حالة من الخمول تسيطر على الأحزاب السياسية، بعد انتخابات مجلس النواب، اللهم دقائق افاقة بين الحين والآخر، يصدرون خلالها بيانًا مقتضبًا للتعقيب عن حادث أو واقعة، ليعودوا إلى تقوقعهم داخل مقراتهم مرة أخرى.
المشهد يوحى بأنه ليس ثمة حياة حزبية فى مصر، فالأحزاب إما أنها تعانى من انقسامات داخلية طاحنة، كالوفد الذى انقسم إلى ثلاث تيارات، أو استقالات جماعية كالتى شهدتها عدة أحزاب كالمؤتمر والمصرى الديمقراطى والحركة الوطنية والحرية الذى استقال عنه مؤسسه عمرو حمزاوى.
الاستقالات أصابت بعضهم بالسكتة الصوتية، فلم يعد لهم صوتًا مسموعًا أو وجودًا يذكر على الساحة السياسية، الأمر الذى قد تنعكس آثاره بصورة واضحة وجالية على انتخابات المجالس المحلية، التى من المتوقع أن يحسمها المال السياسى والعصبيات، فالمواطن البسيط ربما لا يعرف الآن أسماء أغلب الأحزاب، رغم حالة الزخم التى أثاروها عقب ثورة 30 يونيو ووعودهم بمحاربة الإرهاب بتنظيم مؤتمرات ثقافية لإنقاذ الاجيال الناشئة من تلك الأفكار وهو ما لم يحدث حتى الآن، كما وعدوا أيضا بدعم السياحة المصرية وهو كلام يمكن وصفه بالفشنك.
الأحزاب تعلق دومًا على موتها الإكلنيكلى باتهام جاهز للدولة، مفاده أن السلطة لا تفتح المجال العام أمام الأحزاب وتقدم لهم الدعم لممارسة الحياة السياسية، ألا أن تلك الأحزاب لم ترس أى قواعد جماهيرية فى المحافظات حتى تفتح المجال أمام نفسها، إذا صح هذا الزعم .
وبالنظر إلى سياق انتخابات المجالس المحلية، وإعلان أغلب الأحزاب بخوضها، حتى التى سبق وإن قاطعت انتخابات مجلس النواب بمرحلتيها الأولى والثانية، كأحزاب التيار الديمقراطى، فإن تلك الأحزاب لم تواصل حتى الآن مع القواعد الشعبية بمحافظات مصر المختلقة، مجرد لقاءات مغلقة داخل المقرات المنحصرة بالقاهرة والجيزة، ما ينذر بإخفاق حزبى وشيك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة