لا أعرف سر غضب رئيس البرلمان من الصورة التى انفرد بها زميلنا المصور الموهوب كريم عبدالعزيز، وهى لرئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال، وهو يرسل قبلة فى الهواء التى أثارت ردود أفعال واسعة، وبناء عليه أصدر الدكتور عبدالعال قرارا بمنع المصورين من دخول القاعة احتجاجا على الصورة، واضطر زميلنا كريم للتأكيد على أنه التقط «البوسة» بحسن نية، ولم يكن مطالبا بتفسير، والأمر واضح، وهناك سوابق لهذا الأمر عندما كانت صور قزقزة اللب، أو أكل الشيكولاتة، و«نوم النائب».
لا يوجد فى بوسة رئيس البرلمان ما يثير الغضب، فهى بوسة أبوية برلمانية تعبر عن مكنونات التواصل البرلمانى، ولا يمكن تفسيرها بعيدا عن هذا، ومثل هذه اللقطات معروفة ولا تسبب أى حرج، بل العكس فهى تخفف من وقع وجفاف العمل البرلمانى والسياسى، ولا يفترض أن يثير غضبا، بل ربما كان العكس صحيحا، حيث يمكن اعتباره نوعا من الفكاهة غير الضارة.
اللافت للنظر، أن الدكتور عبدالعال غضب من صورة بوسة «فى الهواء»، بينما لم يغضب من تكرار تزويغ النواب من الجلسات وحفلات فرش الملاية فى اللجنة التشريعية والبهو الفرعونى، ومنظر السادة النواب منشغلين بالكلام فى الموبايلات، والتقاط السيلفى، وإرسال قبلات فى الهواء للأهل والأحباب، ولم يغضب رئيس البرلمان وهو يرى الدورة تنفض من دون إنجاز التشريعات المطلوبة والمكملات الدستورية.
وكل مافعله الدكتور عبدالعال أنه هدد بتشغيل التشويش لمنع النواب من الأحاديث فى الموبايلات، وقال إن النواب ليسوا موظفين حتى يمكن حسابهم على الحضور والانصراف، وهو اعتراف يعد تصريحا بالتزويغ للموظفين، باعتبار أن ما فيش حد أحسن من حد.
غضب رئيس البرلمان من صورة بوسة، ولم يبد أى نوع من الضيق عندما تم إقرار وتمرير لائحة البرلمان، ويتم فيها إعفاء مكافآت وبدلات النواب من ضرائب الدخل، فى سابقة لم تحدث من قبل.
كل هذه الصور لم تثر أى نوع من الغضب أو الرفض فى البرلمان، بينما غضب الدكتور عبدالعال من صورة بوسة فى الهواء، وأصدر قرارا بمنع التصوير، ليكون الغضب ضد «المصورين»، وليس على «المتصورين».