كاتب بارع وسياسى مخضرم عاش حياته رئيسا للتحرير أو وزيرا فى مختلف الحكومات، تميز بكتابة الرواية حتى خرج علينا بـ"زينب"، ثم توالت كتاباته حتى أصبح مؤثرا داخل الحقل الثقافى، هو الكاتب والسياسى البارع محمد حسين هيكل، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ138، ولد عام ١٨٨٨م بمحافظة الدقهلية، درس القانون فى مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج منها فى عام 1909م، حصل على درجة الدكتوراه فى الحقوق من جامعة السوربون فى فرنسا سنة 1912م.
رواية زينب عمل أدبى للراحل
وبعد عودته إلى مصر عمل فى المحاماة لمدة 10 سنوات، كما عمل بالصحافة، وتأثر بالشيخ محمد عبده وقاسم أمين، ووللكاتب الراحل العديد من المؤلفات الأدبية والسياسية أبرزها "رواية زينب"، و"هكذا خلقت"، و"مذكرات فى السياسة المصرية"، و"الحكومة الإسلامية"، و"سهيلة فى الظلمة"، و"حياة محمد"، و"فى منزل الوحى"، ومذكرات فى السياسة المصرية"، "الصديق أبو بكر"، و"الفاروق عمر"، و"عثمان بن عفان" وغيرها.
رواية هكذا خلقت
محمد حسين هيكل بدأ حياته الفكرية مؤمنًا بالقيم الغربية، والنزعة الفرعونية التى شهدت تناميًا بسبب تقدم الدراسات الأوروبية فى حقل "المصريات"، إلا أنه بعد إمعان النظر، بدأ يُخضع ما يراه من سلوكيات اجتماعية وأخلاقية مصاحبة للحداثة الغربية للنقد، حيث عاصر الوجه القبيح للمشروع الحضارى الغربى الذى أدى لقيام الحرب العالمية الأولى والثانية والتى تسببت فى مقتل أكثر من خمسين مليون إنسان، كما عايش الظاهرة الاستعمارية، ورأى كيف أن الديمقراطية الغربية تكيل بمكيالين.
سلسلة كتاب مذكرات فى السياسة المصرية للراحل هيكل
كان عضوا فى لجنة الثلاثين التى وضعت دستور 1923، أول دستور صدر فى مصر المستقلة وفقا لتصريح 28 فبراير 1922م، وعين كرئيس تحرير جريدة السياسة الأسبوعية التى أطلقها حزب الأحرار الدستوريين عام 1926، واختير وزيرا للمعارف فى الوزارة التى شكلها محمد محمود عام 1938م، ثم تولى حقيبة المعارف للمرة الثانية سنة 1940م فى وزارة حسين سرى، اختير سنة 1941م نائبا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943م، وظلَّ رئيسًا له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى فى عام 1944م، وأضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1945م، وفى نفس العام تولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945م وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعى حتى يونيو 1950م حيث أصدرت حكومة الوفد المراسيم الشهيرة التى أدت إلى إخراج هيكل وكثير من أعضاء المعارضة من المجلس نتيجة الاستجوابات التى قدمت فى المجلس وناقشت اتهامات وجهت لكريم ثابت أحد مستشارى الملك فاروق، كما تولى أيضا تمثيل السعودية فى التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945م، كما رأس وفد مصر فى الأمم المتحدة أكثر من مرة .
