بالصور.. "يا حلاوة الإيد الشغالة".. "ميت الحارون" أشهر قرية لتدوير الكاوتش القديم بالغربية.. صاحب ورشة: نصنع منه "مقاطف وسوست للإنتريهات.. وعامل: السلك يستخدم فى تربيط حديد التسليح

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 05:44 م
بالصور.. "يا حلاوة الإيد الشغالة".. "ميت الحارون" أشهر قرية لتدوير الكاوتش القديم بالغربية.. صاحب ورشة: نصنع منه "مقاطف وسوست للإنتريهات.. وعامل: السلك يستخدم فى تربيط حديد التسليح اطارات الكاوتش القديم متراصة على الطريق بقرية الذهب الاسود بالغربية
الغربية – مصطفى عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرية "الذهب الأسود" أو "الكاوتش" ألقاب أطلقت على قرية كفر ميت الحارون التابعة لمركز زفتى فى محافظة الغربية، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 4 آلاف نسمة، وبالرغم من أن العدد ليس كبيرا إلا أن أكثر من 2500 شخص يعملون فى مجال إعادة تدوير وتصنيع الكاوتش.
 
وعندما تصل إلى موقف زفتى، وتسأل عن قرية كفر ميت الحارون سيبلغك أى شخص هناك ، هل تسأل عن قرية الكاوتش ؟ فالقرية معروفة منذ عشرات السنين بذلك الاسم، وتربوا على هذه المهنة، ولم يجدوا  أمامهم سواها، وعلى طول الطريق المؤدى للقرية الذى يبلغ ما يقرب من 10كيلو مترات ترى آلاف الإطارات من الكاوتش القديم متراصة على الطريق وينتشر على جانبيه ورش الكاوتش، فلا تجد شخصا يجلس دون عمل، ولكن تجد الكل يعمل فى تلك المهنة الشاقة، التى اكتسبوا فيها الخبرات وأصبحوا على كفاءة عالية فى تقطيع الكاوتش وفصل مكوناته.
 
"اليوم السابع" تجول داخل القرية للوقوف على أسباب شهرتها بتلك المهنة، فوجدنا أنها عبارة عن خلية تشبه خلية النحل، الكل يعمل على قدم وساق منذ السابعة صباحا وحتى غروب الشمس.
 

صاحب ورشة الكاوتش: هناك نوعان "تيل ، سلك"

 
يقول أحمد شعبان صاحب ورشة تقطيع كاوتش، إنه يعمل فى تقطيع الكاوتش منذ 17 عاما، وكبر وتربى على تلك المهنة، ولم يجد أمامه سواها واكتسب الخبرة من مزاولة المهنة ومن الصنايعية الكبار فى المهنة.
 
وأضاف أن هناك نوعين من الكاوتش، "السلك ، التيل" ويتخصص فى تقطيع الكاوتش السلك ،مضيفا أنه يقوم بتقطيع الكاوتش باستخدام سكين حاد، ويستخرج منها  "طواقى ،أطواق ، بلاستيد"، موضحا أن البلاستيد يتم نقله للمصانع ويدخل فى صناعة الكاوتش مرة أخرى، أما الأطواق  فتدخل فى صناعة خراطيم مياه ماكينات الرى وسوست مطاط للمراتب أما الطواقى فيتم تقطيعها إلى أجزاء ووضعها فى إطار الكاوتش من الداخل لسد القطع لمد العمر الافتراضى للكاوتش لغير المقتدرين على شراء إطارات جديدة، وأن أسعار الكاوتش متفاوتة.
 
 

أحمد شعبان:المهنة شاقة وتتطلب تركيزا عاليا ومجهودا بدنيا شاقا

 
ويضيف أحمد شعبان، أن تلك المهنة شاقة للغاية وتحتاج إلى تركيز ومجهود بدنى شاق ولا أجد أمامى سواها ويعمل فيها الكبير والصغير
 

رفعت محمد: الكاوتش يدخل فى صناعة "المقاطف والحرير فى صناعة الزفت

 
أما رفعت محمد فيقول إنه تخصص فى تقطيع الكاوتش التيل ويقوم بفصل طبقات الكاوتش لاستخلاص "طاقية – بلاستيد – أطواق" ، ويصنع منها المقاطف وهناك طبقة أخرى تسمى "الحرير" يتم استخدامها فى تصنيع"الزفت" المستخدم فى الرصف.
 
 
وأضاف أنه يعمل فى المهنة منذ 10 سنوات، وتحتاج إلى الهواية والممارسة، ولن أفكر فى غيرها ، وأتمنى أن ينصلح حال البلد وينهض الاقتصاد مرة أخرى.
 

المقاطف يأتى زبائنها خصيصا من الصعيد

 
وأشار رفعت إلى أن المقاطف يأتيها الزبائن من صعيد مصر وتجار البطاطس ،ويتم نقل البلاستيد للمصانع لصناعة "الشباشب" والسلك المستخرج يستخدم فى تربيط الأقفاص الخشبية وفى ربط حديد التسليح، وأضاف أن لديه شقيقين يعملان فى نفس المجال، ونبذل مجهودا بدنيا شاقا، ولم أجد مهنة غيرها، أعمل فيها والجاى فيها على قد اللى رايح ومش عارف اتجوز وافتح بيت.
 

الحاج رجب: أعمل فى تقطيع الكاوتش منذ 30 عاما وبصرف منها على بيتى

 
أما الحاج رجب سيد أحمد، فقال: أعمل فى تلك المهنة منذ 30عاما، وأعشقها ولم أجد غيرها أمامى، والحمد لله ربنا بيكرمنا رغم إن فلوسها بسيطة، وأنه يقوم بقطع فردة الكاوتش لأجزاء، منها ما يستخدم فى تصنيع المقاطف، وأجزاء لتصنيع الطواقى لوضعها فى الإطارات لإطالة عمرها الافتراضى.
 
 
وأضاف: عندى ابنى متجوز، طلب منى أبطل الشغلانه دى ورفضت الجلوس فى المنزل، لأننى أريد أن أكسب من عرق جبينى وأصرف من جيبى.
 
 

عامل تقطيع كاوتش: اللى جاى على قد اللى رايح

 
أما على على عثمان فقال إنه يعمل فى تقطيع الكاوتش كمهنة إضافية لأعمال الفلاحة، ولديه 3 أبناء الأكبر بالصف الثالث الثانوى، والأوسط بالصف السادس الابتدائى ويعمل معه فى تقطيع الكاوتش، والأصغر بالصف الثالث الابتدائى.
 
 
وأضاف "على": أنا بشتغل فى المهنة دى بقالى 12 سنة، واللى جاى منها على قد اللى رايح، والحمد لله مستورة، ومهمته هى تقطيع "فردة" الكاوتش، وتصنيع المقاطف وسيور ماكينات"دريس الأرز"، وخراطيم مياه ماكينات الرى، مشيرا إلى أن السيور تصنع من الإطارات الأقل تلفا، ويتم بيعها للفلاحين، أما المقاطف فيأتيها زبائنها خصيصا  من صعيد مصر.
 
 

فضلات الكاوتش تستخدم فى حرق الطوب بديلا للمازوت

 
وأكد على، أن فضلات الإطارات تباع لأصحاب مصانع العسل فى الصعيد للإشعال، ومصانع الطوب لاستخدامها فى تشغيل المحارق بديلا عن المازوت.
 
 

أحد شيوخ المهنة: بدأت فى تصنيع الكعب والنعل وتطورت المهنة كثيرا

 
أما الحاج سيد البطش أحد شيوخ المهنة بالقرية فقال إنه بدأ فى تلك المهنة منذ صغر سنه فى شارع القلعة بتصنيع الكعب والنعل للحذاء المتهالك لاستخدامه مرة أخرى، حيث يتم قطع إطار الكاوتش إلى أجزاء صغيرة وتشكيلها للكعب والنعل، واستمرت المهنة فى التطوير، ودخل الكاوتش فى تصنيع "المقطف" و"طاقية" لوضعها فى الإطار من الداخل لإطالة عمر "الفردة" .
 
 

إطارات الطائرات أفضل أنواع الكاوتش ونستخدمها فى صناعة "السيور"

 
وأضاف: تطورت المهنة كثيرا  فدخل الكاوتش فى تصنيع عجلات ماكينات الرى ، وتصنيع "سيور" ماكينات"دريس الأرز" من إطارات الطائرات ويعد إطار الطائرة من أفضل أنواع الإطارات كما يستخدم "الكاوتش" فى  تصنيع "سوست" الأنتريهات واستخراج "السلك" من الإطارات لاستخدامها فى تربيط حديد التسليح.
 

إطارات الكاوتش القديم متراصة على الطريق المؤدى للقرية

إطارات الكاوتش على جانبى الطريق

ورشة أمامها إطارات قديمة معدة للتقطيع

صاحب ورشة يقطع الكاوتش لأجزاء

مئات الإطارات متراصة على جانبى الطريق

احمد شعبان صاحب ورشة تقطيع كاوتش

الطاقية وتوضع فى الإطار من الداخل لإطالة عمره الافتراضى

الأطواق

إطارات قبل تقطيعها

عامل بورشة يقطع الفردة إلى طبقات

عامل يفصل طبقات الكاوتش

تقطيع فردة الكاوتش

عامل يفصل فردة الكاوتش

إطارات الطائرات معدة للتقطيع

عامل بورشة تقطيع كاوتش أثناء عمله

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حزين

خبر جميل

خبر جميل ينم عن وعي أهل هذه القرية ونتمني لهم التوفيق وأن تكون هناك مصانع كثيرة تقوم بمثل هذه الأعمال بصورة ميكانيكية بدلاً من العمل اليدوي المرهق. هذه الصناعة يجب تدعم من وزارة البيئة لأنها تساهم في إعادة إستخدام الكاوتشوك. في أوربا هناك مصانع تعيد إستخدام الإطارات يسلخ الجزء السفلي المتهالك ثم تقوم بلصق جزء جديد لكي يصبح إطار جديد تماماً وفي السويد توجد مصانع كثيرة تدعمها الحكومة تقوم بتجديد الإطارات للمحافظة على البيئة. طبعاً هناك أبحاث كثيرة في صناعة الأسفلت لتقليل إحتكاك الإطارات بالطرق لإطالة أعمارها وتقليل عادم الكاتشوك الناتج عن إحتكاك الإطارات بالأسفلت لأن كل ذلك يلوث الهواء ويستنشقة الإنسان أو يبقى في الأرض وينجرف مع المطر للأراضي الزراعية والتى تتلف الزراعات وتسمم المحاصيل والمنتجات الزراعية. هناك أساليب جديدة وعلمية لمنع تلف الإطارات بصورة سريعة وهي عدم خلط الأسفلت بأنواع الحجارة الصلبة والتي تتسبب في تلف الإطارات بسرعة لأنها أحجار بازلتية قوية. أتمنى تبني الجامعات المصرية لفرق البحث في علوم الطرق لتطوير هذه الصناعة بحيث نحافظ على البيئة ونقلل عوادم إستهلاك الإطارات. تحية لأهالي هذه القرية الجميلة والتي تستحق جائزة البيئة من وزارة البيئة.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة