أحمد عزيز يكتب: الذاتية الشديدة خطر داهم

الثلاثاء، 31 مايو 2016 10:00 ص
أحمد عزيز يكتب: الذاتية الشديدة خطر داهم صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحياة مدرسة كبيرة نتعلم منها كل يوم درسًا فى فنون الحياة، ومن هذه الدروس التعامل النفسى مع الآخرين ومحاولة فهم الآخر، فلو استغل الناس الطاقة النفسية التى يبذلونها فى محاولة فهم الآخرين من حولهم وتحليل سلوكياتهم وعيوبهم ونقائصهم لو استغلوها فى فهم أنفسهم هم لكانوا أكثر وعيا وأكثر نضجاً وأكثر بصيرةً، وربما يكون أول طريق إصلاح النفس أن نقول لأنفسنا بصوت عال كل صباح "عزيزى أنا.... دعنى أركز عليك".

فأغلب النظريات النفسية تؤكد أنك إذا كنت تعتمد كثيراً على الآخرين لإعطائك الشعور بالسعادة والثقة بالنفس والأمان النفسى فأنت تستعمل "وصفة أكيدة " للبؤس والكآبة والتعاسة فى الحياة وستجد نفسك دائماً تشتكى من خداع الناس وخيانتهم وظلمهم لك .. والحقيقة أن الناس بشر مثلك ولم يُخلَقوا خصيصاً لإسعاد وإرضاء وخدمة سيادتك.. فحاول أن تستقل بمشاعرك عن البشر من حولك فهذه هى "الوصفة الأكيدة" للسعادة فى الحياة.!

كما أن الحياة ستكون أكثر بساطة لو اقتنع الناس اقتناعاً كاملاً أن نجاحهم وسعادتهم ورضاهم عن أنفسهم لابد أن يأتى من داخلهم هم وألا يعتمدوا على الآخرين فى تحقيقه....وهى قطعاً عملية ليست سهلة لمن شب وكبر على الاعتماد على الناس لإرضاء نفسه ( فتصبح مشاعره أسيرة لغيره طيلة حياته ) .. ولكن علينا أن نحاول أن نزرعها فى أطفالنا منذ الصغر.!

كما أن إحدى عوامل النجاح أن تكون لديك المقدرة على أن تنظر للعالم بعين العالم وليس بعينك أنت فقط.... فالذاتية الشديدة " التى تجعلك تظن أنك على الحق دائماً " سوف تقلل من قدرتك على التكيف والتعلم والتطور والتحسن وعلى رؤية الفرص والمخاطر المحيطة بك..... ولو أردت أن تنجح عليك أن توقن جيداً أن العالم قد يفكر بطريقة مختلفة تماماً عنك فالذكى ينفتح على العالم بسهولة اما الغبى فيعشق ذاته حتى الفناء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة