع وما يتم فيه، فما قام به السفير المصرى أمر جيد لأن كل الشركات تعرف قيمة المشروع وهناك بالفعل شركات لديها الرغبة بالاستثمار فى هذا المشروع.

- البوسنة من الدول المصدرة للأخشاب فهل تفكرون فى الاستثمار بمنطقة قناة السويس لتكون نقطة انطلاق للمنتجات البوسنية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

لدينا فى البوسنة عدة منتجات مهمة منها الأخشاب والأثاث والصناعات عسكرية، والطاقة، وإنتاج الورق، والحديد والصلب، والآن نقوم بتصدير هذه المنتجات إلى شمال أفريقيا خاصة الحديد والصلب، وكل هذه المنتجات يمكن أن يكون لها مكان فى قناة السويس لتكون نقطة مهمة فى التصدير للمنطقة .



وبالنسبة للأثاث فنحن نبيع بـ500 مليون يورو فى منطقة الاتحاد الأوروبى، ففى كل مدينة بالبوسنة إنتاج خشبى، وبالتأكيد هناك شركات تعمل فى الخشب تبحث عن فرصة للتواجد فى منطقة القناة .

- ما هى الاتفاقيات التى سيتم التوقيع عليها؟

سنوقع اتفاقية تعاون فى مجال السياحة كما قلت، لأن لدينا سياح بوسنيين يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية فى مصر، ومصر الآن دولة مستقرة ولا تعانى من المشاكل التى عانت منها قبل عامين، ونحن نتمنى ارتفاع عدد السياح البوسنيين القادمين إلى مصر.

بالإضافة للسياحة، نعمل على وضع إضافة لاتفاقية التجارة وهو ما ناقشته مع وزير التجارة، فما نريده هو الاتفاق على بيع بعض المنتجات المصرية والبوسنية فى البلدين بدون ضرائب، أى يحدث تبادل تجارى بدون ضرائب، خاصة أن هناك منتجات مصرية مطلوبة فى البوسنة مثل الخضروات والفاكهة من الممكن بيعها هناك بدون ضرائب إذا تم الاتفاق على ذلك، كما أن هناك منتجات بوسنية مثل الورق والأخشاب يمكن بيعها فى مصر خاصة الأخشاب لوجود حركة بناء كبيرة فى مصر، كما أن بمصر مصانع أسمنت كثيرة من الممكن أن تستفيد من الشركات البوسنية المتخصصة فى صناعة أكياس الأسمنت .

- كيف تنظرون للوضع الآن فى مصر؟

وجودى مع الوفد بعد 6 سنوات من آخر زيارة لمسئولين بوسنيين يعد رمزا وإشارة للبوسنيين بأن الوضع فى مصر مستقر، ونحن نريد أن تكون مصر مستقرة ومتقدمة .

- هل هناك تفكير فى تدشين خط طيران مباشر ؟

معظم السياح البونسيين يأتون إلى مصر عبر صربيا لوجود شركات صربية متخصصة فى السياحة المصرية وكانت تتولى تنظيم الرحلات، وكذلك لقرب المسافة بين سراييفو وبلجراد التى لا تتجاوز 250 كيلو، لكن بالطبع نريد أولا تدشين طيران شارتر بين سراييفو والقاهرة والمدن السياحية، ومع زيادة عدد السياح البوسنيين لمصر سيكون وقتها من المطلوب إنشاء خط طيران مباشر .

- هل لديكم خطة زمنية معينة لرفع عدد السياح البوسنيين وبالتالى إنشاء خط الطيران المباشر ؟

ليس هناك قرار حتى الآن، والأمر يخضع لدراسات ونقاشات متبادلة بين القاهرة وسراييفو .

- مصر كانت من أوائل الدول التى اعترفت بالبوسنة والهرسك وفتحت سفارة لها فى سراييفو، كيف تنظر فى الوقت الراهن لشكل العلاقات السياسية بين البلدين؟

مصر بالنسبة لنا دولة صديقة، ونحن على أبواب الانضمام إلى الاتحاد الأوربى، وبالطبع لدينا سياسة قريبة من سياسة الإتحاد الإوروبى، وباعتبارنا دولة متعددة الجنسيات والأديان، نفهم معنى أن تكون الدولة مستقرة، وبالنسبة لمصر نريدها دولة تتمتع بالاستقرار الكامل، ونحن فى البوسنة نحترم مصر ونرى أنها لابد أن تكون إحدى ركائز السياسة الخارجية لأى دولة بالعالم، وبالطبع نحن فى البوسنة نعتبر مصر كذلك، ونحن دولة صغيرة حوالى 4 مليون نسمة نريد صديق قوى متعدد السكان مثل مصر .

- بعد عودتك لسراييفو ماذا ستقول عن مصر؟

أولاً سأقدم تقريرا إلى مجلس الوزراء عن الزيارة أؤكد فيه ضرورة تعزيز التعاون وتبادل الزيارات على مستوى مرتفع، وسأنقل تهنئة وزير الخارجية المصرى لنظيره البوسنى ودعوته لزيارة القاهرة، وبالتأكيد حديثى عن مصر فى البوسنة سيكون إيجابياً وسيركز على تعزيز التعاون، وسأعود لمصر مجدداً.

- كيف ترون التعامل المصرى مع المكونات الدينية والمجتمعية فى البوسنة ؟

مصر تتعامل مع جميع الجنسيات والأديان بالبوسنة بتوازن شديد جدا، ونحن نقدر ذلك جيدا.

- فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب هناك عدد من الشخصيات البوسنية التى انضمت لتنظيم داعش الإرهابى بالعراق وسوريا من خلال تركيا، كيف تتعاملون مع هذا الواقع ؟

بالنسبة لمن انضموا لداعش نحن لدينا قانون سيتعامل معهم فور عودتهم للبوسنة، حيث سيتم محاكمتهم بتهمة الانضمام لتنظيم إرهابى، ولدينا معلومات متكاملة عن البوسنيين الذين أنضموا لداعش، وحينما يصلون إلى حدود البوسنة سيتم القبض عليهم ومحاكمتهم .

- هل هناك تعاون مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب ؟

بالتأكيد نتعاون مع كل الدول المنخرطة فى عملية مكافحة ومحاربة الإرهاب، لأن أى نوع من التطرف يمثل خطرا على جميع الدول بما فيها البوسنة، ووزارة الأمن لدينا أبرمت اتفاقيات تعاون مع كل الدول المعنية بمحاربة الإرهاب، ووزير الأمن البوسنى نشيط جداً فى هذا المجال .

- هل هناك إحصائية بأعداد البوسنيين الذين انضموا لداعش ؟

توجد لدينا بالفعل قائمة بالإسماء، ويصل العدد إلى حوالى 100 شخص .

- متى ستنضم البوسنة رسمياً للاتحاد الأوروبى وحلف الناتو؟

بالنسبة للاتحاد الأوروبى، هناك تقدم كبير حدث هذا العام، وتقدمنا بطلب للانضمام للاتحاد، وأجاز وزراء الخارجية الأوروبيون، لنا اتخاذ الخطوة الثانية فى آلية انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبى بعد إقرار سلسلة إصلاحات مطلوبة، وقبل نهاية هذا العام سيتم مناقشة هذا الطلب لندخل المرحلة الثانية.

أما بالنسبة للناتو فلابد من حل مشكلة ممتلكات الجيش البوسنى لأنها تعتبر إحدى أهم التحديات التى يجب تخطيها فى سبيل تفعيل خطة انضمام البوسنة والهرسك إلى حلف الناتو.

موضوعات متعلقة..

- وزير التجارة: دراسة توقيع اتفاق تجارة تفضيلية بين مصر والبوسنة