بالصور.. قصة حب "محمد" و"صباح".. يعيشان معًا منذ 30 سنة على "الحلوة والمرة".. الزوج مصاب بشلل ويعتمدان على الصدقات فى معيشتهما.. الزوجة: "حافظ علىَّ رغم عدم الإنجاب".. ويؤكدان: "عايزين نموت مستورين"

الإثنين، 22 أغسطس 2016 04:30 ص
بالصور.. قصة حب "محمد" و"صباح".. يعيشان معًا منذ 30 سنة على "الحلوة والمرة".. الزوج مصاب بشلل ويعتمدان على الصدقات فى معيشتهما.. الزوجة: "حافظ علىَّ رغم عدم الإنجاب".. ويؤكدان: "عايزين نموت مستورين" محمد صالح جعفر وزوجته صباح
الغربية - محمد عز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
برغم ظروفهما الاجتماعية الصعبة، ومرارة الأيام التى عاشاها رغما عنهما، تحت سقف منزل بسيط لا يحميهما من صقيع برد الشتاء، ولا من حرارة شمس الصيف، واعتمادهما فى المعيشة كليا على صدقات المتبرعين ممن يشعرون بحالهما، إلا أن هناك حالة رضا، وحمد لله، تكفيهما سؤال الناس، وتعفهما عن شهوات الدنيا التى حرما منها كافة. "محمد صالح جعفر" مواطن بسيط من قرية أبو الجهور التابعة لدائرة مركز السنطة بمحافظة الغربية، خرج من دنياه بلا إرث ولا مال ولا علام، عامل بسيط فى أراضى الغير يكسب قوت يومه بعرق جبينه، منذ أكثر من 30 سنة أراد أن يساير نواميس الكون ويتزوج ويبنى بيتا بالحلال، ويعف نفسه مع زوجته الشرعية، ولم يكن أمامه بدا من الزواج إلا بـ "صباح" ابنة عمه من سنه وعمره، تعرفه ويعرفها، وتقدر ظروفه ليكونا على حد وصفه "ستر وغطا على بعض".

 

مسكن بدائى بسيط لا يغنى ولا يثمن من جوع

وفى مسكن بدائى بسيط بلا سقف سوى الخشب والحطب، وحوائط من الطوب اللبن، تغيرت للطوب الأحمر بالطين، ثم بالأسمنت، بعدما هدمه عوامل الزمن وأتت عليه من كل جنب، بنى محمد حياته الزوجية مع شريكة عمره وابنة عمه، وكله أمل فى المستقبل أن يعوضهم الله ويرزقهم من سعة، ليؤسسا بيتا يتناسب مع الحياة الآدمية، وينجبا أطفالا يلتحقا بالتعليم، ويعوضوهم جهلهم الذى وجدا أنفسهم فيه دون رغبة منهم، وعاشا معا على الأمل يكافحان ويعافران فى دروب الحياة، وخيرهم كافى شرهم، يبيتون شبعى من قوت يدهم فى أراضى الغير، ويحمدان الله على رزقهم اليومى الذى لا يتجاوز بضع جنيهات تكفيهم قوت اليوم، ويبقى رزق اليوم التالى على الله.

 

القدر أراد لهما أن يكونا عقيمين

وجاءت الأقدار بما لا تشتهى السفن فأراد الله لهما أن يكونا عقيمين لا ينجبان ولا يعرفان معنى الأمومة والأبوة وحرما من حنان الأطفال كما حرما من متع الحياة كافة، صبرا وأكملا المسير، وسرقهم قطار العمر، وهم فى غياهب الحياة لا يعرفون من الدنيا سوى العمل نهار فى حقول الغير، وآخر اليوم تناول العشاء ومشاهدة مسلسل التلفزيون المصرى فهى القناة الوحيدة على شاشة تلفزيونهم القديم، والنوم مباشرة للاستيقاظ فجرا ومسابقة خيوط الشمس فى البحث عن فرصة عمل جديدة لتوفير قوت يوم جديد.

محمد صالح جعفر وزوجته صباح

 

حافظ عليا عشان أنا من لحمه ومرداش يتجوز

تنهيدة طويلة خرجت من صدر صباح التى تجاوزت الخمسين عاما وهى تروى حبها لزوجها الذى حافظ عليها ورفض أن يطلقها أو يتزوج بغيرها، وقالت نصا " حافظ عليا عشان أنا من لحمه ومرداش يتجوز" وضحى بفرحته بعياله عشان ميزعلنيش ورضينا بنصيبنا، وبنعافر مع بعض وكنا راضيين وعايشين 
حب متبادل وعطف غير موجود.   ورد عليها زوجها محمد الذى يعجز عن الكلام بسبب الشلل " إنت اللى أصيلة يا صباح " وبعدين هو احنا حتى فكرنا نعرف العيب فى مين، هو نصيبنا كده وإحنا راضيين بيه، ودعا لها قائلا " ربنا ما يحرمنى منك " وتسبقه دموعه على خديه.   حب غير موجود وعطف وحنان جمع فى طياته كل أنواع الحب فهو الأب والابن معا والزوج والأخ والصديق، وهى له كأمه قبل أن تكون زوجته، وأخته وبنته وعكازه الذى توطأ عليها فى مرضه، رفضا أن يعرفا عيب العقم فى من فيهما ورضيا بقضاء الله، وعشرة زواج 30 سنة راضون بقضاء الله وقدره.  

اجتمع عليهم ثالوث "الفقر والشخوخة والمرض"

سنوات عمرهم مرت ولم يكن يعلما أن القدر يخبئ لهما مرض للزوج ومشارف شيخوخة للزوجة ليجتمع فى هذا الأسرة ثالوث "الفقر والشيخوخة والمرض" ويعتبر هذا التعبير هو تجسيد لمعاناة، محمد وصباح فى قرية أبو الجهور حيث أصيب الزوج بشلل نصفى منعه من الحركة وألزمه الفراش، ولم يعد يقوى على العمل لتنشغل به زوجته وتمرضه، وتصرف ما ادخروه فى مشوار عمرهما على المرض، ويصل الحال للإفلاس التام، وتحرج هى لتعمل ولكنها صدمت بمشارف الشيخوخة وقد طرأت عليها وما كانت تقوى عليه فى الماضى حرمت منه الآن، فى الوقت الذى يحتاج زوجها وشريك عمرها لمن يقوم على حاله ويمرضه ويقضى له حاجته، لتقف صباح مكتوفة الأيدى ولا تملك سوى الدموع والحسرة.  

عايشين على عطف الناس وكله رزق

قالتها صباح وهى تبكى " عايشين على عطف الناس " ردا على سؤال عايشين ازاي؟، واستدركت قائلة " اللى ربنا بيرزقنا بيه بنقسمه بين العلاج والأكل، بس المشكلة فى فواتير المياه والكهرباء، فصلا المياه عننا عشان مش بندفع ورجعنا للطلمبة، وربنا يستر على الكهربا الوصل بقى بـ 70 جنيه هجيبهم منين وكل اللى حيلتنا اللنضتين والتلفزيون بشغله يسلى الراجل، بعت حتتين العفش أول ما تعب وبنام على الكنبة، وأهى ماشية " الحمد لله".   وعن آخر مرة اشترت فيها ملابس جديدة لها ولزوجها قالت " مش عارفة بصراحة الهدمتين ساترينا والحمد لله، وبعدين هو احنا لاقيين ناكل عشان نشترى هدوم، أفتكر آخر مرة اشترينا حتتين قماش ييجى من 10 سنين.

 

عايزن نموت مستورين

بهذه الكلمات ختمت صباح وزوجها محمد حديثهما " مش عايزين حاجة من الدنيا دى غير نموت مستورين، زى ما عشنا مستورين وخيرنا كافى شرنا"، بينما قالت صباح حقنا نطلب من الحكومة معاش استثنائى يكفينا سؤال الناس وانتظار الصدقة التى قد تأتى يوما وتغيب شهورا، وقالت نصا: "بطلب من المحافظ والوزير يبصوا لحالنا احنا أحق الناس بالمعاش".

 


غرفة الجلوس فى بيت محمد جعفر


منزل محمد البدائى


مطبخ صباح


مصدر مياه الشرب فى منزلهم










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة