سيد القمنى، مفكر وباحث تتناول غالبية دراساته تاريخ شبه الجزيرة العربية قبيل مجيء الإسلام وبعده كما يتناول برؤية مختلفة نشأة الدولة الإسلامية وقيادة الرسول لها، ويناقش العامل السياسى فى اتخاذ القرار الدينى فى التاريخ الإسلامى، ومن أشهر كتبه "الدولة المحمدية، ورب هذا الزمان، والحزب الهاشمى".
آراء "القمنى" الجريئة دائما ما تتعرض للهجوم الشديد من بعض الحركات الإسلامية والسلفية، التى وصلت لحد إهدار دمه، فى حال عدم تراجعه عن كتاباته، بجانب قرارات من الأزهر بمنع ومصادرة عدد من أعماله، مثل كتاب "رب الزمان".
أراء وصدامات
سيد القمنى له العديد من الآراء التى جعلته عرضة للصدام مع مؤسسة الأزهر، حتى أن الفنان محمود الجندى خرج فى تصريحات تليفزيونية أكد أن القمنى كان سببا فى إلحاده، ومن الآراء الصادمة قول "القمنى" فى أحد لقاءاته عن الأزهر "إن الأزهر يدرس فقهًا يُخرج مجرمين و«قتالين قتلة»، ولا يختلفون عن عناصر «داعش».
كما أن "القمنى" طالب فى أحد أحاديثه، بإقالة مشايخ الأزهر والابتعاد عنهم قائلا: لو أردنا الإصلاح بجد، علينا أولاً الإغلاق على هؤلاء.. يا مصريين أقيلوا مشايخ الأزهر تصحّوا، لا تستضيفوا المشايخ فى التلفزيونات ستصيرون أفضل "وزى الفل". صلِّ وأدِّ الفروض التى طلبها الله منك، امتنع عمّا نهاك عنه لكن لا تُخرج بلاويك على المجتمع.
بعد تفجيرات طابا فى أكتوبر 2004، كتاب مقالا هاجم فيه شيوخ الإسلام السياسى، وكتب: "أم نحن ولاية ضمن أمة لها خليفة متنكّر فى صورة القرضاوى أو فى شكل هويدى تتدخل فى شؤون كل دولة يعيش فيها مسلم بالكراهية والفساد والدمار، ويؤكد وجوده كسلطة لأمة خفية نحن ضمنها».
ومن الآراء الصادمة أيضا قول "القمنى" هناك نصوص معينة فى المناهج السعودية من وحى الفكر الوهّابى تشجع على الإرهاب وتكفير الطوائف والمذاهب الإسلامية الأخرى"، ويورد القمنى هذه الأمثلة: فى منهج التوحيد المقرر على ثانى متوسط فى السعودية صفحة 105 وأولى ثانوى صفحة 12 وثانى ثانوى صفة 37 نرى النص التالى «الفِرق المخالفة من جهمية ومعتزلة وأشاعرة وصوفية قلدوا من قبلهم من أئمة الضلال فضلّوا وانحرفوا وهى فرق ضالة»، ويوجد نص آخر فى كتاب التوحيد ثالث ثانوى صفحة 126 نصه «الاحتفال بمناسبة المولد النبوى تشبُّه بالنصارى» وفى كتاب التوحيد ثالث ثانوى صفحة 41 يوجد النص التالى «محبة الله لها علامات منها العزة على المخالفين والكافرين وأن يظهروا لهم الغلظة والشدة».
كما يرى القمنى أن مستوى التعليم فى المدارس العربية "فى قاع بحر الظلمات" لأن طريقة التعليم هى الحفظ والتلقين وحتى العلوم الغربية يتم تدريسها بطريقة إسلامية.
ومن ضمن آرائه أيضا أن الإسلام كتاب مفتوح للكل وليس من حق أحد أن يعتبر منهجه الإسلامى صحيحا ويعتبر الآخرين على خطأ وخلاص".
معارضة وتأييد..
المعارضون
للقمنى يرون أنه ملحد ومختل، على حد وصفهم، حتى أن الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، قال "إن سيد القمنى أخطر من داعش على مصر، وفكره داعشى ويدعوا إلى الإرهاب والتطرف".
والمفكر الإسلامى كمال حبيب، اتهمه بالنصب والدجل وقال عنه: إن ما يذكره القمنى لا يعدو أن يكون "دجلاً ونصباً ومحاولة للتسول والارتزاق من بعض الجهات القبطية والعلمانية فى مصر التى تقدم له الدعم".
أما الكاتب الاردنى شاكر النابلسى فاتهمه بالسطحية فيقول "كان نقد القمنى لفكر الأصوليين الإرهابيين من باب الكراهية لهم وليس من باب إيجاد البديل من داخل الإسلام نفسه، وثقافة القمنى الإسلامية سطحية إلى حد كبير وكافة أطروحات القمنى الفكرية لا تستدعى أن يقتل صاحبها بل على العكس فإن هجوم القمنى على دول الخليج والإخوان المسلمين كان يُسعد القاعدة".
فيما شكك الكاتب المصرى إبراهيم عوض فى حصول القمنى على درجة الدكتوراه وأنه زوَّر لنفسه شهادة الدكتوراه ليسبق اللقبُ اسْمَه، يقول "لم يركع لله ركعة ويجاهر بقصص ممارساته للزنا والفجور والمخدرات، لا يُجِيدُ إلا الكذب وترديد أقوال المستشرقين، ومع ذلك فإن الدولة أفردت له المجلات والصحف وتولى اليساريون الأشرارُ تلميعَه وتقديمَه كمثقف"
أما المؤيدون
للقمنى فيرون أن الرجل مفكر وصاحب مدرسة فكرية إبداعية، فأنيس منصور قال عنه "ما أحوج الفكر المصرى الراكد والفكر العربى الجامد إلى مثل قلمك وطبيعى أن يختلف الناس حولك فليكن! ولكنك قلت وأثرت وأثريت وفتحت النوافذ وأدخلت العواصف وأطلقت الصواعق"
والدكتور سعد الدين إبراهيم، قال عنه: القمنى مفكر إسلامى كبير، ومبدع مجتهد.
فيما يرى الكاتب الكردى طارق حمو عن القمنى "سيد القمنى أبدع وأنجز وأسس مدرسة فكرية بحثيّة عملاقة، سلطّ الضوء الساطع على نصوص التراث الصدئة، ففككها وأعادها إلى زمانها ومكانها الأولين.
جوائز وبلاغات
صاحب فوز سيد القمنى بجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 2009 والتى تبلغ قيمتها مائتى ألف جنيه مصرى، جدلا حول استحقاقه لهذه الجائزة، فقام الداعية الإسلامى الشيخ يوسف البدرى، برفع دعوى قضائية، ضد كل من وزير الثقافة فاروق حسنى وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة على أبو شادى وشيخ الأزهر، بسبب فوز سيد القمنى والدكتور حسن حنفى بجائزة الدولة التقديرية لهذا العام، وهو ما اعتبره البدرى إهدارا للمال العام لأنهما من وجهة نظره يسيئان إلى الذات الإلهية وإلى الإسلام.
كما طالبت "هيئة المفوضين" بمجلس الدولة المصرى، بسحب جائزة الدولة التقديرية من سيد القمنى.
وجاء فى حيثيات قرار "هيئة المفوضين" بمجلس الدولة المصرى أن قرار وزارة الثقافة المصرية منح الدكتور سيد القمنى، جاء مجاملة لاتجاه إلحادى كانت تستخدمه الدولة لمحاربة التيار الإسلامى.
رسائل التهديد واعتذار القمنى..
كانت المهندسة سلوى القمنى ابنة سيد القمنى صرحت بأن والدها تلقى تهديدات كثيرة بالقتل منذ تفجيرات طابا كان بعضها من تنظيم قاعدة الجهاد فى بلاد الرافدين الذى كان يتزعمه أبو مصعب الزرقاوى عبر شبكة الإنترنت خاصة بعد مقال كتبه بعنوان "إنها مصرنا يا كلاب جهنم" لكن القمنى لم يأخذه بجدية حتى وصله التهديد الأخير من جماعة الجهاد والذى أخذه على محمل الجد.
جاء فى هذه الرسالة التى نشرت مقتطفات منه المقطع التالى «اعلم ايها الشقى الكفور المدعو سيد محمود القمنى، أن خمسة من أخوة التوحيد وأسود الجهاد قد انتدبوا لقتلك، ونذروا لله تعالى أن يتقربوا إليه بالإطاحة برأسك، وعزموا أن يتطهروا من ذنوبهم بسفك دمك، وذلك امتثالا لأمر جناب النبى الأعظم صلوات ربى وتسليماته عليه، إذ يقول "من بدل دينه فاقتلوه».
على أثر هذا التهديد كتب القمنى رسالة اعتزاله التى جاء فيها "تصورت خطأ فى حساباتى للزمن أنه بإمكانى كمصرى مسلم أن أكتب ما يصل إليه، بحثى وأن أنشره على الناس، ثم تصورت خطأ مرة أخرى أن هذا البحث والجهد هو الصواب وأنى أخدم به دينى ووطنى فقمت أطرح ما أصل إليه على الناس متصورا أنى على صواب وعلى حق فإذا بى على خطأ وباطل، ما ظننت أنى سأتهم يوما فى دينى، لأنى لم أطرح بديلا لهذا الدين ولكن لله فى خلقه شئون».
كتابات القمنى
صدر للقمنى العديد من الكتب والدراسات التى كانت سببا فى إثارة جدل كبير، لعل أشهر تلك الكتب كتاب "الحزب الهاشمى" وكتاب رب الزمان، والأخير صادره الأزهر الشريف، وقدم للمحاكمة.
حاول فى كتبه مثل الحزب الهاشمى أن يظهر دور العامل السياسى فى اتخاذ القرار الدينى فى التاريخ الإسلامى المبكر بينما يظهر فى كتابه النبى إبراهيم تحليلات علمانية لقصص الأنبياء الأولين.
أشهر مؤلفاته «رب هذا الزمان» (1997)، الذى صادره مجمع بحوث الأزهر حينها وأخضع كاتبه لاستجواب فى نيابة أمن الدولة العليا، حول معانى «الارتداد» المتضمَّنة فيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة