أحياناً كثيرة ودائماً ما يشعر المواطن بابتعاد المسئولين عنه، نتيجة للصعوبة فى حصوله على الخدمة وصعوبة أكبر فى مُقابلة المسئول لتقديم الاستفسار أو معرفة المُبرر لعدم حصوله على الخدمة أو سبب العرقلة.
الحقيقة أن المسئولين بالتنفيذ الحرفى للبروتوكولات يجعل المواطن يستشعر دوماً أن المسئول فى معزلٍ عنه، نحن لا نريد المسئول الذى يُخاطبنا من شاشات الفضائيات دون جدوى لمسناها على أرض الواقع، نحن نريد أن نرى المسئول بيننا يستمع لأهل وطنه ويكون أول المُقدمين للخدمة بنفسه للمواطنين.
الالتزام الحرفى بالبروتوكول يُحول المسئول بعيداً عن المسار المُفترض سلكه، لا شك إن البروتوكول رائع لكن يُسبب العُزلة ويجد المسئول نفسه تحول من حياة إلى حياة أخرى هو بنفسه يمل منها.
أتمنى أن أرى الوزير بنفسه يجلس مكان الموظف الحكومى لدقائق يومياً ليُقدم الخدمة بنفسه للمواطن، على الأقل فى مكان عمله وهو الوزارة.
دعونا الآن من اللقاءات والندوات والتصريحات أحادية الجانب، وهيا بنا إلى المُشاركة فالمسئول يجب أن يسمع أكثر ما يتكلم ثم يُنفذ ما سَمع، فالسلطة الأولى والأخيرة للشعب وللشعب أمرٌ لا طلب، فالاستماع يجعل المسئول يقف على أول الطريق الذى يُريده الشعب والتنفيذ يؤكد أن المسئول قد سلك الطريق فعلاً مع الشعب.
لو كان المسئول والناس على نفس الطريق فمن أين ستأتى الاعتصامات المُناهضة للغلاء، لو كان المسئول والناس على نفس الطريق فمن أين سيأتى إرتفاع الأسعار المُفاجىء، لكن نجد أن الناس والمسئولين قد تفاجاءا بإرتفاع الأسعار دون تحذير مُسبق أو سابقة إنذار.
أيها المسئول اجعل الجلوس فى مكتبك لدقائق معدودة يومياً لتوقيع المهام، وبعدها التحم مع المواطن وحقق طلبه، فقليل من المُشاركة مع المواطن فيما يريد توفر الكثير من الفجوات التى يلعب عليها أعداء هذا الوطن وينصبوا شِباكهم حول هذه الفجوات فقط، فاكسر البروتوكول لتجبُر خاطر هذا المواطن الكادح وتجبُر أمل أمتنا.
محمد صبرى درويش يكتب: اكسروا البروتوكول ليشعر بكم المواطن
السبت، 25 يونيو 2016 04:06 م
ورقة وقلم - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة