انتشرت بمحافظة السويس ظاهرة قيام أشخاص بإطلاق ألقاب مستشارين وسفراء على أنفسم دون الحصول على أى درجة علمية أو وظيفية خاصة بهذه الألقاب، والتى تستخدم فى أغلب الأحيان من أجل صناعة كيان اجتماعى للشخص أو استغلالها فى أى انتخابات تجرى من أجل وضع ثقل لنفسه، كما تستخدم فى أحيان كثيرة لخداع المواطنين.
ظاهرة المستشار أو السفير لم تتوقف على مجرد إطلاق اللقب فقط، بل قام البعض بالتمكن من لقب مستشار ووضعه فى البطاقات الشخصية، ونجح أشخاص بالفعل فى ذلك حسب تأكيد مصادر بالسجل المدنى بأن عدد من الأشخاص غيّروا صفة المهنة إلى مستشار.
ورصدت "اليوم السابع" قيام أشخاص بالسويس من بينهم رجال وسيدات بنشر صور لهم يؤكدون من خلالها حصولهم على ألقاب سفراء بالرغم من أن بينهم من لا علاقة له بالدبلوماسية أو أى مهنة من الممكن أن تصل به إلى الحصول على لقب سفير ويقومون بتقبل تهانى المواطنين والتأكيد أنهم حصلوا على لقب سفير بدعم الجماهير.
وقال مصدر بالسجل المدنى بالسويس، إن ما يحدث هو أن أى شركة من الشركات تقوم بتسجيل شخص أنه مستشار مالى أو فنى أو اقتصادى لها ويقدم هذا الشخص الأوراق والمستندات إلى السجل المدنى لتغيير المهنة مدعم بختم الشركة التى يعمل بها ويتم تغيير المهنة.
وأوضح المصدر، أن ما يحدث معروف لأن هذه الشركات تدفع تأمينات هؤلاء الأشخاص ويحصل على أختام التأمينات بناء على التوثيق من الشركة التى يعمل بها، ولكن بالفعل هذه الظاهرة انتشرت كثيرا فى محافظة السويس خلال الفترة الماضية.
وقال مصدر أمنى بمديرية أمن السويس، إننا إلى الآن لم نتلق بلاغات من مواطنين بشأن ظاهرة قيام البعض بإطلاق ألقاب على أنفسهم مثل مستشار أو سفير، لأنه من الطبيعى عندما يتعرض أحد للنصب سيتقدم ببلاغ والى الآن لم يحدث أن قام أحد بالتقدم ببلاغات.
ويكشف محمد حسن، مهندس بالسويس، أننى تعرضت شخصيا لموقف غريب وهو قيام أشخاص بعرض لقب سفير علىّ عن طريق قيامى بدفع خمس آلاف جنيه لإحدى الجمعيات والسفر على نفقتى إلى شرم الشيخ أو الغردقة ويتم إقامة حفل وتكريمى أنا وآخرين وأحصل منهم على لقب سفير، وقد حدث هذا بالفعل مع عدد من الأشخاص الذين أعرفهم شخصيا.
وأوضح محمد حسن، بماذا تفسر أن أشخاص لم يحصلوا على الإعدادية مثلا بالمرحلة التعليمية وتقوم جمعية بمنحهم لقب سفير ويروجون لأنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى أنهم سفراء، وينتشر هذا الأمر حاليا فى السويس بسبب قرب انتخابات المحليات.
ويكشف قدرى خليل السيد، محام، أننا للأسف نشاهد عدد من الجرائم التى ترتكب فى المجتمع بسبب غياب الرقابة، فليس من الطبيعى أن نترك أشخاص هكذا يستخدمون لقب مستشارين أو سفراء دون التحقق منهم، فهؤلا يستغلون هذه الألقاب والصفات للنصب على المواطنين، ويوجد قطاع كبير من المواطنين من الممكن جدا أن يتعرض للخداع بعد أن يتصور أن من يحدثه سفير أو مستشار.
وأشار قدرى، أن الدولة والحكومة والأجهزة الرقابية مسئولة عن ما يحدث، فيجب وقف هذه المهازل ومحاسبة من يقوم بخداع المواطنين وعدم الاكتفاء بانتظار بلاغ من مواطن لكى تتحرك الجهات الرقابية أو الأمنية، فتوجد مسئولية قانونية وتوجد مسئولية على الدولة هى ضرورة حماية المواطنين من عمليات النصب التى تحدث والتى يذهب ضحية لها فى النهاية المواطن.
وأضاف قدرى، هل يجوز أن يقوم شخص لا يجيد القراءة والكتابة بالحصول على لقب مستشار لمجرد أنه قام بدفع مبلغ مالى لجمعية من الجمعيات ولا أحد يسأله ماذا تفعل.
