إن أشد ما يؤلمنى أن يتجاهل إنسان آخر كلية حتى ولو مر من أمامه فلا يلقى عليه السلام أو التحية ولو نظرت لمجرد دقائق معدودات فى دفتر حياته لوجدت أن الآخر قد قدم له العديد من الخدمات أو وقف بجانبه فى أعتى الظروف وأشقاها وطواعية ودون أن يطلب منه ذلك ولكن بدافع الحب الإنسانى الذى دعت إليه الأديان.
وإن كنت أعتبر أن مثل تلك الأمور تدخل من وجهة نظرى الشخصية تحت بند التعالى والتكبر وهذا الامر يعد غير مقبولا أخلاقيا وليس معنى أن إنسانا ساعد آخر فى أمر ما التجأ فيه إليه أن يشعره بالعجز فى حل مشاكله بل يقول له إن الناس لبعضها ومن يعلم فقد احتاج لك يوما ما أو أحد أبنائى والحياة لا تخلو من المشاكل.
فى يوم من الأيام تقابلت مع سيدة عجوز تكبرنى بعشرات السنين ولا تقو على السير وحمل حاجياتها فى ذات الوقت فقدمت لها المساعدة وكنت فى غاية السرور وشكرتنى وودعتها وحتى سيارته ولم تمر غير أسابيع قليلة إلا وأصبت بداء النقرس اللعين بالإضافة لمرض زوجتى إلا وأفاجئ أن تلك السيدة تحاول قدر استطاعتها ""رد الجميل"" هذا أثر فى نفسى كثيرا لأننى لم أكن أعرفها من قبل ولا هى ولكن حمل الجميل هو الذى جمعنا معا.. ليت كل من يقرأ هذا المقال أن يضع أمام نصب عينيه تقديم المساعدة للغير لو كان فى حاجة إليها لظرف أو آخر.
ورقة وقلم - صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة