الملينات أو الأدوية التى تعالج حالات الإسهال تمثل خطورة على حياة المرضى بسبب سوء استخدامها، فبالرغم من كفاءة هذه المنتجات، ولكن سوء استخدامها أصبح يمثل خطورة على حياتهم خاصة المنتجات التى تحتوى على جرعات عالية من النباتات التى تحتوى على المادة الفعالة المعروفة باسم الأنثراكينون "Anthraquinones".
قال الدكتور خالد مصيلحى أستاذ ورئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية تعتبر هذه المجموعة من الملينات الأشهر والأكثر رواجا فى سوق الدواء المصرى والدول العربية كما أن هذه النباتات من أكثر النباتات مبيعا عند العطارين مثل نبات "السنامكى والراوند والكاسكارا"، موضحا أن جميعها نباتات غنية بمادة الأنثراكينون وتعتبر من أقوى المواد لعلاج الإمساك، كما هو مثبت فى الأبحاث، ولكن سوء استخدامها كان السبب الرئيسى فى ظهور أعراض مرضية أشد خطورة من الإمساك نفسه ونلخص مدى خطورتها فى عدة نقاط:
أولا: جميع أنواع الملينات سواء فى صورة مستحضرات صيدلية أو وصفات من عند العطار تسبب ضعفا فى عضلات الأمعاء إذا تم استخدامها لأكثر من 10 أيام فكل الأبحاث والمنظمات الصحية العالمية تحذر من استخدامها لأكثر من 10 أيام وتظهر أعراض ضعف عضلات الأمعاء فى صورة تعود المريض على الملينات، وهذا مرض شديد الخطورة، قد يتسبب فى يوم من الأيام إلى توقف حركة الأمعاء تماما.
ثانيا: الملينات قد تسبب الإجهاض فى السيدات الحوامل، كما أوصت الجمعية الأمريكية للحوامل American Pregnant Association وهى جمعية تعتنى بشئون السيدات الحوامل، محذرة من الجرعات الكبيرة من هذا النوع من الملينات أثناء الحمل، لوجود بعض الأدلة أن الجرعات الكبيرة منها قد تؤثر على التركيب الجينى، وقد تزيد من انقباضات الرحم، مما قد يعرض الحامل للإجهاض، خاصة لدى الحوامل اللاتى لديهن تاريخ سابق للإجهاض، كما أن تناول جرعات منها أثناء الرضاعة يفرز فى لبن الأم، وقد يضر الطفل الرضيع كما أن هذه الملينات لا تصلح مع مرضى القلب والتهابات القولون والمعدة.
ثالثا: بعض راغبى إنقاص الوزن يتناولون جرعات كبيرة من هذه الملينات مما يعرضهم للجفاف، وفقدان عناصر حيوية فى جسم الإنسان، مثل الصوديوم والبوتاسيوم والحديد لأنه يقلل امتصاص الحديد الموجود فى الطعام، مما يتسبب فى الأنيميا الحادة، كما أن أى تغيير فى نسبة البوتاسيوم والصوديوم يؤثر على كفاءة القلب، وقوة انقباضه، وقد يسبب تشنجات فى عضلات الجسم.
رابعا: هذا النوع من الملينات يتفاعل مع بعض الأدوية الأخرى، وقد يتسبب فى مشاكل جسيمة فهى تزيد من خطورة الآثار الجانبية لمدرات البول، إذا تم أخذهما معا، لأنها تزيد من جفاف الجسم، وفقدان عناصر ضرورية، كما أنها تزيد من خطورة الآثار الجانبية لأدوية القلب مثل "الدايجوكسين"، وأدوية سيولة الدم، لأنها قد تسبب نزيفا مع الأدوية المانعة لتجلط الدم، لأن هذه الملينات تقلل امتصاص فيتامين "K "المسئول عن تجلط الدم، موضحا أن هذه الملينات قد تقلل امتصاص بعض الأدوية فتقلل كفاءتها.
وقال الدكتور خالد مصيلحى إنه بعد هذه التحذيرات يتضح أن الخطورة ليس فى الملينات نفسها، ولكن فى سوء استخدامها ومعظم المصريين والدول العربية يتناولونها باستمرار، ظنا منهم أنها تنظف الجهاز الهضمى.
وأوضح أن هذه المنتجات الأكثر تداولا فى الأسواق، ولكن هنا يظهر دور الصيدلى، عند ملاحظته صرف هذا النوع من الملينات لفترات تجتاز الأسبوعين فعليه تقديم النصح وتحذير المواطنين بالمخاطر السابق ذكرها، مضيفا أنه على مرضى الإمساك المزمن استبدال هذا النوع من الملينات بالأنواع الأخرى التى ليس لها مضاعفات، والاعتماد على الأغذية الغنية بالألياف مثل الخيار بدون تقشيره، والخبز الأسمر، والأرز البنى والشوفان، والبليلة وغيرها من مصادر الألياف الطبيعية التى تنظم حركة القولون، وتمنع حدوث الإمساك، كما يمكن تناول كوب لبن عليه ملعقة شوفان وملعقة من بذور الكتان يوميا، كوقاية من الإمساك وعلاجه.
وأشار إلى أنه على الحوامل والمرضعات ومرضى القلب، وأصحاب الأمراض المزمنة، مراجعة الطبيب المعالج، أو الصيدلى للتأكد من عدم وجود أى ضرر من الملينات المستخدمة على حالته المرضية، وتحديد الجرعة العلاجية المناسبة لكل حالة، والتأكد من عدم وجود تفاعل أو تداخل بين هذه الملينات، والأدوية المستخدمه فى علاج هذه الأمراض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة