مليون و800 ألف عدد المصابين بمرض كرون والتهاب القولون التقرحى فى مصر
تبلغ نسبة الإصابة بمرض كرون والتقرحى فى مصر حوالى 2% أى حوالى مليون و800 ألف مصاب، ورغم أن هذه النسبة كبيرة إلا أن هذه النسبة للحالات التى تم اكتشافها فقط، أما الحالات التى لم يتم اكتشافها فلم يتم إحصائها حتى الآن.
ويعتبر مرض كرون والتهاب القولون التقرحى من الأمراض المناعية المزمنة، كما أن مرض كرون يعد أكثر شراسة من مرض التهاب القولون التقرحى، ويتشابه كلاهما فى كثير من الأعراض وطرق العلاج، ويتم تأكيد التشخيص باستخدام منظار القولون لمعرفة ما إذا كان يعانى منه المريض هو كرون أم التهاب القولون التقرحى، وكلاهما يمكن أن يصيب كل الأعمار ويكون الإنسان أكثر عرضة للإصابة فى العقد الثالث من العمر.
أعراض كل من كرون والتهاب القولون التقرحى
من جانبه أكد الدكتور عمرو فطين - أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس - أن أعراض مرض كرون والتهاب القولون التقرحى تتمثل فى حدوث آلام شديدة ودم بالبراز، وتتراوح الأعراض التى تصاحب مرض كرون والتقرحى ما بين المعتدلة والحادة جداً، وقد تظهر هذه الأعراض بصورة تدريجية أو بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، وتكون الأعراض فى صورة ألم بالبطن مع حدوث إسهال ونزيف من الجهاز الهضمى، وأحيانا ارتفاع فى درجة الحرارة مع شعور بالتعب والإرهاق بجانب فقدان للشهية والوزن وتقرحات حول فتحة الشرج، وهناك أيضا مضاعفات ثانوية مثل الالتهابات فى العين، ومشاكل فى الجلد والتهاب الفم والتهابات المفاصل. وهناك أعراض أخرى مثل تقرحات بالجلد، ويؤثر على العين، وقد يسبب حصى بالكلى، وحصى بالمرارة واضطرابات فى الكبد، وعندها تزيد فرصة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة (سرطان القولون أو سرطان الأمعاء الدقيقة.
أسباب المرض.. قد يكون استعداد وراثى وعوامل أخرى مساعده
وقال د. فطين إن الدراسات أكدت أن أسباب مرضى كرون والتهاب القولون التقرحى غير معروفة حتى الآن، ولكن هذين المرضين يعتمدان على الاستعداد الوراثى، حيث إن هناك عوامل وراثية تساعد فى الإصابة وأيضا أدوية الروماتيزم، ومن الأسباب المساعدة فى الإصابة بالمرض النمط الأوروبية والأمريكية فى تناول الطعام، والضغط النفسى، موضحا أن هناك عدة أسباب قد تتضافر معاً لظهور المرض ومنها عوامل وراثية ،وعوامل بيئية.
تأخر التشخيص أو الخطأ فيه يعرض حياة المريض للخطر
وأوضح فطين أنه قد يتأخر تشخيص مرض كرون والتهاب القولون التقرحى، أو يتم تشخيصهما بالخطأ وذلك لتشابه أعراضهما مع كثير من أمراض الجهاز الهضمى، حيث إن نسبة وعى المجتمع بأعراض ومسببات المرض ليست كبيرة بما يكفى للتوجه للطبيب المختص فى مرحلة مبكرة من المرض، حيث تختلف أعراض مرض كرون والتقرحى من شخص لآخر، الأمر الذى يستدعى رفع التوعية يهما للتعرف على سبل التغلب عليهما، وكيفية التعايش مع المرض وطرق علاجه.
مرض كرون والتهاب القولون التقرحى يؤثران على نشاط المريض وعمله
وأشار فطين إلى أن المريض المصاب يكون أقل نشاطاً فى عمله مقارنة بالأصحاء، فأثناء فترة نشاط المرض يتغيب المريض عن عمله أو دراسته إذا كان طالبا، بسبب الحرج الذى يشعر به المريض بالإضافة إلى الأعراض الجسدية، حتى أنه فى بعض الأحيان قد يتغيب عن مناسبات اجتماعية، مما ينعكس بالسلب على نمط حياته واندماجه فى المجتمع، بالإضافة إلى التأثير على الطاقة الإنتاجية والاقتصادية، حيث إن معظم المصابين فى العقد الثالث من العمر والذى يعتبر الفئة العمرية الأكثر إنتاجا فى أى مجتمع، موضحا أن إجراء بعض التغييرات فى نظام حياة المريض من شأنه أن يخفف من حدة الأعراض، كتغيير النظام الغذائى، والمحافظة على الترطيب السليم للجسم والإقلاع عن التدخين؛ إذ قد يؤدى التدخين إلى زيادة مرض كرون لذلك ينصح بعدم التدخين.
وينصح بتناول وجبات صغيرة متكررة بدلاً من تناول وجبات كبيرة، مما يساعد فى حال انخفاض الشهية، وضرورة اتباع نظام غذائى متوازن مع التحكم بكمية الطعام المتناولة، مع ممارسة الرياضة بانتظام.
الأدوية المتاحة للسيطرة على المرض
وتعتبر أدوية مثبطات المناعة هى الأساس فى علاج مرض كرون والتقرحى، حيث كان الكورتيزون هو الأساس فى علاج هذين المرضين، ومؤخرا تم التوصل لأحدث طرق العلاج التى تؤخذ عن طريق حقن تحت الجلد بسهولة للتحكم فى أعراض المرض، وهو ما يسمى بالعلاج البيولوجى والذى يؤثر على الخلايا المناعية البيولوجية، حيث إن هذه العلاجات بعضها طبيعى، وبعضها صناعى معدلة بالهندسة الوراثية، مؤكدا أنه تم إدخال عقار هيوميرا ضمن منظومة نفقة الدولة ونتائجها أفضل من الكورتيزون، حيث يجنب المريض المضاعفات الناتجة عن الكورتيزون، موضحا أنه يتم تأكيد التشخيص باستخدام منظار القولون.
وأشار الدكتور أحمد عبد العزيز - أستاذ جراحة الشرج بطب عين شمس – إلى أنه فى بعض الحالات الشديدة من التهاب القولون التقرحى والتى لم تتم السيطرة على المرض من خلال الأدوية لابد من تحديد إجراء الجراحة من خلال فريق طبى، مؤكدا أن مرضى التهاب القولون التقرحى والذين يحتاجون الجراحة يمثلون 20% فقط، مشيرا إلى أن الجراحة يتم فيها استئصال القولون والمستقيم والشرج ولابد من استئصاله بالكامل، وإذا نسى الطبيب أى جزء منه يظل المريض يعانى من الألم ويتم إجراء الجراحة بالمنظار وتوصيل الأمعاء الدقيقة بالشرج.
وقال الدكتور أحمد إن دور القولون امتصاص الماء فيكون البراز متماسكا، ولكن عندما يتم استئصال القولون يظل المريض يعانى من الإسهال طول حياته، وتتم الاستعاضة عن القولون بكيس، لذلك لا يتم اللجوء إلى استئصال القولون إلا فى الحالات الصعبة غير المستجيبة للعلاج، موضحا أن مشكلة مرض كرون أن المريض يدخل العملية ومتوقع أن يعود مرة أخرى لإجراء جراحة أخرى حيث أنه يمكن أن يدخل غرفة العمليات أكثر من مرة فقد يتعرض لإجراء جراحة لأكثر من 3 مرات.
وقالت الدكتورة أمينة حساب، أستاذ التحاليل الطبية: "إن أكثر الأعراض التى نبحث عنها فى التحليل هو الدم الخفى فى البراز، ونبحث عنه مهما قلت كميتة والذى يعتبر مؤشر للإصابة".
بعض المرضى يروون معاناتهم مع المرض
قالت رحاب فى البداية: "تم تشخيص حالتى بطريقة خاطئة ثم بدأت أخذ كورتيزون، وطبيب آخر أعطانى أعشابا رغم أن المرض لا يتم علاجه بالأعشاب، وحدث لى انتفاخ من الكورتيزون، ولجأت إلى طبيب أعطانى علاجات خطأ، حيث أخذت علاجات تؤدى الى تجلط الدم، وحدث لى جلطات كثيرة فى جسمى وتم علاجى من الجلطات، والتى تسببت لى كهرباء فى المخ، وتعرضت للنزف من الشرج، وحاليا أتناول العلاج بانتظام وعمرى ما شعرت أنى مريضة، حيث إن انتظام العلاج يؤدى إلى استقرار الحالة.
وأشارت إحدى الأمهات إلى أن طفلها أصيب بمرض كرون، وكان عمرة 6 شهور، وتم اكتشاف المرض بعد 19 سنة من خلال تحليل" بروتكت "وهو تحليل يظهر المرض، وأضافت أن أطباء كثيرين شخصوا حالته على أنها دوسنتاريا.
موضوعات متعلقة..
تعرف على طرق علاج التهابات القولون بالـ"براز"