طبعا كل واحد حر سواء فى حياته الخاصة، وعلى صفحات «فيس بوك»، مع الأخذ فى الاعتبار أن وجود الشخص وسط مجتمع متسع ليس بالضرورة كله أصدقاء يخرجه من الفردية ليضعه على مائدة الآخرين.
وهو مجتمع ليس كله صديقا، وإذا كان واحد «بيقول أنا زهقان مقابل آخر يشعر بالسعادة، بينما الواقع قد يشير إلى أنه لو كان سعيدا ربما لا يجد الوقت للتعبير قبل انتهاء لحظات السعادة والهناء.
هذا عن الذاتى لكن هناك نوعية من المستخدمين ينشغلون بغيرهم، وبعض هؤلاء كل مهمتهم، أن يمروا على أى بوست أو مقال ليوجهوا شتائم سواء للكاتب أو المعلقين بصرف النظر عن الموضوع. يختفى بعضهم خلف أسماء مستعارة، أو صور مجهولة، ويصعب على المواطن الطبيعى أن يدرك الفائدة التى يجنيها مواطن ينفق وقتا وجهدا ليوجه شتيمة لشخص لا يعرفه، وربما لا تصل الشتيمة لهدفها، ربما لمن يقوم بذلك بمقابل فيما يسمى لجنة.
وبعض المستخدمين والمعلقين يشتبكون مع بعضهم، ويتركون الموضوع الأساسى، وتشعر ببعضهم يدخل «فيس بوك» وتويتر شاهرا سنجة افتراضية، وإن لم يكونوا لجنة فهؤلاء مرضى أحيانا أو مختلين مصابين بعصاب، تسبب لهم شتيمة الآخرين نوعا من التهدئة، وربما يريدون تلقى شتائم.
ومثلهم المتحرشين الافتراضيون يوجه الواحد منهم ألفاظا خارجة، من دون إدراك، ويتعرض هؤلاء للشتم والتهزىء من دون رد فعل، وبعضهم يتلذذ بذلك.
بل إن هذه الأنواع من «المختلين سوشيولوجيا» نسبة للسوشيال ميديا، منهم مرضى خطرون أو أقل خطورة، وبينهم شخصيات قد تكون معروفة يختفى أصحابها خلف أسماء مستعارة كما تكشف بعض الدراسات والأبحاث التى نشأت فى السنوات الأخيرة. بدأت بعض مدارس علم النفس، فى إجراء أبحاث على نوعيات مستخدمى أدوات التواصل لتحليل الشخصيات.
وبعض المراكز تعالج من تسميهم مدمنى الإنترنت، لكنها تستقبل عشرات من مدمنى التواصل، ممن يقضون فترات طويلة، ومنهم مدمنو الصفحات والمواقع الإباحية، وهؤلاء حسب ما رواه أحد المعالجين أن العيادات كانت تستقبل عشرات من شخصيات مجتمعية بارزة تعانى من إدمان المواقع الإباحية أو يستمتعون بالشتائم، ولنتخيل لو كانت لدينا مثل هذه الأبحاث كيف يمكن أن تخبرنا عن عالم الافتراضيين، ومازال الملف مفتوحا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة