قال الدكتور محمد الكحلاوى، الأمين العام لاتحاد الأثريين العرب، إن اقتراح رئيس قطاع المشروعات، بمساهمة المستثمرين فى إنشاء متاحف بالمدن الساحلية ليس بجديد، ونحن نتفهم جيدا أن وزارة الآثار تعيش محنة، بسبب عدم وجود دخل من النقد الأجنبى، لقلة السياحة، ولكن ليس معنى هذا أن تعمل كالتاجر الذى يعلن إفلاسه فيذهب ليبحث فى دفاتره القديمة.
وأوضح الدكتور محمد الكحلاوى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إذا كان لدى رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار دراسة ورؤية كاملة على جدوى المتاحف الساحلية، فلماذا لم تتبناها الدولة، لأنه عندما نضع التراث القومى المصرى فى يد القطاع الخاص ليقوم بتسويقه بالشكل الذى يراه، وتحول رجال الآثار فى هذه الحالة إلى رجال أمن، فهذا أمر غير مقبول شكلا وموضوعاً فى الآثار.
وتابع "الكحلاوى"، نحن بالتجربة فشلنا فى الحفاظ على تراثنا داخل متاحفنا القومية، وبالرجوع للتاريخ نجد أنه لا يوجد متحف بمصر إلا وأصابه ما أصابه، وعلى سبيل المثال متحف الفن الإسلامى والمصرى الكبير وملوى ومتحف كلية الآُثار والغردقة وغيرهم من المتاحف التى طالتها يد السرقة والإهمال والاعتداء، فإذا كان رئيس قطاع المشروعات راغبا فى الاستثمار بقطاع المتاحف فعليه أن يأخذ بالتجربة الأمريكية عندما قاموا بعمل ماكينات ونماذج أثرية بدرجة عالية تحكى ما يمثلة فى القطع الأصلية، بالإضافة للتجربة الصينية والإماراتية"، مضيفا أن تفرغ المتاحف الكبرى من مخزنها الثقافى لتوزيعه على المستثمرين بحساب المال لمن يدفع أكثر، وهذا امر فيه خطورة على مكانة الأثر وقيمته وسلامته، واستشهد بذلك عندما كنت مشرفا على متحف الفن الإسلامى وقفت أمام قرار الوزير حينذاك بعدم الاشتراك بمتحف لندن خوفا على الآثار خلال نقلها من المتحف إلى مطار القاهرة، وفضلت سلامة القطع على المخاطرة من اجل الحصول على بعض الأموال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة